"لا أبحث عن أعذار ولا أريد شماعات، في الأخير أنا المسؤول عما حدث" .. عبارة يرددها الكثير من المدربين عقب أي إخفاق، لكن قلة تسير عكس التيار؛ تلك القلة منها الألماني الشاب ماتياس يايسله!
اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي
مدرب ذو 36 عامًا؛ ماذا عساه أن يفعل في نادٍ كبير بحجم قلعة الكؤوس؟!، والأدهى من كل ذلك أنه "جريح"؛ كان عائدًا لتوه من تجربة مريرة في دوري يلو للدرجة الأولى .. المفاجأة كانت أن الألماني استطاع "ترويض" كل الظروف لخدمة نفسه ومستقبله.
جمهور الأهلي في الأساس كان رافضًا ليايسله خلال فترته الأولى مع الفريق واستمر الرفض حتى بداية الموسم الجاري، اعتراضًا على الأداء تارةً والنتائج تارةً أخرى، فماذا فعل المدرب الشاب؟
دفة الهجوم في السعودية منذ استحداث "لجنة الاستقطابات" تتجه نحو مسؤولي تلك اللجنة من جماهير مختلف الأندية وليس الأهلاويين فقط، فقرر ماتياس السير مع الموجة..
المباراة التالية
"لا يوجد عدل بين الأندية من لجنة الاستقطاب، حددت لاعبين أجانب أريد استبدالهم بآخرين؛ ولكن لم يتم جلب احتياجاتي، ولم نحصل على كامل الدعم" .. هكذا قال مدرب الأهلي بعد ثان تعثر له في الموسم الجاري، وتحديدًا عقب الخسارة أمام القادسية (1-0)، ضمن الجولة الرابعة من دوري روشن 2024-2025.
بداية محاولات المدرب لصرف نظر الجمهور عن أي "عيب في فكره الفني" كانت من لجنة الاستقطابات، لكنه بعد ذلك وجد أن الجمهور غير راضٍ كذلك عن الثنائي رون جورلي؛ الرئيس التنفيذي، ولي كونجيرتون؛ المدير الرياضي، فسلك هذا الطريق..
"إدارة الأهلي تعلم جيدًا أن هناك لاعبين طلبتهم لدعم خطتي، قبل فترة الانتقالات الشتوية المقبلة" .. "الجميع يدرك تطلعات الجماهير، وكل ما علينا فعله هو مواصلة العمل والضغط لتحقيق احتياجات الفريق في الشتوية" .. "هؤلاء هم اللاعبين المتاحين لدي، وأشكر اللاعبين على تقبلهم اللعب في مراكز مختلفة، ومرونتهم في اللعب بأكثر من مركز مختلف لخدمة الفريق".
كل ما سبق - وغيره بالمعنى نفسه – كان مضمون تصريحات ماتياس يايسله في أي وقت يلومه الصحفيين في المؤتمرات بالحديث عن قصور في الفريق أو عقب الإخفاقات أو عند سؤاله عن توظيف اللاعبين في غير مراكزهم.
لم يكل ولم يمل من تكرار الشكاوى، لم يخش أن يقال عنه "مدرب شكاء بكاء"، نعم! هكذا فعل يايسله بدهاء كبير، يعادل دهاء مدربين متمرسين في المجال منذ سنوات طوال، فعل ونجح.
بالفعل نجح، فأي نجاح يضاهي ذلك الذي يدفع الجمهور أن يخرج في "شبه مظاهرة" أمام أسوار النادي للمطالبة ببقاء يايسله بعد انتشار أنباء عن الاتفاق مع المدرب الإيطالي مع ماسيميليانو أليجري لخلافة الألماني!
ربما صدقه الجمهور لأنه لمس صدقه في الحديث، ووارد لاتفاقهم مع وجهة نظره، جائز أيضًا لأن "جُرم" مسؤولي الأهلي سواء رون جورلي أو لي كونجيرتون أكبر من أخطاء الألماني.
أيًا كان السبب، المهم أن خطة يايسله قد نجحت، وكرة النار أصبحت في أحضان مسؤولي النادي وتحديدًا رون جورلي ولي كونجيرتون.
لكن السؤال الآن .. هل يدرك ماتياس يايسله أنه سيكون تحت مقصلة الجماهير إن رحل رون جورلي ولي كونجيرتون ونُفذت طلباته من صفقات، ولم ينجح؟!، وقتها ربما ما سيتعرض له الألماني سيكون أضعاف ما يحدث مع الثنائي الأول!