رغم امتلاكه كتيبة من المواهب الشابة وأصحاب المهارات، يقدم منتخب البرازيل واحدة من أسوأ نسخه على مر التاريخ، مع انطلاق منافسات كوبا أمريكا، ليصيب جماهيره بالقلق من كابوس انتهاء عصر سحرة كرة القدم.
وسقط السيلساو في فخ التعادل السلبي، فجر اليوم الثلاثاء، أمام كوستاريكا أضعف منتخبات المجموعة الرابعة في مستهل مشواره بكوبا أمريكا، المقامة حاليًا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتعد هذه النتيجة وصمة عار في مسيرة المنتخب البرازيلي، إذ أنها أول نتيجة إيجابية يحققها منتخب كوستاريكا في تاريخه أمام راقصي السامبا، حيث انتصر في المواجهات السبع التي جمعتهما في الماضي، بينما فشل هذا الجيل في الحفاظ على الأفضلية الكاسحة على " لوس تيكوس"، وزاد من الشكوك حول إمكانية استعادة اللقب الغائب منذ 2019.
أداء البرازيل .. ضجيج بلا طحين
البرازيل افتقدت إلى الانسجام بين عناصر الخط الهجومي وعابها بشكل واضح غياب اللمسة الأخيرة، ليهدر الفريق كل الفرص التي صنعها على مدار 90 دقيقة بخلاف 5 دقائق إضافية، رغم استحواذه على الكرة في أغلب فترات اللقاء بنسبة ضخمة بلغت 74%.
لكن نسبة الاستحواذ هذه لا تعبر فعليًا عن تفوق للبرازيل، حيث كان أغلب الاستحواذ سلبيًا، ووقف المدرب دوريفال جونيور على الخط مكتوف الأيدي، رغم أنه دفع بالتغييرات الممكنة في الشوط الثاني لتغيير النتيجة، لكن فشل البدلاء إندريك، سافينهو ومارتينلي في تقديم أي إضافة ممكنة.
وتوقعت الجماهير أن تكون المباراة نزهة في وجود الثلاثي الهجومي الناري، رافينيا، رودريجو جويس وفينيسيوس جونيور، لكنهم كانوا بدون تأثير واضح بينما تفنن الثنائي برونو جيماريش ولوكاس باكيتا في إهدار الفرص المحققة أمام مرمى الحارس الكوستاريكي باتريك سيكييرا.
الآن تعرفون قيمة نيمار!
كانت لقطة ظهور نيمار دا سيلفا في الملعب وهتاف الجماهير له بحرارة، معبرة تمامًا عن الوضع المذري الذي يمر به منتخب البرازيل، حيث بدا الفريق ضعيفًا وافتقد إلى القائد والملهم لهذه المواهب الشابة في أرض الملعب.
ورغم كل السلبيات التي لطخت مسيرة نيمار سواء مع الأندية أو منتخب البرازيل، لكنه كان دومًا على الموعد مع الشباك، وأصبح الهداف التاريخي للسيلساو بـ79 هدفًا في 12 مباراة، لكن غيابه عن البطولة للإصابة ظهر تأثيره السلبي للغاية على الفريق.
وخذل الثنائي فينيسيوس ورودريجو نيمار، الذي تحدث عنهما قبل انطلاق البطولة قائلًا: "أنا مطمئن على مستقبل منتخب البرازيل في وجود فيني، أعتقد أنه سيفعل المطلوب منه في كوبا أمريكا. أما رودريجو فهو مختلف تمامًا، لأنه لاعب مجنون وقميص رقم 10 سيمنحه الكثير من الحظ".
ورغم ذلك، كان نيمار متعجبًا للغاية من قرار دوريفال باستبعاد نيمار من أرض الملعب لحساب إندريك قبل 20 دقيقة من النهاية، حيث ليس من المنطقي استبعاد أفضل لاعبي العالم في هذا الوقت حتى لو كان غير موفق لكنه يظل مصدر خطرة في أي لحظة.
أنشيلوتي وحده يملك الشفرة
كانت جماهير البرازيل تمني النفس أن تستفيد من حالة الانتفاضة التي يعيشها الثنائي رودريجو وفينيسيوس جونيور مع ريال مدريد خلال الموسم المنصرم، حيث ساهما بقوة في فوز الفريق بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، كما بات "فيني" المرشح الأقرب لجائزة أفضل لاعب في العالم.
لكن هذه النسخة من ثنائي هجوم البرازيل، بدا أن لها شفرة غير واضحة أمام أعين دوريفال جونيور، ويحتفظ بها فقط الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي يجيد توظيف مهارات فينيسيوس ورودريجو لخدمة الفريق الملكي.
وكانت البرازيل لتستفيد من هذه الشراكة المثالية، لو كان المشروع المقترح بالتعاقد مع أنشيلوتي قبل كوبا أمريكا، قد كتب له النجاح، لولا تدخل فلورينتينو بيريز رئيس ريال مدريد في الوقت المثالي ووضع الثقة في العجوز الإيطالي لاستكمال مهمته مع الميرنجي لموسم إضافي.
وبالفعل جنى ريال مدريد مكاسب ضخمة من وراء هذا القرار الحكيم من بيريز، بينما ترك الحسرة وخيبة الأمل للبرازيل مع دوريفال الذي يبدو عاجزًا تمامًا عن الاستفادة من هذه المواهب الشابة.