كما أحرجت بطل العالم الأرجنتين من قبل، نجحت فنزويلا في تعطيل البرازيل، ضمن الجولة 11 من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2026، بتعادل مثير للجدل (1-1)، في المباراة التي استضافها ملعب مونيمنتال دي ماتورين.
ورفع منتخب البرازيل رصيدًا إلى 17 نقطة في المركز الثالث "مؤقتًا"، بينما ارتقت فنزويلا إلى المركز السابع المؤهل للملحق العالمي برصيد 12 نقطة، لتحافظ على آمالها في إمكانية تحقيق حلم بلوغ المونديال.
وتشابهت ظروف مباراة الإياب في ملعب فنزويلا بما حدث في مباراة الذهاب بالبرازيل، حيث انتهت أيضًا المباراة بالتعادل (1-1)، كما سيطرت عليها الإثارة والندية، خصوصًا من العنابي الذي أنهى العقدة البرازيلية وبات ندًا كبيرًا لصاحب الرقم القياسي في التتويج بالمونديال.
وترصد النسخة العربية من "GOAL"، كواليس معركة فنزويلا والبرازيل المثيرة، والأسباب التي أدت إلى تراجع نتائج السيليساو من جديد...
دوريفال لا يجد شفرة البرازيل بعد
في التوقف الدولي الأخير استطاع منتخب البرازيل أن يحقق انتصارين بنتائج جيدة وأداء مميز على حساب تشيلي (2-1) وبيرو (4-0)، وظنت الجماهير أن الفريق استيقظ من سبات عميق وعاد العملاق إلى مكانته.
لكن الأداء اليوم أمام فنزويلا بدا محبطًا للغاية في الشوط الثاني، حيث فرض الفريق سيطرته بالفعل على الشوط الأول وكان هناك انسجام واضح بين المثلث الهجومي (سافينيو، رافينيا وفينيسيوس)، وأسفر بالفعل عن هدف التقدم بخلاف العديد من الفرص المحققة الضائعة.
إلا أن كل ذلك تحطم في الشوط الثاني، بتغيير بسيط أجراه مدرب فنزويلا، وأتى ثماره سريعًا مع بداية الشوط، بنزول تيلاسكو سيجوفيا الذي سجل هدف التعادل من أول لمسة في الدقيقة 46، ولولا الرعونة في إنهاء الهجمات، لسجل لاعبو فنزويلا هدف التقدم في تلك الفترة، بينما وقف دوريفال طوال الشوط يشاهد ما يحدث دون أي تدخل يذكر.
وحتى مع سيطرة فريقه على الكرة في الدقائق المتبقية، فقد فشلت كل محاولاته سواء بالدفع بمارتينيلي أو لوكاس باكيتا أو إستيفاو أن تعدل من النتيجة، لأن الأزمة ليست في الأسماء بل في الطريقة الهجومية العقيمة التي فشلت في اختراق دفاع متوسط مثل دفاع فنزويلا.
الرقم 10 يليق برافينيا في الملعب وعلى القميص
يعتبر رافينيا الاستثناء الوحيد لإخفاق لاعبي البرازيلي في لقاء اليوم، حيث كان أهم مصدر خطورة للفريق وسجل الهدف الوحيد للضيوف من ضربة حرة مباشرة رائعة، في حلقة جديدة من سلسلة تألقه هذا الموسم.
رافينيا الذي ظهر اليوم للمرة الأولى بقميص رقم 10، وهو القميص المخصص لعمالقة البرازيل (بداية من بيليه وحتى نيمار)، قدم ما يؤكد أنه يستحق هذا الشرف، فسجل هدفه العاشر مع منتخب بلاده.
وإجمالًا هذا الموسم يقدم رافينيا لوحة فنية رائعة مع برشلونة والبرازيل، حيث لعب 20 مباراة، سجل خلالها 15 هدفًا وقدم لزملائه 10 تمريرات حاسمة، كما أنه سجل في كل البطولات الممكنة (الليجا، دوري أبطال أوروبا، تصفيات كأس العالم).
الخطأ الوحيد الذي ارتكبه رافينيا في مباراة اليوم، والعهدة على شبكة "TNT"، أنه تنازل عن تنفيذ ركلة الجزاء التي تحصل عليها زميله فينيسيوس، وقرر أن يتركها لنجم ريال مدريد المشتت منذ خسارته الكرة الذهبية، فأضاعها فيني برعونة وتحسر عليها جميع البرازيليون.
واضح للجميع .. المشكلة في كيليان مبابي وحده
نقطة أخرى يمكن الخروج بها من مباراة اليوم، هي أن فينيسيوس رغم إهداره ركلة الجزاء وإضاعته لأكثر من فرصة محققة، إلا أنه كان متعاونًا كثيرًا مع رافينيا وشكل خطورة كبيرة خصوصًا في الشوط الأول، وهو ما يلقي الضوء بالطبع على أزمته مع شريكه في ريال مدريد، الفرنسي كيليان مبابي.
في مدريد رفض أنشيلوتي تغيير مركز فينيسيوس وقرر الاحتفاظ به كجناح أيسر، لأنه الأفضل في العالم بهذا المركز، وهذا أمر منطقي للغاية، وعهد إلى كيليان مبابي بمركز رأس الحربة، وهو ما لا يعجب الفتى الفرنسي ومنذ وصوله إلى مدريد لا يقدم ما يرضي الجماهير والمدرب.
الأمر يشبه كثيرًا، ما فعله دوريفال في مباراة اليوم، حيث دفع برافينيا الذي يتألق مع برشلونة كجناح أيسر، في مركز لاعب الوسط المهاجم (مركز 10)، ورغم ذلك نجح رافينيا في أداء المطلوب منه وقدم مباراة جيدة برغم النتيجة، وكون شراكة رائعة مع فينيسيوس لم يعيبها، إلا خذلان الأخير له في ركلة الجزاء.
لذلك على مبابي أن يعيد حساباته كثيرًا، ويشاهد ما يفعله رافينيا هذا الموسم بشكل كامل سواء مع برشلونة ومنتخب البرازيل، ولما لا يتخذه قدوة، عله يجد السبيل لنفض الغبار عن نفسه وتحويل موسمه إلى طريق النجاح.