نجا منتخب البرازيل من سيناريو مظلم في تصفيات كأس العالم 2026، بعدما حول تأخره بهدف مبكر أمام تشيلي إلى فوز بنتيجة (2-1)، فجر اليوم الجمعة ليحسن من ترتيبه في التصفيات ويقفز إلى المركز الرابع بـ13 نقطة.
ورغم أن راقصي السامبا استقبلوا هدفًا مبكرًا أمام أكثر من 70 ألف مشجعًا على ملعب تشيلي الوطني، هو الأسرع في تاريخ منتخب "لاروخا" بالتصفيات (في الدقيقة الثانية) عن طريق إدواردو فارجاس، إلا أنهم عادوا في اللقاء بسيناريو مثير.
ويدين منتخب السيلساو الذي لم تغب شمسه عن أي نسخة كأس عالم منذ انطلاق البطولة في 1930 بأوروجواي، بالفضل في هذا الفوز ثنائي فريق بوتافوجو المحلي، إيجور جيسوس ولويز هنريكي، اللذان سجلا هدفي التعادل والفوز في الدقيقة الأخيرة من كل شوط (45 و90).
منتخب البرازيل لم يتغلب فقط على تشيلي، لكنه قهر الظروف الصعبة التي يمر بها بفضل ثقة المدرب دوريفال جونيور، في بعض العناصر المحلية، لتعويض غيابات النجوم، وهو ما يرصده "Goal" في السطور التالية:
مكافأة سريعة لتضحية إيجور جيسوس
إيجور جيسوس مهاجم فريق بوتافوجو البرازيلي والذي كان يلعب من قبل لفريق شباب الأهلي في الموسم الماضي، تواجد بقائمة منتخب البرازيل للمرة الأولى من أجل مواجهتي تشيلي وبيرو، بعدما وضعه دوريفال ثقته في المهاجم صاحب الـ23 عامًا.
وكافئ جيسوس مدربه بشكل سريع، بعدما سجل هدفًا رائعًا من ضربة رأسية متقنة تميزت بالتوجيه الدقيق، مستغلًا عرضية رائعة من نجم مانشستر سيتي سافينهو.
جيسوس حقق حلم حياته بتمثيل منتخب البرازيل، علمًا بأنه تم تجنيسه من قبل الإمارات، خلال فترة لعبه للأهلي، وكان يحق لمنتخب الإمارات استدعاءه بدءًا أكتوبر 2025، تحديدًا بعد إكماله 5 سنوات، لكن اللاعب الطموح عاد إلى الدوري البرازيلي ومع تألقه بقميص بوتافوجو خطف أنظار دوريفال ومع مشاركته الأولى قدم ما عجز عنه جميع مهاجمي السيليساو في هذه التصفيات.
إندريك في موقف حرج الآن!
المثير للانتباه، هو أن دوريفال سئل في المؤتمر الصحفي قبل مباراة تشيلي عن المهاجم الصريح للفريق أمام تشيلي، وأكد أنه سيعتمد على جيسوس (23 عامًا)، مؤكدًا أنه يضع كامل ثقته فيه على حساب إندريك نجم ريال مدريد الواعد.
وأشار في تصريحاته، إلى أن مهاجم بوتافوجو هو أحد اكتشافات الدوري البرازيلي، بعدما سجل 7 أهداف هذا الموسم، ما بين الدوري وكأس البرازيل وكوبا ليبرتادوريس، وكان رد الجميل من إيجور واضحًا وسريعًا بهدف هز شباك أصحاب الأرض.
وتكرر الأمر بنفس الطريقة، باعتماد دوريفال على لويز هنريكي البديل الذي شارك في الدقيقة 68، وفي أقل من 20 دقيقة سجل هدف الفوز القاتل بمهارة فردية رائعة.
وأصبح إندريك الآن في موقف حرج للغاية، خصوصًا أن الثنائي المحلي الذي شارك على حسابه سجل هدفين رائعين، بينما هو عجز عن هذا على مدار 4 مباريات شارك فيها بتصفيات كأس العالم ومثلها في كوبا أمريكا الأخيرة.
فكرة فليك تلاءم البرازيل
في ظل النقص العددي الذي عانى منه منتخب البرازيل، اضطر المدرب البرازيلي إلى إجراء 5 تغييرات في التشكيلة مقارنة بالجولة الماضية من التصفيات، بعد اضطراره إلى استبعاد المهاجم فينيسيوس جونيور وحارس المرمى أليسون والمدافعين إيدير ميليتاو وجويلهيرمي أرانا وبريمر، بداعي الإصابة.
ومع توفر عناصر مميزة على مستوى الجناحين، اعتمد دوريفال على الجناح الأيسر رافينيا في توظيف مختلف وهو اللعب في مركز 10، وهي نفس الفكرة التي اعتمدها الألماني هانسي فليك مدرب برشلونة، للتغلب على النقص العددي في خط وسط البارسا بسبب الإصابات.
ورغم أن هذا التوظيف لم يلق نجاحًا كاملًا في خطة برشلونة، مقارنة بالموسم الاستثنائي الذي يقدمه رافينيا بتوظيفه كجناح أيسر (سجل 6 أهداف وصنع 6 تمريرات حاسمة)، إلا أن اللاعب صاحب الـ27 عامًا قدم مباراة مميزة حيث كان أكثر من لمس الكرة في الفريقين وصنع كرة مفتاحية وله 3 تمريرات طولية ناجحة ونفذ مراوغتين وفاز بـ6 التحامات من أصل 8.
واستحق رافينيا أن يكون من ضمن الأعلى تقييمًا بين نجوم البرازيل (7.0)، ليأتي بعد نجمي المباراة إيجور جيسوس (7.4) وسافينهو (7.1).