الأمور تسير على ما يرام، وأفضل من المتوقع خاصة بعد موسم سلبي انتهى دون حصد أي لقب على الإطلاق والخروج خالي الوفاض.
ريال مدريد في الوقت الحالي يعيش فترة إيجابية مع كارلو أنشيلوتي، ولم يخسر في 12 مباراة منذ الهزيمة أمام إسبانيول 2-1 بل وحقق 11 انتصارًا تخللها فقط تعادل سلبي مع أوساسونا.
هذه السلسلة جعلت ريال مدريد يتصدر ترتيب الدوري الإسباني برصيد 39 نقطة وبفارق 8 نقاط كاملة عن صاحب المركز الثاني وبعيدًا عن أتلتيكو مدريد بعشر نقاط وعن برشلونة بـ16 نقطة.
كما تصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا وضمن التواجد بين الكبار في دور الـ16 ورغم كل ذلك، فلا يجب أن يكرر كارلو أنشيلوتي أزمة موسم 2014-2015!
نتعلم من التاريخ
في 2014-2015 بدأ ريال مدريد الدوري بشكل متوسط، فبعد الفوز بالسوبر الأوروبي وخسارة السوبر المحلي انتصر في اللقاء الافتتاحي على قرطبة بثنائية نظيفة ثم خسر من ريال سوسييداد في أنويتا وأتلتيكو مدريد في سانتياجو برنابيو.
ولكن هذا السقوط كان خطوة للأمام ليفوز بعدها في 22 مباراة على التوالي، منها الفوز في الكلاسيكو 3-1 و8-2 ضد ديبورتيفو لاكورونيا وليفربول في أنفيلد بثلاثية نظيفة بجانب العديد من الانتصارات بخماسية ورباعية.
وبحلول العام الجديد، كان ريال مدريد متصدر الترتيب في الدوري الإسباني بفارق 4 نقاط عن برشلونة صاحب المركز الثاني، ولديه مباراة مؤجلة أمام إشبيلية، وكذلك كان صاحب الهجوم الأقوى في الليجا مسجلًا 56 هدفًا وحتى دفاعيًا استقبل 12 هدفًا فقط ليصبح ثاني أقوى خط دفاع بعد برشلونة الذي استقبل 7 أهداف.
Getty Imagesكل ذلك تحطم في غفلة
فبعد المباراة الودية أمام ميلان التي خسرها ريال مدريد، تعرض لهزيمة من فالنسيا ثم خسر من أتلتيكو مدريد في كأس ملك إسبانيا وودع البطولة ثم بعد التعافي قليلًا، سقط في الديربي مجددًا برباعية نظيفة.
وتوالى السقوط والتراجع وتحقيق نتائج إيجابية بصعوبة حتى خرج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام يوفنتوس، وفقد الدوري لصالح برشلونة الذي حصد كل شيء.
لماذا انهار كل شيء وقتها؟
عدة أسباب نجد أغلبها يتكرر في الموسم الحالي، فكارلو أنشيلوتي لم يعط المداورة أهمية قصوى مما تسبب في فقدان أكثر من لاعب للإصابة أبرزهم لوكا مودريتش الذي أدى في النهاية إلى تعقيد المهمة، بجانب إنهاك اللاعبين حتى أن كريستيانو رونالدو مر بفترة تراجع مقارنة ببداية الموسم وقلّ معدله التهديفي ومعدل تسديداته على المرمى.
الإرهاق أضر بالفريق رغم الخروج مبكرًا من كأس الملك، وفشل في المنافسة على الدوري والأبطال معًا ولم يكن البدلاء أفضل حالًا لتعويض الأساسيين.
الشيء الثانيهو أنشيلوتي نفسه، فالمدرب الذي حقق دوري أبطال أوروبا 3 مرات مع ميلان وريال مدريد ووصل مرة لنهائي البطولة، لم يحقق لقب الدوري في تاريخه سوى 3 مرات، مرة واحدة مع ميلان ومرة مع تشيلسي ومرة مع باريس سان جيرمان ومرة مع بايرن ميونخ، ويبدو أنّه يعاني في بطولات النفس الطويل.
فحتى مع ريال مدريد فقد لقب الدوري مرتين رغم كونه طرفًا قويًا، فخسر الصراع في الجولة قبل الأخيرة موسم 2013-2014 بالخسارة من سيلتا فيجو ثم انهار في النصف الثاني من الموسم ليسمح لبرشلونة بحصد اللقب قبل جولة من النهاية.
أنشيلوتي بدا سيئًا فيما يتعلق بالمداورة والقتال في أكثر من جبهة، ولذلك تظل دائمًا علامات القلق تساوره فيما يتعلق بموسم الفريق في الدوري.
ضوء في آخر النفق
GettyImagesورغم أنّ هناك تشابهات وخوف من تجدد الإصابات وتراجع المستوى البدني في الشق الثاني من الموسم بسبب قلة المداورة، لكن هناك ضوء في آخر النفق.
النور يكمن في غياب منافس حقيقي محليًا لخطف الألقاب من ريال مدريد، ففي 2014-2015 وصل برشلونة لقمته في النصف الثاني من الموسم وأنهاه محققًا للثلاثية بعد تألق ثلاثية ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار، وحتى أتلتيكو مدريد كان منافسًا شرسًا وتفوق على الملكي في أغلب المواجهات المباشرة، فحرمه من السوبر وأخرجه من كأس الملك وانتصر عليه في مباراتي الدوري، وفقط في دوري أبطال أوروبا خسر في "سانتياجو برنابيو" بربع النهائي.
لكن الآن، برشلونة لم يعد كما هو، ولحق بأندية الدوري الأوروبي، كما أنّ طموحه محليًا أن ينهي بين الأربعة الكبار ويعود لدوري أبطال أوروبا سريعًا، وأتلتيكو مدريد – رغم امتلاكه فريقًا قويًا – متراجع على مستوى الأداء والنتائج، وخسر عدة مباريات لم يكن يجب أن يخسرها.
أتلتيكو أيضًا لديه فرصة لإحباط أنشيلوتي لو فاز في لقاء الديربي يوم الأحد المقبل، لكن لو فشل – وهو ما يبدو عليه الأمر – سيثبت أنّ الفرصة واتت للإيطالي ليتجنب تكرار سيناريو 2014-2015.
الأمر الآن بيد ريال مدريد وأنشيلوتي، فهل يحقق اللقب الذي فشل في جلبه خلال فترته الأولى؟!


