نقل النجم ليونيل ميسي، النحس الذي رافقه في الفترة الأخيرة مع إنتر ميامي وتسبب في خسارته مرتين أمام أتلانتا ووداع مسابقة الدوري الأمريكي، إلى منتخب بلاده ليخسر "ليو" مباراته الثالثة على التوالي (مع النادي والمنتخب).
ومن جديد، سقط منتخب الأرجنتين في فخ الخسارة بنتيجة (1-2) خارج الديار أمام باراجواي، فجر الجمعة ضمن منافسات الجولة 11 من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم 2024.
وعاد راقصو التانجو لنزيف النقاط في تصفيات المونديال، حيث أنها الخسارة الثالثة لهم في 11 مباراة، بعد السقوط أمام أوروجواي (0-2)، وكولومبيا (1-2)، ورغم ذلك يستمر ميسي ورفاقه على قمة جدول الترتيب بـ22 نقطة، بشكل مؤقت لحين لعب كولومبيا مباراتها أمام أوروجواي فجر السبت.
في المقابل، ارتفع رصيد منتخب باراجواي، الذي حافظ على سجله خاليًا من الهزائم للمباراة الخامسة على التوالي، إلى 16 نقطة في المركز السادس، وذلك تحت قيادة المدرب الأرجنتيني المخضرم جوستافو ألفارو.
ويبدو أن منتخب الأرجنتين يعاني كثيرًا في النصف الثاني من العام الجاري، إذ أنه خلال آخر 4 مباريات في التصفيات، لم يحقق سوى انتصار وحيد على بوليفيا (6-0)، بينما خسر مرتين وتعادل مرة.
حملة باراجواي ضد ميسي تؤتي ثمارها
دخلت جماهير باراجواي هذا اللقاء تحت تأثير حالة شحن كبيرة، قادها اتحاد الكرة في بلادهم من أجل تحقيق هذا الفوز، حيث تم التحذير بمنع أي شخص يرتدي قميص الأرجنتين أو النجم ليونيل ميسي في المدرجات، والتزم الجميع بارتداء قميص بلاده ودعم الفريق فقط.
هذه الحملة أتت ثمارها سريعًا، بعدما انتقلت بشكل مباشر إلى اللاعبين وجهازهم الفني، حيث امتلأت نفوسهم بالحماس، واستطاعوا تحويل تأخرهم بهدف عن طريق لاوتارو مارتينيز في الدقيقة 11، إلى فوز رائع على بطل العالم وكوبا أمريكا، بثنائية أنتونيو ساناباريا وعمر ألديريتي (19 و47).
ورغم استحواذ ميسي ورفاقه على الكرة في أغلب أوقات الشوط الثاني، إلا أن الاستبسال كان واضحًا على الفريق صاحب الأرض، حتى خرج بـ3 نقاط ثمينة، تجعله يدخل في زمرة المتأهلين إلى المونديال حتى الآن، بينما تنتظره مهمة سهلة نسبيًا خارج الديار أمام بوليفيا لتحسين ترتيبه واستغلال سقوط الكبار.
الأرجنتين تعاني أمام أبنائها.. واحذر يا سكالوني
لطخت هذه الخسارة سجلات منتخب الأرجنتين، متصدر التصنيف العالمي وبطل العالم، بالخسارة الثالثة في عام 2024، ليتضح للجميع أن مؤشر الفريق يهبط بشكل سريع، إذ أنها المرة الأولى التي يتلقى فيها 3 هزائم متتالية خارج أرضه منذ 7 سنوات، وهي أيضًا الخسارة الأولى أمام باراجواي منذ أكتوبر 2016.
كل هذه الأرقام تمثل ناقوس خطر للمدرب ليونيل سكالوني، الذي اعترف بتراجع مستوى الفريق، لكن ما يمثل الخطر الأكبر عليه في الواقع، هو أن الثلاث هزائم الأخيرة التي تلقاها في تصفيات المونديال، كانت أمام مدربين من أبناء جلدته (مارسيلو بييلسا مدرب أوروجواي)، (نيستور لورينزو مدرب كولومبيا)، (جوستافو ألفارو مدرب باراجواي).
صحيح أن سكالوني هو صانع نهضة هذا الجيل للأرجنتين وحقق كل ما يمكن تحقيقه لبلاده، وحتى مع هذه السقطة لا يزال في صدارة التصفيات، إلا أن المستوى المتراجع والنتائج أيضًا، جعلت أصواتًا تظهر مطالبة بالتغيير قبل كأس العالم 2026، حتى يكون لدى راقصي التانجو فرصة في الحفاظ على اللقب، ولم لا والبدائل المتاحة مميزة واستطاعت بالفعل أن تتفوق على سكالوني في الأداء والنتيجة.
ميسي "الغاضب" خارج نطاق الخدمة
نجح لاعبو منتخب باراجواي في إخراج ليونيل ميسي عن شعوره طوال اللقاء، وتفوقت خطة ألفارو جوستافو في إبطال مفعول النجم الأرجنتيني، متجاوزًا غفلة الهدف الأول الذي سجله لاوتارو مارتينيز ببراعة.
وفرض لاعبو باراجواي حصارًا دائمًا على ميسي أينما كان في الملعب، ووصل الأمر إلى العنف الشديد تجاه أسطورة الأرجنتين، وخصوصًا من عمر ألديريتي، الذي اكتفى الحكم بإنذاره في الدقيقة 33، بعد لعبة مشتركة عنيفة مع ميسي.
لكن هذا الكارت لم يرض ليونيل الذي طالب بطرد اللاعب، وتحدث بلهجة شديدة اللوم مع حكم المباراة قبل الدخول إلى غرفة الملابس بين الشوطين.
المثير للجدل، أن نفس اللاعب (عمر ألديريتي) هو نفسه الذي سجل هدف فوز باراجواي وذلك بعد دقيقتين فقط من بداية الشوط الثاني، وربما ذلك هو ما جعل ميسي يستشيط غضبًا، لأنه كان يرى أن هذا اللاعب ليس من حقه استكمال المباراة بسبب تدخلاته الخشنة.
وبشكل عام، ظهر ميسي بأداء متوسط في اللقاء رغم الخسارة، حيث صنع لزملائه فرصتين محققتين ولعب 41 تمريرة صحيحة من أصل 47، وكسب 5 صراعات بدنية من 7، وحصل على تقييم عام 7.2 وفقًا لشبكة "سوفا سكور".