خرج الزمالك من دوري أبطال إفريقيا، ويُواجه الأهلي صعوبات جمة في التأهل، ويبدو الإرهاق واضحًا على لاعبي الفريقين ونجوم المنتخب المصري المقبل على مباراة الحسم في تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2022 .. كل هذا يحمل رسالة لقطبي مصر مضمونها "كفى عنادًا".
رفض الفريقان كل الاقتراحات المقدمة من الاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية حول تغيير نظام الدوري هذا الموسم، سواء اللعب من دور واحد أو بنظام المجموعتين، وأصرا على اللعب بالنظام المعتاد، وهما يدفعان الثمن حاليًا.
اقرأ أيضًا | جسد عادل إمام شخصيته وسبب غريب أبعده عن الأندية .. وفاة "الحريف"
الفوضى في الجدول وتغيير الروزنامة لأي سبب وتأجيل المباريات والمؤجلات هي آفات تاريخية مرتبطة بكرة القدم المصرية، سلبيات أسمع عنها منذ بدأت أتابع الساحرة المستديرة في نهاية ثمانينات القرن الماضي، وخلال كل تلك السنوات كان الحديث يتكرر عن زحمة المباريات وضغط الجدول والسبب هو محاولة إرضاء الأندية والأجهزة الفنية للمنتخبات حتى لو كان ذلك على حساب احترام الجدول والروزنامة.
جائحة كورونا جاءت وعززت تلك الأزمة الصعبة أساسًا، ورغم أن العالم أجمع نجح في التخلص من آثار تلك الجائحة إلا أن كرة القدم في مصر مازالت تُعاني، ومازال الجميع عاجزًا عن تنظيم موسم عادي في الدوري يبدأ في أغسطس أو سبتمبر وينتهي في يونيو أو يوليو، ليتسنى للأندية تنظيم فترة إعداد سليمة تُساعد اللاعبين على تقديم الأداء المطلوب مع أنديتهم ومنتخباتهم.
الأهلي رفض سابقًا إلغاء الدوري لأنه كان قريبًا من التتويج به، والزمالك يرفض إلغاء كأس مصر للموسم الماضي لأنه بات قريبًا من الفوز به، وهكذا لن يُفرط أي نادٍ في مكسب شخصي، رغم أن المرحلة تتطلب التضحية من الجميع، وإلا يتم فرضها على الجميع من السلطات العليا في كرة القدم المصرية.
وصلنا الآن للثلث الأخير من الموسم في مختلف دول العالم، والدوري المصري لم يُلعب منه سوى 12 جولة، وحسب تصريحات المسؤولين يُتوقع أن ينتهي في نهاية أغسطس، لكن تأخير هذا الموعد لعدة أسابيع وارد جدًا، بل ومرجح جدًا.
آثار ضغط المباريات واللعب مرتين أسبوعيًا بدأت تظهر على اللاعبين، ودفع الأهلي والزمالك ثمنها جيدًا، ويبدو أن المنتخب سيناله نصيب منها بعدم جاهزية لاعبيه وإرهاقهم وتعرضهم لإصابات عضلية مما قد يؤدي للخسارة أمام السنغال، أو حتى عدم تقديم الأداء المطلوب في نهائيات كأس العالم.
النقطة الأخرى كذلك هي لعب مونديال قطر في ديسمبر 2022، مما يعني أن الدوري المصري لموسم 2022-2023 وحال تأهل المنتخب لكأس العالم قد ينطلق عقب نهاية البطولة مما سيُمدد الأزمة لموسم ثالث ورابع! مشكلة لن يستطيع أحد حلها إلا بفرض قرار على الجميع.
الدوري الاستثنائي هو الحل .. نظام استئنائي يُستكمل به الموسم الجاري من الدوري أو يُقر للموسم القادم، بحيث يبدأ الموسم بعدها من جديد بالمواعيد السليمة والمنطقية، ويتم إقرار لوائح تفرض الالتزام بالمواعيد وتمنع التأجيل لأي سبب كان، سواء كان المنتخب العسكري أو الأولمبي أو "تمثيل مصر" في البطولات القارية، لأن كل تلك أسباب واهية لا تستحق إرباك الجدول وإحداث الفوضى به لأجلها.
ولا يهم أي نظام سيتم به استكمال الدوري الجاري أو لعب القادم، سواء كان من دور واحد أو مجموعتين أو تقليص العدد أو أي شيء .. المهم أن يتم لعبه والانتهاء منه في مدة قصيرة لتبدأ الأندية إجازاتها الصيفية في يوليو 2022 استعدادًا لموسم 2022-2023.
الأندية وخاصة الأهلي والزمالك يجب أن يُضحيا ويقتنعا بأن ذلك لصالحهما أولًا ثم الكرة المصرية، وإلا يجب فرض الأمر عليهما من أعلى سلطة رياضية في البلاد وإلا سيستمر الدوران في حلقة فارغة دون أي نهاية لتلك الأزمة وسيدفع الجميع ثمن ذلك وأولهم الفريقين الأحمر والأبيض.
