أعلن الاتحاد السعودي رسميًا رحيل مدربه الهولندي هينك تين كات بفسخ عقده بالتراضي، ويبحث النادي حاليًا عن مدرب جديد ليكون الرابع له هذا الموسم.
قرار العميد جاء بعد الخسارة أمام ضمك وتجمد رصيد الفريق عند 19 نقطة في المركز الـ12 من جدول ترتيب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي .
صالح الصقري: رحيل تين كات يؤكد صحة حديثي، كان يسب اللاعبين ولا يدربهم
الاتحاد بدأ موسمه مع التشيلي لويس سييرا والذي أنقذه من الهبوط في الموسم الماضي، وقد منحته الإدارة كافة الصلاحيات ونفذت جميع طلباته خاصة على صعيد التعاقدات وضم اللاعبين الأجانب، ولكن سوء الأداء والنتائج أجبر الإدارة الاتحادية على إقالته والاستعانة بالسعودي محمد العبدلي.
العبدلي كان مدربًا مؤقتًا حتى التعاقد مع آخر أجنبي، وبعد تداول عدة أسماء استقرت إدارة أنمار الحائلي على تين كات، لكنه لم يستمر في منصبه أكثر من 3 أشهر ليُقال بعد فشله في تصحيح المسار رغم قيام النادي بسوق انتقالات شتوي مميز للغاية.
تين كات هو المدرب الخامس للاتحاد خلال عام ونصف، وهذا عدد مرعب بالنسبة لفريق كبير منافس يطمح ويسعى للفوز بالألقاب وتحقيق الإنجازات المحلية والقارية، ولذا طبيعي جدًا أن نرى هذا التخبط الفني على أرض الملعب.
ما يحدث هذا الموسم حقيقة هو إعادة لأحداث الموسم الماضي، الذي بدأه الاتحاد مع المدرب رامون دياز ومن ثم أقاله وتعاقد مع السعودي بندر بصاريح مؤقتًا حتى تم تعيين سلافين بيليتش في بداية أكتوبر 2018، لكنه لم يستمر طويلًا وأقيل بعد 142 يومًا ليخلفه لويس سييرا.
وكأنك تُشاهد فيلمًا مكررًا بنفس أحداثه سواء البداية أو النهاية أو حتى التفاصيل الكبيرة والصغيرة، ولذا لا تتفاءل جماهير الاتحاد كثيرًا الآن وقد رفع العديد منها الراية البيضاء في الموسم الجاري وبات الهدف أن يُحافظ الفريق على مكانه في دوري المحترفين موسمًا جديدًا، عل وعسى أن يتغير الوضع الموسم القادم وتُشاهد الجماهير "فيلمًا جديدًا" ذو نهاية سعيدة.
السؤال الأهم الآن، أين الخلل؟ أني تمكن المشكلة في الاتحاد مادام كل هذا العدد من المدربين الجيدين قد فشل مع الفريق؟ هل يكمن الخلل في الإدارة بقيادة أنمار الحائلي؟ هل حان الوقت لإدارة جديدة تتولى زمام الأمور؟ هل كانت هناك أخطاء في اختيارات اللاعبين خلال سوق الانتقالات الصيفي والشتوي؟
ربما هناك بعض الأخطاء الإدارية بالفعل مثل الثقة التامة بخيارات سييرا وتنفيذ كافة طلباته في الميركاتو الصيفي خاصة ضم الثنائي لويس خيمينيز وإيميليانو فيشيو، ومثل التعثر في تسديد مستحقات اللاعبين المالية وما نتج عنها من مشاكل وفسخ عقود، وكذلك إبرام عقود مع اللاعبين الأجانب بتكلفة باهظة وشروط جزائية مرهقة جدًا للنادي دفع ثمنها فيما بعد.
كل تلك الأسباب المتعلقة بالقرارات الإدارية وغيرها موجودة بالفعل، لكن يبقى السؤال .. أين اللاعبون وما دورهم في تلك الأزمة؟ أين حرصهم على القميص وخوفهم على جماهيرهم وشعورهم بالمسؤولية والانتماء وضرورة تغيير هذا الوضع الكارثي؟ باعتقادي أن اللاعبين لديهم المسؤولية الأكبر عما يحدث في الاتحاد ويجب أن يتواجد شخص في الإدارة قريب منهم وقادر على الحديث معهم والتأثير بهم.
شخص قادر على شد همتهم وزرع الحماس داخلهم، شخص قادر على جعل الأجانب جزء من الفريق وليس مجرد موظفين يبحثون عن عقود رائعة من الجانب المالي، قد يكون محمد نور هو الشخص المناسب لتلك المهمة وربما هناك شخص أفضل ... الإدارة مطالبة بالبحث عن هذا الشخص وضمه للكادر الإداري للفريق حتى لا تتكرر المشاكل ونرى السيناريو الحالي مجددًا الموسم القادم.


