"يلا عادي هي جت على جرح يعني، ما الجراح بالكوم في قلبي عادي يعني"
"وفي خانة الذكريات حط اسمك في المواجع، تحت خانة الملحوظات اكتب ان الجرح واجع".
كلمات رائعة أصالة نصري "خانة الذكريات" تُعنون موسم الأهلي الطويل الذي لم ينته بعد، موسم قد يُطلق عليه لقب "موسم الجراح" بعد ما شهده من أحداث مؤلمة وقاسية على النادي وجماهيره الكبيرة.
كان موسم الجراح بالفعل، جراح تركت أثرًا كبيرًا في قلب الأهلي وجماهيره، جراح تسبب بها أقرب الأقربين ومن ظن الجميع أنهم "أولاد النادي" وأن خيانتهم له مستحيلة.
رفض أحمد فتحي تجديد عقده وفضل التوقيع مع بيراميدز مقابل المزيد من الملايين، وتعجل حسام عاشور رد محمود الخطيب ونسف تاريخه المشرف مع القميص الأحمر، وأخيرًا وجه رمضان صبحي الطعنة الأشد برفض البقاء مع النادي والتوقيع لبيراميدز مقابل عرض هائل.
لم يتوقف الأمر هنا، بل ازدادت الآلام في موسم الجراح برحيل السويسري رينيه فايلر، والذي أسس علاقة قوية وجيدة مع جماهير الأهلي ورأى به العديد "مانويل جوزيه" الجديد الذي سيدرب الفريق سنوات وسيقوده للمجد والإنجازات.
إدارة الأهلي نجحت في "التخفيف" من حدة ألم "الجرح السويسري"، بأن أعلنت التعاقد فورًا مع بيتسو موسيماني، وهو قرار ذكي ساهم بقوة في توجيه البوصلة نحوه بدلًا من الحديث عن رحيل فايلر وآثار ذلك السلبية خاصة على فرص تحقيق الحلم الأفريقي.
لكن !! جهد الإدارة ذلك قد يضيع ويتحول إلى سراب حال عزز فايلر "موسم الجراح" في الأهلي وتعاقد مع نادي بيراميدز خلال الأيام القليلة القادمة، خاصة في ظل الحديث عن تخطيطه للعودة إلى القاهرة وعدم انفصاله التام عنها.
إن كان الحديث عن تعاقد بيراميدز مع فايلر يبدو بعيدًا عن الواقع حاليًا بالنظر لتصريحات المدرب ومساعده، فإنه قد يحدث بين ليلة وضحاها غدًا أو بعد غدٍ، خاصة أن هناك عدة عوامل قد تدعم هذا الخيار وتحوله إلى أمر واقع، وهي:
- وجود شريف إكرامي وأحمد فتحي ورمضان صبحي في بيراميدز الموسم القادم هو عامل مهم قد يُساعد إدارة النادي في إقناع فايلر بالتوقيع لهم، إذ أشاد السويسري كثيرًا بحارس المرمى ودوره في غرفة الملابس وطلب صراحة بقاء الثاني وكانت له بصمة كبيرة على تطور أداء الجناح الشاب وتحوله إلى هداف منتج وليس مجرد مراوغ على طرف الملعب.
- قائمة بيراميدز القوية الموسم القادم ووجود عدد من النجوم يُعطي ضمانات ممتازة للمدرب السويسري بالمنافسة الجادة على الألقاب، وهو ما سيُرضي طموحه الرياضي بالطبع ويجعله ينتقل من فريق منافس إلى آخر منافس.
- فارق "الضخامة" والضغوطات بين الأهلي وبيراميدز يلعب لصالح الثاني طبقًا لتصريحات فايلر الأخيرة التي اشتكى منها من "أن الأهلي نادٍ ضخم جدًا يستحيل معه الخصوصية"، هذا الأمر لن يواجهه في بيراميدز أبدًا وقد يحظى بخصوصية جيدة جدًا.
- العقد المالي الكبير بالطبع هو عامل مهم جدًا قد يُقنع المدرب بقبول تلك المهمة المثيرة للاهتمام، إذ أن بيراميدز قد يُوفر راتبًا سنويًا وامتيازات مالية أخرى للسويسري لن يحصل عليها في بلاده أو أوروبا بشكل عام، وحتى أندية الخليج العربي، خاصة مع استقرار الأندية الكبيرة هناك مع مدربيها وضيق الوقت على التعاقد مع مدربين جدد.
- التحدي! بقاء فايلر في مصر وتحدي الأهلي قد يكون دافعًا كبيرًا لتعاقده مع بيراميدز، فالرجل وكما قيل حزين ومستاء مما حدث معه في أيامه الأخيرة ومن طريقة رحيله وتعامل المسؤولين والإعلام والجماهير معه ... كل هذا قد يدفعه لرفع راية التحدي في وجه كل من هو "أحمر"، وذلك لن يكون بشيء أفضل من التعاقد مع بيراميدز.
رحيل فايلر ترك جرحًا جديدًا في الأهلي ولدى جماهيره، ولكن الجرح سيكون أكثر عمقًا وإيلامًا لو استيقط الجميع على خبر تعاقده مع بيراميدز، خبر قد يكون "مسك الختام" لموسم الجراح في نادي القرن في أفريقيا، موسم سيتمنى "الأهلاوية" نسيانه وعدم تكراره ولن يكون علاجه سوى بالحصول على "التاسعة".
ما رأيكم، هل سيُعزز فايلر موسم الجراح في الأهلي ويُضيف لنفسه اسمًا في "خانة الذكريات" المؤلمة لدى عشاق القميص الأحمر؟
