ليس بالضرورة أن تكسب كل المعارك التي تدخلها، لكن إذا قررت الانسحاب فعليك اختيار الوقت المناسب، للذكاء دور مهم في معاركنا، ليس الأمر دائمًا فرض عضلات وإصدار قرارات صارمة وفرمانات، أو إصرار وعناد على الموقف كي لا تنسحب..
السوري عمر السومة، إذا قلت اسمه في الدوري السعودي قبل أربع سنوات، ستسمع مدحًا ليس له آخر، هو العقيد ومعشوق الجماهير والنجم الأول وإلخ، لكن إذا قلته مؤخرًا، فإنك ستسمع من الكلام ما لا يُحمد عُقباه.
كأس ولي العهد 2015، الدوري السعودي وكأس الملك 2016، كأس السوبر المحلي 2017، أفضل لاعب بالدوري 2016، وهداف الدوري لثلاث سنوات متتالية من 2015 إلى 2017، حصيلة ما قدمه السومة على مدار سبع سنوات في المملكة.
إنجازات ربما منها ما تحقق في فترة صعبة للغاية، وفي فترات حمل المسؤولية وحده، فلا يمكن لأحد أن يغفل دور العقيد في تاريخ الراقي.
ولكن إذا امتلك السومة الذكاء الكافي في الملعب، فإنه لم يمتلك نفس القدر من الذكاء في قراراته خارج الملعب..
في يناير 2021، وبعد مفاوضات على مدار شهور، تم الإعلان عن تجديد عقد المهاجم السوري مع الأهلي حتى عام 2024.
السومة جدد عقده رغم المشكلات التي يعاني منها الراقي على مدار الخمس سنوات الأخيرة، رغم الهجوم الكبير عليه من الجماهير في كثير من الفترات في الثلاث سنوات الأخيرة، رغم أن فريقه لن يشارك بالبطولة الآسيوية، رغم أنه ليس هناك أي استقرار إداري، رغم الأزمات المالية والقضايا الخارجية، ورغم أن فريقه لا يمتلك العناصر القادرة على المنافسة على البطولات.
لاعب بخبرات وحجم العقيد كان حتمًا عليه أن يقدر الموقف بطريقة سليمة، كان عليه أن يدرك مدى صلابة الأرض التي يقف عليها ليحارب خصومه، لكن ربما للسومة حسابات أخرى، بعيدة كل البعد عن هذه الأزمات، أو ربما ارتضى بوضعه الحالي وتسلل الطموح من بين يديه!
goalالكثيرون اختاروا الوقت المناسب لخوض تجارب جديدة مع فرق أخرى، نجوم كبار كالبرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي ورغم نجاحه الكبير في ريال مدريد، اختار الوقت المناسب ليرحل بحثًا عن تحدٍ جديد في دوري آخر، رفض البقاء في المكان الآمن وخرج بحثًا عن نجاحات جديدة تُضاف إلى تاريخه.
لكن السومة لماذا بقى إلى الآن في قلعة الأهلي؟، حققت ما حققت من نجاحات وتعلم تمامًا أنك لن تحقق أكثر مما حققت، الوضع يزداد سوءًا يومًا تلو الآخر، وأنت المتهم الأول أمام الجماهير، حتى وصلنا إلى إضافة أرقام سلبية إلى تاريخك، فالآن أنت تحقق أسوأ سلسلة في تاريخك مع الأهلي، بعدم هز الشباك بأي هدف على مدار سبع جولات مرت!
هتف الجمهور ضدك في ديربي جدة الأخير، وخرجت مطأطأً رأسك، وهي واقعة تكررت كثيرًا في الثلاث سنوات الأخيرة، ربما الآن تأكدت أنك قررت تخوض معركة لم تكن معركتك في البداية!، فالأهلي يحتاج الكثير كي يستفيق من جديد، الأزمات الإدارية والفنية لن تحل بين ليلة وضحاها، ربما سمعت الكثير من الوعود قبل التجديد، لكن خانك ذكاؤك يا العقيد!
اقرأ أيضًا..


