Bayern Munich vs Al Ahly - fifa cup world clubFC Bayern Munich Twitter

"الأهلي يشبه بايرن ميونخ" .. هل استحق الأمر كل هذه السخرية؟!

"هناك الكثير من الأمور المتشابهة بين الأهلي وبايرن ميونخ"، لا بد أن هذا التصريح لخالد مرتجي؛ عضو مجلس إدارة النادي الأهلي المصري، قد مر عليك، إذا كنت من جمهور القلعة الحمراء، فبالتأكيد مر عليك التصريح مرور الكرام، أما إذا كنت غير ذلك، فبالطبع سخرت وملأت حساباتك عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الاستهزاء، لكن لنتوقف لحظة!، هل حقًا كان يستحق الأمر كل هذا الاستهزاء؟!..

جماهير أنديتنا العربية وبعض مسؤوليها، عادةً ما تحب أن تلقب فرقها المفضلة بفرق أوروبا، والأمثلة كثيرة لا مجال لذكرها حاليًا، إذًا لم يخرج مرتجي بتصريح غير عادٍ أو لم نعتاد على سماعه في أوساط الكرة العربية، فمن قبل قال مسؤولو الزمالك أنه ريال مدريد مصر وغيرها من التصريحات المشابهة.

اقرأ أيضًا | تحليل | الأهلي وبايرن ميونخ .. فدائية تحترم وفارق إمكانيات يحكم

الموضوع يُستكمل بالأسفل

والآن دعونا نأخذ جولة على أرض الواقع، هل هناك بالفعل تشابه بين القلعة الحمراء وقلعة البافاري؟، الأمر المحسوم الذي لا جدال به في هذا الموضوع، أنه لا تشابه من الناحية الفنية..

 لا ينكر أحد أن الأهلي قدم مباراة مميزة أمام بايرن ميونخ بالأمس في نصف نهائي كأس العالم للأندية قطر 2020، رغم الخسارة، ورغم تقديم شوط أول سيئ إلا أنه بالشوط الثاني تحسن الأمر إلى حد كبير، وإن كانت الأفضلية بقت للبافاري، من كان يتوقع أن يقدم محمد هاني؛ ظهير أيمن الأهلي، مباراة عمره أمام اثنين من كبار أوروبا كومان وألفونسو ديفيز؟، مباراة استحق عليها إشادة الجميع بمصر وخارجها، من كان يتوقع أن يظهر طاهر محمد طاهر بالصورة التي ظهر عليها دون رهبة أو خوف رغم صغر سنه ومواجهته لفطاحلة العالم؟، وأخيرًا من كان يتوقع أن يخسر الأهلي بثنائية فقط في الوقت الذي خسر به برشلونة قبل أشهر أمام البايرن بثمانية أهداف؟، قد يكون البعض عاب عليه من الناحية الهجومية، لكن هذه العيب لم يكن فقط لأن الخصم هو بطل أوروبا، فانحصر الجانب الهجوم للمارد الأحمر، إنما هو عيب الأهلي بشكل عام حتى أمام فرق إفريقيا في السنوات الأخيرة، وخاصةً بعهد الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني؛ المدير الفني الحالي، هناك إهدار كثير للفرص بطريقة غير مفهومة أو مبررة، ومرات أخرى تباطؤ في إنهاء الهجمات حتى تفقد الفرصة خطورتها!

نعم! لا مجال لأي مقارنة فنية بين الفريقين والفوارق والإمكانيات واضحة للعيان، لكن الأهلي لم يكن بالفريق السيئ، في مواجهة بطل أوروبا.

سنعود من جديد للفوارق الأخرى بينهما، لكن دعونا نتحدث أولًا عن أوجه التشابه التي كان يقصدها مرتجي من تصريحه، وإن كانت كلها ظاهرية فقط..

الأهلي وقع اتفاقية توأمة مع بايرن ميونخ في عام 2010 في محاولة للاستفادة من الخبرات الألمانية المتطورة، لكن لم يتم تفعيلها وقتها، إثر اندلاع ثورة يناير 2011، لكن هناك نية لتفعيلها بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، أما عن التشابهات فكلا الفريقين يرتدي اللون الأحمر كزي أساسي له، بجانب الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها كلاهما سواء في بلده أو خارجها، فالأهلي كبير مصر وفقًا لعدد بطولاته والبايرن كبير ألمانيا بالمعيار نفسه، لكن ربما يتفوق الأول قليلًا من هذه الناحية، فالقلعة الحمراء لديها 110 بطولة في كرة القدم بمختلف المسابقات، وقلعة البافاري حصدت 76.

هناك أيضًا الجانب الإداري، الذي يتشابهان به كثيرًا من ناحية الاستقرار والقرارات الصارمة ولوائح الفريق التي لا كبير عليها، بجانب أنه قليلًا ما نسمع تصريحًا من مسؤولي مجلس الإدارة في كليهما حول الفريق أو المدرب، الجميع يعمل خلف الجدران وكل يقوم بدوره دون تدخل في عمل الآخر، وهو أكثر ما يتشابه به الأهلي مع الأندية الأوروبية، فقد تكون عادة النادي في عديد السنوات بإقامة معسكرات الإعداد في بلاد أوروبا وتحديدًا ألمانيا، ساعد كثيرًا في تطوير هذا الجانب.

Bayern Munich vs Al Ahly - fifa cup world clubFC Bayern Munich Twitter

أما إذا عدنا للفوارق فبخلاف الفنيات، تحدث مرتجي عن الفوارق المادية، والتي سبقه في الحديث عنها محمود الخطيب؛ رئيس القلعة الحمراء، الذي برر هذا الأمر بأن الأهلي يصرف على الكثير من الألعاب الرياضية بمختلف الأعمار، على عكس غالبية أندية أوروبا الكبرى، التي تنحصر الرياضات بها على ثلاث ألعاب أو أربع، وهو ما يعطينا تفسيرًا واضحًا لهذا الفارق.

ومن هذه النقطة تنحدر بقية الفوارق، سواء من ناحية الاهتمام بقطاع الناشئين بشكل أكبر وباللاعبين الشباب، والاهتمام بالجانب اللياقي والغذائي بمختلف الأعمار، وغيرها.

والآن هل استحق تصريح مرتجي كل هذه السخرية؟! بالطبع عليكم إعادة حساباتكم من جديد، حصرتم الأمر فقط في الجانب الفني، الذي وإن كانت الفوارق بينهما كبير إلا أن الأهلي بحسب مستوى الفرق والمنافسات التي يحتك بها فهو الأفضل بالوطن العربي، وعندما يصل للعالمية ويحتك بالكبار يجعل جميع العرب رافعي الرؤوس.

إعلان