أسطورة منسية .. صفقة القيعي الأولى وبطل ريمونتادا الكأس ضد الزمالك

يزدحم تاريخ كرة القدم في مصر بالنجوم الكبار والأساطير الذين تركوا بصمات خالدة مع الأندية والمنتخب، حديثنا اليوم عن أحد نجوم  الأهلي  في سبعينات وثمانينات القرن الماضي وبطل الريمونتادا التاريخية ضد الزمالك في نهائي كأس مصر.

حديثنا اليوم عن النجم طاهر الشيخ المولود في الإسكندرية في أكتوبر 1952 والذي بدأ مسيرته في نادي الحي الخاص به "سموحة" قبل أن ينتقل لناشئي الأولمبي عام 1966 ومنه إلى الأهلي موسم 1974-1975 ليبدأ رحلة من المجد والتألق.

• اقرأ أيضًا |  عصام الحضري و9 لاعبين مصريين أفسدوا مسيرتهم بأنفسهم

بدأ الأهلي بناء فريق جديد بعد استئناف الدوري المصري عقب توقفه بسبب حرب يونيو 67، وقد تعاقد مع المجري ناندور هيديكوتي لقيادة الفريق الجديد عام 73، وألغي الدوري في الموسم الأول للمدرب الجديد بسبب حرب أكتوبر 73 المجيدة.

ذلك الفريق الجديد الذي سُمي بالتلامذة ضم العديد من نجوم الكرة المصرية في تاريخها، وعلى رأسهم محمود الخطيب وحسن حمدي ومختار مختار ومصطفى عبده وغيرهم، وقد انضم لهم موسم 1974-1975 الشاب طاهر الشيخ.

صفقة انضمام طاهر الشيخ كانت الأولى لعدلي القيعي الذي سُمي فيما بعد "ثعلب الصفقات"، وقد كشف عن تفاصيلها في تصريحات أخيرة موضحًا أن البداية كانت عام 1973 بالتوجه إلى إدارة النادي الأولمبي وطلب شراء اللاعب، لكن المقابل المطلوب كان تعجيزيًا في ذلك الوقت، إذ طلب النادي السكندري 50 ألف جنيهًا مصريًا.

هذا الأمر اضطر النادي للجوء إلى حيلة طويلة الأمد للحصول على طاهر الشيخ، إذ طُلب من اللاعب السفر إلى خارج البلاد والبقاء هناك لمدة عام كامل قبل العودة إلى مصر، وقد سافر إلى لبنان ثم كندا حيث تزوج هناك أخت زوجة أخ القيعي، وقد نجحت الحيلة بالفعل خاصة بعدما أذاع اللاعب بالاتفاق مع القيعي خبرًا في الإسكندرية أنه لن يعود إلى مصر أبدًا وسيستقر في كندا، ليتمكن الأهلي من ضمه في النهاية مقابل 5 آلاف جنيهًا مصريًا سُددت بلعب مباراة ودية مع الأولمبي ذهب ريعها للأخير.

بدأ الشيخ مسيرته مع الفريق الأحمر بعد يومين فقط من وصوله القاهرة قادمًا من كندا بمواجهة الشرقية في الدوري المصري والتي انتهت لصالح الفريق بأربعة أهداف سجل منها الشيخ هدفين وأضاف الخطيب وسمير حسن هدفين آخرين.

امتاز الشيخ بأسلوب لعبه الأنيق والجميل حتى أنه سُمي بـ "برنس الكرة المصرية" آنذاك وشبه بالنجم الألماني جونتر نيتزر بطل أوروبا عام 1972 وكأس العالم 1974 مع منتخب ألمانيا.

خاض الشيخ مع الأهلي 8 مواسم من النجاح والتألق حصل عليهم على العديد من الألقاب أبرزها الدوري المصري 6 مواسم وكأس مصر مرتين، وقد خاض مع الفريق ما يقرب من 135 مباراة سجل خلالهم 36 هدفًا وصنع الكثير من الأهداف لنجوم الفريق.

ويحتفظ الجمهور الأهلاوي للشيخ بذكرى رائعة هي مباراة نهائي كأس مصر عام 1977 ضد الزمالك، إذ كان الفريق قد خسر الدوري لمنافسه الأبيض بفارق الأهداف وتحديدًا بهدف الأبيض الاعتباري ضد المحلة، ولذا كان ضروريًا الفوز باللقب الثاني لإرضاء الجماهير.

الشيخ كان خارج الحسابات في تلك المباراة لحصوله على أجازة من المدرب هيديكوتي وعودته للقاهرة من الإسكندرية قبل اللقاء بخمسة أيام، ولكن الغيابات الكثيرة في الأهلي جعلته يدخل قائمة اللقاء مع الخطيب الذي كان مصابًا كذلك، وقد بدأ الثنائي المباراة من دكة البدلاء.

تأخر الأهلي أمام الزمالك بهدفين مقابل هدف واحد ولم يكن باقيًا سوى 17 دقيقة على نهاية اللقاء، وهنا تحرك هيديكوتي وطلب من الخطيب والشيخ دخول الملعب بدلًا من عبد العزيز عبد الشافي وحازم خالد.

نجح الثنائي في قلب المباراة لصالح المارد الأحمر الذي فاز بنتيجة 4-2، وقد صنع الشيخ هدف التعادل وسجله الخطيب وأحرز بنفسه الهدف الرابع بعدما سجل جمال عبد الحميد الهدف الثالث.

اعتزل الشيخ كرة القدم نهاية موسم 1980-1981 وأقيم مهرجان اعتزاله في ديسمبر 1981 بمباراة جمعت الأهلي مع نجوم الأندية المصرية وانتهت بالتعادل 3-3 وقد سجل اللاعب أحد أهدافها.

ابتعد الشيخ الذي شارك في فيلم رحلة النسيان عام 1978 عن مجال كرة القدم حتى عاد مؤخرًا وانتخب ضمن مجلس إدارة النادي الأهلي عام 2014 الذي ترأسه محمود طاهر.