2019-11-10 2009 ENKE RobertGetty Images

اكتئاب وفشل ووفاة ابنته .. قصة انتحار حارس برشلونة وألمانيا السابق

أقدم روبرت إنكه، حارس هانوفر والمنتخب الألماني سابقًا، على الانتحار في نوفمبر 2009 بسبب الاكتئاب، واقعة لا تُنسى بما فيها من ألم فراق أحد أفضل حراس المانشافت آنذاك، وأحد أكثر الأشخاص الذين حظوا بحب من قبل الجماهير داخل وخارج ألمانيا.

بما في كل قصة إنكه التي بدأت من 2002 من ألم، إلا أن بعض المرضى استخدموها بصورة لم تكن مقبولة، إذ كتب أحد المشجعين لحارس ألماني آخر وهو بيرند لينو، حارس آرسنال "افعلها كإنكه!" في إشارة إلى رغبته في انتحار حارس ليفركوزن السابق.

هذا ما دعا لينو للخروج إلى الصحافة والتأكيد على أنه لا يكترث كثيرًا بما يُكتب على وسائل التواصل الاجتماعي التي يبدو أنها مكتظة بالمرضى، وهذا أيضًا ما أعاد إلى الأذهان قضية إنكه الشائكة.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

إذًا، ماذا حدث لإنكه ولماذا قصته تبدو مأساوية للغاية؟ في هذا التقرير من جول نستعرض معًا القضية برمتها..

البداية: الشك الذاتي

Robert Enke FC Barcelona 29102012Getty

عانى إنكه من الاكتئاب بأسوأ صوره على الإطلاق، وبدأ بـ"الشك الذاتي" الذي كان يلازمه دائمًا في قدراته وأفكاره وما إلى ذلك، ويُقال وفقًا للمقربين منه أن تلك المرحلة بدأت عند انتقاله إلى بنفيكا في 1999، بتجربة لم تكن جيدة إلى حد ما.

ما زاد الأمور سوءًا كان انتقاله لبرشلونة وما عاناه من اضطراب بعد الظهور الأول السيئ له في إقليم كتالونيا عندما تعرض البرسا للهزيمة في الكأس عام 2002 على يد أحد فرق الدرجة الثانية، وصاحب ذلك هجوم على مستواه من زميله فرانك دي بور في الإعلام.

شعر إنكه بالوحدة والعزلة وأن المدرب لويس فان خال قد تخلى عنه، ليقرر بعد ذلك الهروب من تلك الوحدة بالذهاب على سبيل الإعارة على فنربخشه التركي، وهناك لم تكن الأمور أفضل بكثير، بل قدّم مستويات متواضعة أيضًا ورحل سريعًا.

الأمور أخذت في التحسن إلى حد كبير لإنكه بعد الذهاب إلى تينيريفي في الدرجة الثانية الإسبانية، وهناك قلّت الضغوط كثيرًا واسترجع مستواه الجيد المعتاد ما جعله يعود مرة أخرى إلى الدوري الألماني من بوابة هانوفر.

الكارثة الأولى: وفاة ابنته

في أثناء تحسن أمور إنكه كثيرًا على الصعيد النفسي مع تينيريفي ثم هانوفر، رُزق إنكه بابنته الأولى لارا ومعها باتت الأمور أفضل، لكن تلك السعادة لم تدم طويلًا وعاد مرة أخرى إلى الاكتئاب الحاد.

فقد إنكه ابنته بعد مولدها بعامين فقط في أعقاب إصابتها بعيب حاد في القلب وخضوعها لجراحة توفيت بعدها بأيام، ومعها عاد الحارس إلى حالة الاكتئاب الحاد التي كانت لديه وربما بصورة أكبر.

الكارثة الثانية: فقدان ابنته بالتبني

Robert EnkeGetty Images

رغم ما واجهه إنكه من صعوبات لكنه ظلّ من أبرز حراس كرة القدم الألمانية من 2004 إلى 2009، وكان المرشح الأول لحماية عرين منتخب ألمانيا في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.

في تلك الفترة، أقدم إنكه وزوجته تيريزا على تبني طفلة تعوضهما عن فقدان ابنتهما، لكن بعد ذلك أتت الرياح بما لا تشتهيه السفن أبدًا.

استُبعد إنكه من منتخب ألمانيا وقتها بسبب إصابته بمرض في المعدة، هذا المرض كان معديًا وكان الخوف أن ينتقل إلى بقية لاعبي المانشافت، لكن هذه ليست المشكلة الحقيقية.

الأزمة، أو ربما الكارثة، أن هذا المرض إن ثبتت خطورته فستقوم السلطات بسحب حضانة طفلته الجديدة منه، ومع تلك الأنباء يواصل الاكتئاب حياته معه، إلى أن قرر أن يُنهي حياته في العاشر من نوفمبر 2009.

النهاية: الانتحار

انتحر إنكه بسبب الاكتئاب الحاد الذي عاناه على مدار السنين ولم يُعالج منه بصورة صحيحة مع ما وجده من ضغوطات قاسية في الحياة، ومات على بعد 200 متر من قبر ابنته لارا.

ربما السبب الحقيقي في نهاية حياة إنكه بهذا الشكل كان كرة القدم، فهو لم يطلب المساعدة النفسية اللازمة التي احتاجها فقط من أجل إخفاء ما يمر به عن الجماهير والإعلام، مع ما وجده من قسوة من البعض مثل فان خال ودي بور في برشلونة.

تقول زوجته تيريزا وهي تلخص ما حدث "كنت أظن أنه بأمكاننا تجاوز كل شيء سويًا بالمساندة والحب، لكن الأمور لا تسير هكذا للأسف".

"روبرت حاول بكل ما يملك من قوة أن يخفي معاناته عن الجميع، وأن يُبقي هذا الجانب من حياته بعيدًا عن حياته المهنية والعامة، كان يعاني لكنه كان يذهب للتدريب كل يوم."

في النهاية، كتب إنكه رسالة مؤثرة قبل الانتحار تركها إلى أسرته وأطبائه أبرز ما فيها كان "آسف لزوجتي ولطبيبي، لم يعد باستطاعتي تحمل ذلك".

إعلان