"90 دقيقة في سانتياجو برنابيو وقت طويل للغاية"، كانت تلك عبارة قالها خوانيتو أسطورة نادي ريال مدريد الإسباني، والتي تعبر عن مدى صعوبة المباريات على أرضية ملعب النادي الملكي.
تلك العبارة الخالدة في أذهان عشاق ريال مدريد، قالها خوانيتو في موسم 1984-85، بعد خسارة النادي الملكي أمام إنتر الإيطالي في "جوزيبي مياتزا" في ذهاب نصف نهائي بطولة كأس الاتحاد الأوروبي "الدوري الأوروبي حاليًا" بهدفين دون رد.
وحينها تمكن ريال مدريد من الرد إيابًا والفوز بثلاثية نظيفة، ليحجز مقعده في النهائي، ويحقق اللقب في نهاية المطاف.
جمهور الملكي تذكر تلك العبارة مؤخرًا، ورفعها في لافتات أمام لاعبي الفريق قبل مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
ريال مدريد يدخل مباراة الأربعاء متأخرًا بعد الخسارة بهدف دون رد ذهابًا على "حديقة الأمراء"، بعد أداء باهت من الملكي في تلك المباراة.
ما الذي يحتاجه ريال مدريد لتخطي عقبة باريس؟
ببساطة شديدة الفوز بفارق هدفين، فارق هدف واحد لصالح "الملكي" كفيل بأن تتعادل الكفتان، خاصة مع إلغاء قاعدة الهدف خارج الأرض بداية من الموسم الحالي في دوري الأبطال.
لذلك، فإن الفوز فارق هدفين سيكون كافيًا ليحمل ريال مدريد إلى الدور ربع النهائي من البطولة.
دروس من الدوري الفرنسي!
باريس سان جيرمان خسر مرتين في الدوري الفرنسي منذ فوزه على ريال مدريد، الأولى بنتيجة 3-1 أمام نانت في الجولة 25، والثانية أمام نيس بهدف نظيف في الجولة 27.
النتيجة الأولى أمام نانت ستكون أكثر من كافية ليعبر ريال مدريد إلى ربع النهائي.
نانت وفي الشوط الأول فقط، تمكن من إمطار شباك باريس بثلاثة أهداف، رغم أنه لم يكن الطرف المتحكم في المباراة، مثلما كان حال ريال مدريد ذهابًا.
أرقام الشوط الأول من تلك المباراة مثيرة للغرابة، باريس استحوذ على الكرة بنسبة 73%، وسدد لاعبوه الكرة سبع مرات منها خمس تسديدات على المرمى.
لكن نانت، والذي وصلت نسبة استحواذه إلى 27% فقط، سدد الكرة تسع مرات منها ست كرات على المرمى، ونجح في تسجيل نصفها.
تلك المباراة تحديدًا يمكن أن تكون مرجعية في محاولة ريال مدريد للعودة ضد باريس.
ريال مدريد دافع ذهابًأ، لكنه لم يفعل أي شيء آخر، بعد أن فشل طوال التسعين دقيقة في تسديد أي كرة على المرمى من أصل ثلاث محاولات.
استراتيجية مختلفة؟!
ربما يختلف نهج ريال مدريد مساء الأربعاء، خاصة بعد ما شهدناه أمام ريال سوسييداد في الجولة الماضية من الدوري الإسباني.
ريال مدريد ورغم تأخره في النتيجة بهدف دون رد بعد مرور أول عشر دقائق، إلا أنه قدم مباراة استثنائية، وحقق فوزًا عريضًا في نهاية المطاف بنتيجة 4-1.
نهج ريال مدريد الهجومي أمام سوسييداد كان مثاليًا، ضغط متقدم وتمريرات سريعة، واختراق من الأطراف، ببساطة قام لاعبو الملكي بكل شيء على الوجه الأمثل في تلك المباراة.
باريس من جانبه قد يكون الطرف الذي يلجأ نسبيًا إلى الدفاع، والاعتماد على سرعة نيمار وكيليان مبابي، إذا ما كان جاهزًا، في شن المرتدات.
هدف للفريق الفرنسي قد لا يعقد الأمور بصورة كبيرة مع إلغاء قاعدة الهدف خارج الأرض، لكن حينها سيكون ريال مدريد مطالبًا بالتسجيل أكثر.
عادات باريسية مُحبطة!
باريس سان جيرمان لديه عادة مُحبطة للغاية في دوري أبطال أوروبا، بفقدان التقدم والخسارة في الإياب في أكثر من مناسبة، ولعل أشهر أمثلة ذلك على الإطلاق، ريمونتادا برشلونة التاريخية في دور الستة عشر من موسم 2016-17.
باريس حينها فاز ذهابًا بنتيجة 4-0، لكنه خسر إيابًا على "كامب نو" بنتيجة 6-1 في مباراة تاريخية لنادي برشلونة، ليفقد فرصة استثنائية للتقدم إلى ربع النهائي.
حدث أمر مشابه لكن أقل فداحة في ربع نهائي نسخة 2013-14، بعد أن حقق النادي الباريسي الفوز على تشيلسي الإنجليزي بنتيجة 3-1 ذهابًا، لكنه خسر إيابًا بنتيجة 2-0، ليودع البطولة بفارق الأهداف التي تلقاها على ملعبه.
وهو ما حدث أيضًا في نسخة 2018-19 في دور الستة عشر ضد مانشستر يونايتد، بعد الفوز الفرنسي ذهابًا في "أولد ترافورد" بنتيجة 2-0، لكن الغريب كان السقوط بنتيجة 3-1 في "حديقة الأمراء".
تلك الدروس السابقة من دوري أبطال أوروبا، إلى جانب ما يقدمه باريس سان جيرمان مؤخرًا في الدوري الفرنسي، قد يمنح ريال مدريد الكثير من المؤشرات على أن العودة ممكنة وتخطي عقبة مبابي ورفاقه ليست مستحيلة أبدًا.
اقرأ أيضًا ..
سباق العرب في أوروبا | صلاح في خبر كان ومحرز نجم الأسبوع
