يتصدر الاتحاد جدول ترتيب الدوري السعودي بعد نهاية مرحلة الذهاب، ويُطارده بشراسة الشباب البعيد عنه بنقطة واحدة فقط، فيما يتواجد النصر ثالثًا بفارق 6 نقاط والهلال خامسًا بفارق 8 نقاط، وبعيدًا في الجدول وتحديدًا في المركز الـ12 يتواجد الأهلي، علمًا أن هناك مباراة مؤجلة تجمع الهلال والاتحاد لم تُلعب بعد.
النتائج في كرة القدم تعتمد أحيانًا على تفاصيل صغيرة، تلك التفاصيل التي غالبًا ما تكون فردية تلعب دورًا بارزًا في النتائج، مثل خطأ دفاعي مباشر أو حتى خطأ في تمريرة الكرة أدى لانتقالها للطرف المنافس، أو إهدار فرصة سهلة في وقت صعب أو خطأ حارس مرمى أو عدم قدرته على التعامل مع الفرص غير الصعبة.
اقرأ أيضًا | كذب واختلاس .. أبرز الاتهامات المتبادلة بين شخصيات كرة القدم
اليوم أتحدث عن تفصيلة أخرى من تلك التفاصيل الصغيرة التي تلعب دورًا مهمًا في نتائج كرة القدم، وهي استغلال الفرص، خاصة الكبرى والمحققة، والتي ستُظهر لماذا يتصدر الاتحاد جدول الترتيب ويُطارده الشباب، فيما الأهلي يُحارب للنجاة من الهبوط.
يتصدر الشباب قائمة الأندية الأقوى هجومًا في الدوري السعودي برصيد 30 هدفًا، ثم الاتحاد بـ29، وذلك رغم أن النصر يتفوق عليهما في الفرص المصنوعة بفارق 25 فرصة، لكنه لم يُسجل سوى 22 هدفًا.
الاتحاد هو ثاني أفضل فرق الدوري استغلالًا للفرص المؤكدة، ولا يتفوق عليه سوى الطائي، وهما الوحيدان اللذان تخطت نسبة استغلالهما للفرص المؤكدة حاجز الـ50%.
Goal ARسنحت للاتحاد 42 فرصة محققة أحرز منها 23 بنسبة نجاح 54.74% تقريبًا، فيما كانت للطائي 56% لكنه لم يصنع سوى 16 فرصة.
الأهداف المتوقعة للاتحاد هذا الموسم بلغت 29.8 هدفًا، وقد أحرز 29، مما يعني أن لاعبيه استطاعوا إحراز أهدافًا من فرص صعبة ... تلك التفصيلة الصغيرة أعتقد أنها أهم عوامل نجاح موسم العميد.
الشباب لا يختلف كثيرًا، إذ سنحت له 36 فرصة سجل منها 16 هدفًا، بنسبة نجاح 44.4%، وهو الخامس في الترتيب، وقد بلغت أهدافه المتوقعة 24.56 هدفًا لكنه استطاع تسجيل 30 مما يجعله أقوى وأفضل هجوم في الدوري فعليًا وليس مجرد رقميًا.
إن نظرنا لأرقام الأهلي الهجومية نجد أنها تصف تمامًا آفة الفريق ومشكلته الكبرى، وربما تُنصف مدربه بيسنيك هاسي قليلًا، لأنه ليس المسؤول عن إهدار الفرص السهلة من المهاجمين، لكن وظيفة الإدارة توفير المهاجمين القادرين على استغلال الفرص .. وظيفة المدرب عادة ما تنتهي عند صناعة الفرص.
الأهلي صنع هذا الموسم 135 فرصة، بفارق 15 فقط عن الاتحاد والشباب، كان منها 29 محققة، لكنه لم يُسجل منها سوى 10 بنسبة ضعيفة بلغت 34.4%، الأهداف المتوقعة له بلغت 21.9 لكنه لم يسجل سوى 18.
الهلال والنصر لا يتمتعا بأرقام جيدة في هذا الجانب، بل يُمكن وصفها بالمخجلة مقارنة بقيمة مهاجمي الفريقين وتكلفتهما المالية الباهظة.
الهلال صنع 147 فرصة منها 36 محققة، لم يُسجل منها سوى 15 بنسبة 41.6%، الأهداف المتوقعة للفريق بلغت 25.7 لكنه لم يُسجل فعليًا سوى 21! هذا يعني أن لاعبيه أهدروا فرصًا سهلة كان يجب أن تُسجل، وقد سمعنا خلال الموسم كثيرًا شكوى المدرب ليوناردو جارديم من عدم استغلال الفرص.
النصر أكثر أندية الدوري السعودي صناعة للفرص، برصيد 175 فرصة منها 33 محققة، لم يُسجل منها سوى 19 بنسبة 39.3%، وهي النسبة الأقل بين كبار الدوري السعودي بعد الأهلي، الأهداف المتوقعة للفريق بلغت 24.8 وقد سجل 24 هدفًا.
استغلال الفرص المحققة للتسجيل لا يتعلق فقط بالعدد، بل التوقيت عامل حاسم كذلك، إذ ربما يُهدر فريق فرصة ذهبية للتقدم بالنتيجة في توقيت حاسم، مما يؤدي لخسارته في النهاية، والعكس صحيح.
إهدار الفرص المحققة في كرة القدم خطأ فردي يُعادل أخطاء المدافعين وحراس المرمى، لأنه يلعب دورًا مباشرًا في نتيجة المباراة، بل إن الكثير من المهاجمين يلعبون دور المنقذ لأنديتهم في مباريات صعبة وحاسمة، ويستطيعون انتزاع الانتصار دون تقديم الأداء المطلوب من الفريق جماعيًا، ونقطة قوة النصر مثلًا ومفتاح فوزه بالدوري الاستثنائي 2018-2019 كان استغلال الفرص بتواجد المهاجم الفذ عبد الرزاق حمدالله، وقد رأينا كيف خرج الأهلي من دوري أبطال آسيا بفرصة محققة ضائعة من هيثم عسيري.
