وأخيراً انفض المولد وحصل برشلونة على رئيس وإدارة جديدة، فاز جوان لابورتا وعاد رئيساً للنادي الكتالوني لينهي فترة من الفوضى الإدارية التي انعكست بالسلب على أداء الفريق الكروي وكبدته الكثير داخل وخارج الملعب.
رسمياً انتهت حقبة جوسيب ماريا بارتوميو وبدأ عصر جديد يطمح فيه جمهور البلوجرانا أن يعود الفريق لمكانته المعهودة في إسبانيا وأوروبا، ولكن الأمور لن تكون سهلة وسيكون أمام لابورتا عديد الملفات الطارئة التي يجب العمل عليها لإصلاح الوضع.
وضعية لابورتا أشبه بالمهمة الهرقلية الشهيرة في التراث الإغريقي رغم محاولات الرجل لتجميل الأوضاع والصورة، وسيكون أمامه الكثير من العمل إذا أراد فترة رئاسة ناجحة مثل السابقة.
اقرأ أيضاً .. لابورتا: برشلونة استحق العبور أمام باريس سان جيرمان
الوضع الاقتصادي
Getty Imagesالملف الأول والأهم هو إصلاح الأوضاع الاقتصادية، برشلونة تحول من فريق يدفع قرابة 140 مليون يورو لشراء لاعب لا يريده لعدم القدرة على دفع ثلاثة ملايين للتوقيع مع مدافع يحتاجه بشده!
بارتوميو وصل بالفريق للقاع مادياً، ومع كارثة توقف النشاط وما تلاها من قرارات تقشفية في الليجا وخسائر فادحة على صعيد العوائد، أصبح برشلونة في وضع لا يحسد عليه مادياً وخسائره لا تتوقف.
لابورتا سيكون مطالباً بإصلاح الأوضاع المادية وإعادة ضخ الأموال في خزائن النادي، سواء بإبرام عقود رعاية جديدة، أو التخلص من اللاعبين عديمي الفائدة، خصوصاً أن زمن ضخ الأموال الخاصة ولى ولن يكون الحال كما كان عليه في الولاية الأولى بسبب قواعد اللعب النظيف.
عقد ميسي
Getty/Goalثاني الملفات هو مصير نجم وقائد الفريق ليونيل ميسي. لابورتا مراراً وتكراراً أكد على متانة علاقته بالنجم الأرجنتيني، وأن منذ الساعات الأولى لتوليه المنصب سيعمل على تمديد عقده وإقناعه بالبقاء.
ولكن حتى الآن المؤشرات لا تؤكد فرضية بقاء ميسي وأنه قد يغادر حتى مع وصول لابورتا الذي تربطه به علاقة قوية منذ فترته الأولى في رئاسة النادي الكتالوني.
لابورتا سيكون مطالباً بحل معضلة مصير ميسي سريعاً، سواء كان ذلك بقاء أو رحيل اللاعب، ولكن المهم هو اتضاح الصورة النهائية من أجل التخطيط للمستقبل. إذا استمر سيكون العمل للتوصل لاتفاق مادي جديد معه يتناسب مع وضعية الفريق، أما إذا رحل فسيكون العمل على بداية حقبة جديدة بدون اللاعب الذي حمل الفريق على أكتافه في السنوات الماضية.
الانتقالات
Gettyتم ربط برشلونة مع لابورتا بعديد الأسماء، إرلينج هالاند، كيليان مبابي، نيمار، ومحمد صلاح، ولكن الرئيس الجديد كان واقعياً وأكد أن الوضع الاقتصادي الحالي لا يسمح بمثل تلك التعاقدات بسهولة.
برشلونة بحاجة لعدة تدعيمات، وخصوصاً في خط الدفاع ومركز قلب الهجوم، وإذا رحل ميسي سيكون مطالباً بنجم جديد يقود الفريق مستقبلاً، ومن هنا الحديث عن مبابي وهالاند وعودة نيمار.
ولكن لا يجب نسيان ملف الراحلين، عديد اللاعبين في الفريق الحالي لا مكان لهم في برشلونة، وبيعهم سيخفف من حمل الرواتب على الفريق ويعطي سيولة مادية تسمح بالتعاقد مع لاعبين جدد.
إعادة الهيبة الأوروبية
Gettyفي حقبة بارتوميو ضاعت هيبة برشلونة على الصعيد القاري، ريمونتادات ليفربول وروما، ثم الخسائر الفادحة أمام بايرن وباريس سان جيرمان أضاعت الكثير مما بناه لابورتا في فترته الأولى وعززه روسيل بعدها.
حاول برشلونة مراراً وتكراراً العودة لتحقيق لقب دوري الأبطال الغائب منذ 2014 ولكن ليس فقط فشل، ولكن سنة بعد الأخرى ابتعد أكثر عن قمة القارة العجوز، حتى الخروج الموسم الحالي من دور الستة عشر.
سيكون أمام لابورتا مهمة رئيسية هي إعادة الهيبة قارياً وإعادة ذات الأذنين لكتالونيا من جديد كما فعل في 2009 مع فريق الأحلام، العامل الذي سيكون مهماً أيضاً ربما في إقناع ميسي بالبقاء.