يحل فريق ريال مدريد غدًا الأحد ضيفًا على نظيره برشلونة ضمن لقاءات الجولة العاشرة من الدوري الإسباني، والتي سينال الكامب نو شرف استضافة أول كلاسيكو في الموسم من خلالها.
سيكون للقاء هذا العام ظروفًا خاصة تكالبت عليه وكتبها القدر وبدأ في تنفيذها منذ الصيف الماضي عندما قرر كريستيانو رونالدو الرحيل عن ريال مدريد.
المباراة لم يكفيها أن تكون الأولى في تاريخ الكلاسيكو دون وجود كريستيانو رونالدو لأول مرة منذ 2009 وهو يرتدي قميص نادي آخر، لكنها سيغيب عنها أيضًا ليونيل ميسي قائد برشلونة للإصابة.
وبجوار غياب الثنائي الكبير عن اللقاء، هناك فاجعة عدم وجود أيًا من الثنائي تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، وبالإضافة لكل ذلك هناك البداية الكارثية في موسم كل منهما.
كل تلك مشاكل يعاني منها كل من برشلونة وريال مدريد قبل الكلاسيكو لكن المشكلة الأكبر هي غياب ليونيل ميسي بالنسبة للنادي الكتالوني.
المباريات التالية
لكن كما أنه في غياب ميسي أزمة ومشاكل لبرشلونة في الأسطر المقبلة سنتحدث عن مزايا غياب النجم الأرجنتيني بالنسبة للبلوجرانا:
التحرر من تبعية الملك
Santiago Garcés
يعاني برشلونة في السنوات الماضية من تبعيته لليونيل ميسي، تحديدًا منذ تفتت الثلاثي الهجومي الذي أطلق عليه “MSN” ورحيل نيمار لباريس سان جيرمان والذي تبعه انخفاض واضح في مستوى لويس سواريز.
أصبح العبء الهجومي كله ملقى على عاتق ليونيل ميسي بداية من بداية الهجمة للصناعة وحتى اللمسة الأخيرة والتسجيل والأرقام تتحدث عن نفسها في ذلك الشق.
كيف يمكن لفريق أن يتحرر من تبعية نجمه إذا ما كان ذلك اللاعب متواجد طوال الوقت، حتى في أيامه السيئة والتي ربما لم يستحق خلالها التواجد في التشكيلة الأساسية؟ الإجابة هي ترتيب من عند القدر سواء بإيقاف أو إصابة لعدة أسابيع تمنح من حوله فرصة لفرض كلمتهم والتأكيد على قدرتهم في صناعة الفراق.
ربما لن يكون هناك من يعوض ميسي بنفس القدرات والإمكانيات في وقت قريب لكن ما شهدناه من جماعية أداء ومحاولات لفرض السيطرة كما لو كان ليونيل موجود أمام إنتر يوم الأربعاء الماضي يبشر بحالة طيبة من تفهم نجوم الفريق لقيمة الأرجنتيني وهو ما جعلهم يقدمون 100% وربما أكثر من قدراتهم.
منح الفرصة لنجوم جدد
Getty Images
نجح برشلونة خلال سوق الانتقالات في الحصول على خدمات البرازيلي مالكوم، وقبلها بعام واحد كان قد ضم عثمان ديمبلي، بالإضافة لوجود الثنائي سيميدو وسيرجي روبيرتو على الجانب الأيمن في مركز الظهير واستمرار رافينيا في صفوف النادي الكتالوني.
بنظرة سريعة على الجانب الأيمن لملعب برشلونة نجده مكتظ بالنجوم بعد أن كان يعاني المشاكل في المواسم الماضية على مستوى أكثر من مركز.
لكن كل هؤلاء ينتهي الأمر بهم على مقاعد البدلاء ليشاهدوا ثنائية سيرجي روبيرتو وليونيل ميسي على ذلك الجانب من الملعب مرارًا وتكرارًا طوال أحداث الموسم.
ربما جاءت إصابة البرغوث لتمنح أحدهم الفرصة للتواجد أساسيًا في فترة هامة من الموسم وتقديم أداء يمنحه رضا المدير الفني والقائد للتواجد مستقبلًا بشكل أساسي.
مالكوم لم يحظى بفرصته بعد مع النادي الكتالوني، وعثمان ديمبلي رغم حصوله على أكثر من فرصة الا أن تلك ستكون أغلاهم على الاطلاق في مركزه المفضل وبدون قيود النجم الأرجنتيني.
لاعب آخر قد يستفيد من غياب ميسي هو كوتينيو الذي يعاني منذ قدومه من تقييد دوره في صناعة الألعاب والدخول لقلب الملعب في ظل تفضيل ميسي لتلك المنطقة التي ينثر فيها سحره ويوزع التمريرات والتسديدات منها.
التاريخ يعيد نفسه
Getty Images
يتذكر الجميع كيف كان وضع نيمار في برشلونة مهمش بشكل كبير مقارنة بالأرجنتيني ليونيل ميسي، فذلك قائد للفريق والآخر مجرد نجم برازيلي محتمل لخلافة ميسي في المستقبل البعيد.
بداية نيمار في برشلونة لم تكن سهلة في موسم صفري لم يحقق فيه الفريق الا كأس سوبر على حساب أتلتيكو مدريد في مطلعه وخسر خلاله كل شيء.
حتى في موسم تألقه بعام 2015 والذي شهد تتويج الفريق بالثلاثية عاد معظم الفضل في ذلك الوقت لليونيل ميسي الذي حقق الكرة الذهبية الأخيرة له في السنوات الماضية بذلك العام.
وعندما غاب ميسي في مطلع موسم 2016 سنحت للبرازيلي فرصة عمره ليثبت نفسه قائدًا وخليفة لليونيل ونجح بشراكة ناجحة مع سواريز في المرور بالفريق من فترة صعبة غاب فيها نجم الفريق الأول عن سماؤه وظن الجميع أن الظلام سيحل مكانه.
ربما يكون غياب ميسي هذه المرة فرصة جديدة لأحد هؤلاء الذين أتينا على ذكرهم ليرشح نفسه خليفة محتمل لحامل إنجازات برشلونة في العقد الأخير من الزمن.
