في أصعب الظروف، وبداية طريق الانهيار، تولى الكرواتي ألين هورفات مهمة تدريب النصر، والبرازيلي روجيرو ميكالي تدريب الهلال، في مهمة صعبة للغاية، وذلك مع اختلاف الظروف بين الفريقين، ولكن أثبت الثنائي أنهما قادران على قيادة الفريقين الكبيرين إلى بر الأمان، فهل يستحقا الاستمرار بشكل دائم مع الفريقين؟
الوضع الآن أصبح مستقرًا في الفريقين، بفضل المجهودات التي قام بها هورفات وميكالي مع النصر والهلال بالترتيب، وأصبحت الجماهير تثق في الثنائي، بعد تم تقديمه خلال الفترة الماضية.
ونفتح باب التناقش خلال السطور التالية، عن ما قدمه الثنائي خلال الفترة الماضية..
ألين هورفات .. الهروب بالنصر
البداية كانت مع الكرواتي هورفات، الذي تولى مهمة تدريب النصر، خلفًا للمدرب البرتغالي روي فيتوريا، الذي تمت إقالته بسبب سوء نتائج الفريق الأصفر، الذي كاد أن يدخل في دوامة الهبوط.
هورفات نجح خلال أيام قليلة في قيادة النصر لتقديم مستوى جيد، ثم حقق سلسلة من عدم تلقي الهزيمة، ليصعد بالفريق في المراكز المتقدمة، بعيدًا عن القاع الذي كان يقع فيه خلال الفترة الأخيرة لفيتوريا مع الفريق.
المدرب الكرواتي وجد أمامه مهمة ليست بالسهلة، وتحدث عنها باستفاضة خلال أول مؤتمر صحفي له، حيث أكد على أن الفريق يعاني نفسيًا وبدنيًا، مشددًا على أن مهمته مع الفريق هي إعادة الثقة للاعبين، وهذا ما نجح بالفعل في تحقيقه، ووجدنا العالمي يعود إلى طريق الانتصارات، ويقدم الأداء المنتظر له منذ بداية الموسم.
هنا يجب أن نشير إلى أن أغلب مباريات هورفات كانت بدون نجم الفريق الأول، المغربي عبد الرزاق حمد الله، الذي عانى من الإصابة لمدة طويلة، وأيضًا بعد عودته لم يظهر بالمستوى الجيد، لذلك فضل المدرب إراحته لحين عودته إلى مستواه المعهود.
وبعدما أصبح وضع فريق النصر مستقرًا ببطولة الدوري السعودي، كان الفريق مرتبطًا بمواجهة في كأس السوبر السعودي أمام الغريم الهلال، وحقق العالمي وقتها الفوز الكبير بثلاثة أهداف دون رد، في مباراة لن تنسى في تاريخ الفريقين، ليتوج النصر بلقب كأس السوبر 2020 وللمرة الثانية على التوالي.
Goal ARتحت قيادة هورفات لعب النصر ببطولة الدوري السعودي للمحترفين 14 مباراة، فاز في 8 وتعادل في 4 وخسر مباراتين فقط، واستطاع أن يفوز على أرضه في 5 مباريات وخارج أرضه خلال 3 مواجهات.
خلال فترة هورفات وببطولة الدوري أيضًا، نجح النصر في تسجيل 28 هدفًا، واستقبلت شباك الفريق 14 هدفًا، وذلك في ظل تطور ملحوظ في أداء الفريق الذي أظهر أفضل عروضه مع المدرب الكرواتي.
هورفات قدم أوراق اعتماده لإدارة نادي النصر وللجماهير، وذلك على أرضية الملعب، بالمستوى الذي ظهر به الفريق تحت قيادته، خاصة بعدما كرر فوزه على الهلال بالدوري بهدف دون رد، ليعلن عن أنه يستحق بكل تأكيد أن يستمر بشكل دائم.
اقرأ أيضًا .. بعد رحيل فلادان .. الأهلي يقع في ورطة مدربه الجديد
روجيرو ميكالي .. الهلال يعود للصدارة
أما عن المدرب البرازيلي الكبير روجيرو ميكالي، واجه صعوبات في بداية مشواره مع نادي الهلال، بعدما تولى مهمة تدريبه، عقب رحيل الروماني رازفان لوشيسكو، الذي قاد الفريق لتحقيق نجاحات كثيرة، أبرزها بطولة دوري أبطال آسيا 2019 وبطولة الدوري الموسم الماضي، بالإضافة لكأس خادم الحرمين الشريفين على حساب النصر.
تختلف الظروف التي تولى فيها ميكالي مهمة تدريب الهلال عن نظيره الكرواتي هورفات مع النصر، ولكن هناك تشابه إلى حد ما، يتمثل في فقدان الفريق قمة الدوري التي كان يستحوذ عليها منذ بداية الموسم، لصالح نظيره الشباب، في ظل منافسة شرسة أيضًا مع الأهلي.
الضغط النفسي الهائل على لاعبي الهلال كان أكبر عقبة أمام ميكالي، خاصة بعدما قدم الفريق الفترة أداء متذبذب خلال آخر فترة تحت قيادة لوشيسكو، الحسابات أصبحت معقدة فنيًا بعض الشيء، والفريق يخسر نقطة وراء الأخرى، وهنا ظهر الارتباك على أداء لاعبي الزعيم، هذا هو الوضع الذي تسلم فيه المدرب البرازيلي قيادة الفريق.
ولكن بهدوئه نجح ميكالي في قيادة الهلال لتحقيق انتصار وراء الآخر، ليحقق سلسلة انتصارات لم يحققها الهلال منذ التي حققها في الفترة من 31 أكتوبر حتى 21 ديسمبر، بالفوز في 5 مباريات متتالية، ليعود بالفريق ويحقق 4 انتصارات متتالية وقابلة للزيادة خلال آخر 4 مباريات بالدوري.
واستعاد الهلال رفقة ميكالي صدارته لترتيب الدوري السعودي، ويتحسن الأداء من مباراة للأخرى، ولكن الأمر الوحيد السلبي هو خسارته أمام النصر بهدف دون رد، ولكن قد نلتمس له العذر، لأنه كان قد تولى المهمة قبل تلك المباراة بأسبوعين فقط.
Goal ARوتحت قيادة ميكالي، لعب الهلال في بطولة الدوري السعودي للمحترفين هذا الموسم 6 مباريات حتى الآن، حقق الفوز في 5 وخسر مباراة واحدة فقط على يد النصر، وحقق الفوز على أرضه في 3 مباريات، وخارج دياره في مباراتين، وسجل الفريق 15 هدفًا واستقبل 7 أهداف.
ميكالي خلال مدة تزيد عن الشهر، استطاع أن يقود الفريق إلى الطريق الصحيح، وأكبر دليل على ذلك هو تصدر الهلال حاليًا لبطولة الدوري، وتحسن أداء الفريق تدريجيًا خلال الفترة الأخير، فهل يستحق الاستمرار بشكل دائم؟




