ليلة ساحرة على ملعب ويمبلي، كاد أن يكون بطلها ألفارو موراتا، المهاجم الإسباني الذي قضى مسيرته كلها باحثًا عن الحظ.
موراتا لم يبدأ كأساسي، بل دخل في الدقيقة 61 بدلًا من زميله فيران توريس، ليلعب دور البطل عكس كل التوقعات التي دائمًا ما تتجه نحو خيبة تلو الأخرى من لاعب يوفنتوس.
إيطاليا كانت متقدمة بهدف دون رد، ليسجل موراتا التعادل في الدقيقة 80 ليمنح إسبانيا الأمل ويصبح أخيرًا البطل المنقذ على غير العادة، ويا ليته ما فعلها..
الوقت مر كالسيف في الوقتين الأصلي والإضافي، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح، وللأسف احتاجت إسبانيا لموراتا مرة أخرى.
إسبانيا وقتها كانت متأخرة أيضًا بنتيجة 3/2، في ركلات الترجيح، ليمسك موراتا بالكرة ويتجه نحو مرمى جانلويجي دوناروما.
الآمال كانت معلقة بشكل شديد على موراتا، ليس من إسبانيا كما هو بديهيًا، ولكن من الطليان أيضًا، لأنهم يعرفون موراتا جيدًا ويدركون مدى اهتزاز ثقته بنفسه.
لحظة الحسم حانت لموراتا، بعد سلسلة من المعاناة خلال البطولة، وصلت إلى توجيه تهديدات وتمني الموت لأطفاله، ليأتي وقت رد الاعتبار.
المهاجم المهزوز لم يخيب آمال إيطاليا، وزملائه في يوفنتوس، فيديريكو بيرنارديسكي وليوناردو بونوتشي وجورجيو كيليني وفيديريكو كييزا، ومنحهم بطاقة التأهل.
من بطل منقذ إلى نكسة وإهدار ركلة جزاء، جملة تلخص مسيرة موراتا، اللاعب الأكثر نحسَا في العالم للعديد من الأسباب..
الطفل المعجزة
حالة الإقبال على ضم موراتا طوال مسيرته، لا تتناسب أبدًا مع المردود الذي يقدمه اللاعب منذ بداية ظهوره وحتى الآن.
آرسنال وتشيلسي والجميع تهافت عليه منذ تواجده في الفريق الثاني بريال مدريد وسط توقعات حول موهبة فذة ومهاجم سفاح، لينتقل إلى يوفنتوس في 2014 مقابل 30 مليون يورو.
موراتا لم يكن أبدًا اللاعب الهداف القاتل المرعب للمدافعين الحاسم للمباريات في مسيرته، ولكن فترته الأولى في إيطاليا لم تكن سيئة.
قدم بعض اللمحات المميزة رغم ضعف النواحي التهديفية له، وساهم في تأهل الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الذي خسره يوفنتوس أمام برشلونة، ليبدو أنه يسير أخيرًا نحو الطريق الصحيح.
زين الدين زيدان التفت جيدًا لهذا الأمر وقرر تفعيل بند إعادة الشراء في عقد موراتا، ليعيده مرة أخرى إلى سانتياجو برنابيو في 2016، وكانت الخطوة التي دمرت مسيرته.
اللاعب عاد إلى بيته القديم، طامحًا في شق طريقه نحو الأمجاد مع العملاق المدريدي، ولكنه اصطدم بحقيقة أن كريم بنزيما هو المهاجم الشرعي الوحيد للفريق تحت أي ظروف.
اقتصر دوره على البديل الجيد وسجل 20 هدفًا في موسم 2016/2017، هل تركه ريال يحصل على الفرصة الكاملة ليواصل تطوره؟ لا، باعه فورًا إلى تشيلسي ليخوض الفترة الأسوأ على الإطلاق في مسيرته.
المهاجم الإسباني دفع ثمن رحيله عن يوفنتوس الذي جاء عكس رغبة النادي الإيطالي، ليتخبط بين تشيلسي وأتلتيكو مدريد، ثم يوفنتوس الذي قرر تمديد إعارته مرة أخرى طمحًا في تثبيت أقدامه أخيرًا.
ربما يمتلك بعض اللحظات الجيدة هنا وهناك، ولكنها لا تكتمل أبدًا وتنتهي برحيل عن فريق أو تخبط في المستوى أو أي أزمة تجعله يبدأ من جديد.
حالة التنقل وعدم الاستقرار التي عاشها موراتا، جعلته لاعبًا عمره 28 سنة ولم يتجاوز حتى الآن مرحلة الموهبة التي تنتظر الانفجار عندما تأتي الظروف المناسبة، وهو ما لم يحدث وقد لا يحدث أبدًا.
أرقام تدعو للخجل
الانفرادات الضائعة كانت وتظل العنوان الرئيسي لموراتا، وقدرته المستمرة على إبهار الجميع في إضاعة أسهل الفرص.
الأمر ظهر بشكل صارخ مع تشيلسي، حيث سجل 24 هدفًا بقميص الفريق الذي انتقل إليه بـ60 مليون جنيه استرليني، بواقع 2.5 مليون استرليني لكل هدف.
الرقم هو الأسوأ من بين العديد من الصفقات المخيبة التي أبرمها البلوز في الهجوم، وعلى رأسهم فيرناندو توريس وأندري شيفتشينكو وهيرنان كريسبو وغيرهم.
موراتا منحوس للدرجة التي جعلت من الهاتريك الذي أحرزه في برشلونة بأكتوبر الماضي في دوري أبطال أوروبا، سببًا لوصفه بالمهاجم الأكثر بؤسًا في العالم.
الحكم ألغى الثلاثية بأكملها، ليصل رصيد موراتا وقتها من الأهداف الملغية له بداعي التسلل في 2020 إلى الرقم 13، رقم مرعب لا يحدث إلا مع موراتا.
اللاعب الأكثر تسجيلًا للأهداف في تاريخ إسبانيا باليورو، هو نفسه اللاعب الذي وقف في موقف التسلل أكثر من أي لاعب آخر في تاريخ الدوري الإنجليزي.
ويأتي ذلك بعد الإحصائية المرعبة التي ظهرت له في 2018، بتواجده في موقف تسلل مع تشيلسي 16 مرة في ساعتين فقط، قبل أن يزيد بتسللين عن فريق بورنموث بالكامل.
نموذج توريس
فيرناندو توريس أسطورة كرة القدم الإسبانية، كان نموذجًا للموهبة المبهرة التي انهارت بسبب انعدام الثقة بالنفس.
توريس تشيلسي لم يكن هو توريس ليفربول أبدًا، وحدث ذلك بسبب انعدام الثقة للإسباني بعد إضاعته للفرص السهلة مع البلوز، لينهار بسبب الضغط.
موراتا يعاني من نفس الشيء، لا توجد أي أسباب تمنحه الثقة بالنفس، من أرقام مخجلة، وسخرية وهجوم عنيف على مواقع التواصل الاجتماعي وتهديدات لعائلته بعد المستوى المحبط في اليورو.
الفارق بين توريس وموراتا، أن الأول صنع لنفسه أسطورة في أنفيلد، ولكن لا يمتلك الثاني أي ذكرى لامعة لأي فريق ارتدى قميصه.
الفرق أنفقت ما يقرب من 190 مليون جنيه استرليني على موراتا الذي يبلغ عمره 28 سنة، ولكنه يثبت يومًا تلو الآخر أن هذه الأموال تم إهدارها بلا فائدة.
الأمر لا يتعلق بسوء الحظ فقط، اللاعب يتحمل مسؤولية كبيرة لتحسين نفسه وقدراته الفردية، وهو ما يفشل فيه موراتا بكل اقتدار.
هل حان الوقت ليتوقف موراتا، ويؤمن أن وجوده في الساحة ضمن صفوة اللاعبين ليس منطقيًا لينتقل إلى مستوى أقل، مثلما فعل جونزالو هيجواين وذهب إلى الولايات المتحدة؟ أم يواصل البحث عن معجزة لانفجار موهبته الغامضة؟
اقرأ أيضًا ..
من هو أفضل مهاجم رقم 9 في العالم؟
شكرًا للتصويت.
من هو أفضل مهاجم رقم 9 في العالم؟
اختيارات المحررين
- استحق ما فعله معه البليهي وسيفشل .. ردود أفعال رفض ليونيل ميسي للهلال
- جول 11 | سيطرة اتحادية وصدمة لتاليسكا ورونالدو .. تصويت الجمهور للتشكيل الأفضل
- مقابلة رونالدو وأزمة بيكيه مع شاكيرا .. أغرب لحظات موسم 2022-23
- لم يمنعهم تقدم العمر من التألق.. نجوم فوق الثلاثين صنعوا ربيع فرقهم الموسم المنصرم
- ما هو راتب ليونيل ميسي في إنتر ميامي؟ وما تفاصيل العقد؟