عودة كرة القدم بعد 3 أشهر من التوقف لم تكن سهلة، فبعيدًا عن غياب أهم أضلاع اللعبة وهو الجمهور، كانت هناك قيودًا كبيرة فُرضت على اللاعبين.
اللاعبون لم يعد يُسمح لهم بالمصافحة أو الاحتفال سويًا أو تبادل القمصان أو أي من هذه الأمور المعتادة منذ زمن طويل في كرة القدم، ولذلك بدا الأمر غريبًا.
شاهدنا في اليوم الأول للدوري الألماني احتفال إرلينج هالاند، مهاجم بوروسيا دورتموند، الشهير أمام شالكه والذي رقص فيها دون أن يتواصل مع أي من لاعبي الفريق، ليبدأ الجميع في الاستعداد لشكل جديد من أشكال كرة القدم.
ولكن لم تمر سوى فترة قصيرة حتى عادت حليمة إلى عادتها القديمة، والطبع غلب التطبع.
قبلات ألمانيا
Gettyفي أول لقاء بعد العودة بين هيرتا برلين وهوفنهايم، نسي لاعب الفريق العاصمي ديدريك بوياتا قواعد التباعد الاجتماعي وقرر تقبيل زميله في الفريق ماركو جروييتش بعد الهدف الأول.
برونو لاباديا، مدرب هيرتا برلين، دافع عن لاعبه عقب المباراة بقوله: "أتمنى أن تفهم اللجنة المنظمة موقف اللاعب، أنا أعلم أنّه من ضمن التوصيات عدم التلامس، ولكننا خضعنا لفحص كورونا 6 مرات آخرها كان بالأمس، والنتائج كلها سلبية".
وتابع: "المشاعر جزء من مباريات كرة القدم ولا يمكن إيقافها، وإلا لما يمكننا خوض اللقاءات".
الحادث – الذي تجاهله الاتحاد الألماني ورفض معاقبة اللاعب – لم يكن الأخير من نوعه، بل ظهرت العديد من الاحتفالات الجماعية في البوندسليجا بعد ذلك.
كما قررت الحكومة بعد ذلك تخفيف الإجراءات ولم يصبح إلزاميًا ارتداء أقنعة طبية داخل الملعب مما جعل الأمور أكثر سلاسة.
ميسي يتبادل القميص
(C)APفي أول مباراة لبرشلونة بعد استكمال الدوري الإسباني والتي جاءت ضد ريال مايوركا، تبادل ليونيل ميسي القميص مع أحد لاعبي مايوركا في مخالفة واضحة لقواعد التباعد الاجتماعي وبرتوكول مواجهة جائحة كورونا.
أثناء المباراة، احتفل لاعبو برشلونة بالأهداف بصورة عادية دون وجود أي إجراءات مختلفة، كما اقتحم أحد الجمهور الملعب بهدف التقاط صورة مع ميسي وكأنه لا يوجد إجراءات خاصة وتعليمات أمنية مشددة.
وحتى قبل واقعة ميسي، وفي ديربي الأندلس بين إشبيلية وريال بيتيس، خلع أوكامبوس، لاعب إشبيلية، قناعه الطبي بعد اللقاء وركض احتفالات بالفوز في المباراة مع زملائه دون أي التزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
الصراعات مستمرة
Getty/Goalليست هذه فقط صور خرق قواعد التباعد الاجتماعي، بل أنّ أكثر لحظة يتجمع فيها أكبر عدد من اللاعبين ألا وهي حينما يحدث شجار وخلاف وعصبية زائدة تكررت في أكثر من مناسبة.
أبرزها كانت لقطة ميسي أمام إشبيلية والتي ضرب فيها مدافع الفريق الأندلسي في لقطة أثارت الجدل، وبعدها احتشد عدد كبير من لاعبي الفريقين وتبادلوا الشد والجذب.
أيضًا في مباراة آرسنال ومانشستر سيتي تجمع عدد من اللاعبين والطاقم الطبي حول إيريك جارسيا بعد إصابته، ثم تكرر الأمر مع الجانرز ضد برايتون حينما أصيب حارس المدفعجية لينو.
وفي لقاء آرسنال وبرايتون وبعد هدف الأخير القاتل في اللحظات الأخيرة، تشاجر هولدينج مع مسجل الهدف نيال موباي ومسكه من عنقه وتجمع حوله عدد من اللاعبين.
الخلاصة أنّ قواعد التباعد الاجتماعي التي أوردتها الاتحادات والروابط المختلفة قبل انطلاق البطولة لم يتم الالتزام بها لا شكلًا ولا موضوعًا، وحتى من قرر اتباعها أحيانًا تجاهلهًا في أحيان أخرى.
