متعة كبيرة عاشها عشاق كرة القدم في قمة مانشستر سيتي وليفربول بالدوري الإنجليزي، والتي انتهت بتعادل عادل بينهما بهدفين لكل فريق في المباراة التي أقيمت على ملعب أنفيلد.
ما بين سيطرة لمانشستر سيتي وأفضلية كبيرة في الشوط الأول، ثم تبادل الاستحواذ والخطورة في الشوط الثاني، سارت المباراة بإثارة معتادة في قمم بيب جوارديولا ويورجن كلوب.
يمكن استخلاص العديد من النقاط من وحي هذا اللقاء بالنسبة للفريقين، ولعل الأبرز على الإطلاق أن محمد صلاح حقًا بات في كوكب آخر.
ما أعظمك؟! ومن طراز ميسي .. ردود أفعال تألق صلاح وقلق حول محرز!
قيمة صلاح
GettyImageفي مرة من المرات رفض بيب جوارديولا مقارنة محمد صلاح بليونيل ميسي ومنح البرغوث الأفضلية المطلقة على كل اللاعبين، وكأن هذا التصريح الذي كان في 2018 هو السم الذي دمّر الفيلسوف في كل مواجهة لليفربول.
قدّم صلاح مباراة لا يمكن نعتها سوى بالمثالية، تمريرة حاسمة تُدرس لساديو ماني وهدف بعدها أرسل من خلاله رسالة إلى الجميع أنه الآن لا يُقارن بأي نجم آخر، ورسالة أخرى إلى إدارة ليفربول بقيمته التاريخية.
النجم المصري اليوم قال للجميع لماذا يطالب بالحصول على أعلى أجر في تاريخ الدوري الإنجليزي، فحقًا ما يفعله صلاح لا يفعله إلا الأساطير، ويبرهن ليلة تلو الأخرى أنه من طينة الأبطال.
الاستغناء عن محرز
GettyImageالسؤال الملح حاليًا لبيب جوارديولا، لماذا استغنى عن خدمات رياض محرز في مباراة كتلك وفضّل المتواضع فنيًا جابريل جيسوس عليه في الجبهة اليسرى؟
قياسًا بمأساة دفاع ليفربول وتراجع المستوى، لو تواجد الجزائري وقام بلعبته الشهيرة بالدخول في العمق لدمّر الريدز بسهولة، وهو ما فعله البرازيلي مرة واحدة وكانت نتيجته هدف فيل فودين.
إذا كان جيسوس أفضل في الضغط، فهل المطلوب حقًا من جناح هجومي الضغط أم صناعة اللعب والخطورة؟ ولماذا دائمًا يُبعد جوارديولا محرز عن القمم كهذه رغم أنه كان بطلًا لها في العام الماضي تحديدًا؟
هاري كين
Getty Imagesما يُمكن أن يُطلق على شوط المباراة الأول هو "هاري كين" نعم، نجم السبيرز كان حاضرًا بروحه في هذه القمة لتذكير جوارديولا بخطيئته الكبرى بالاستسلام لعدم ضمه هذا الصيف.
كالعادة، أداء في قمة السوء أمام المرمى لمهاجمي مانشستر سيتي، لا يوجد صاحب اللمسة الأخيرة الحاسمة، فقط فكّر ماذا لو تواجد كين لا جيسوس أو فودين أو حتى دي بروينه في اللقطات الخطيرة بالشوط الأول؟
ربما كان مانشستر سيتي ليحقق انتصارًا عريضًا دون معاناة، أمرٌ يظهر في كل مباراة لكتيبة بيب جوارديولا، الحاجة إلى مهاجم ليست رفاهية، بل هي أزمة تسبب فيها جوارديولا بعون إدارة النادي الإنجليزي.
لماذا ميلنر؟
Gettyإذا كان جيمس ميلنر يمتلك الخبرة اللازمة، فأمل كلوب به كان أن يتمكن من صناعة الفارق هجوميًا، لكن صدمة اليوم أن الدولي الإنجليزي لم يفلح لا هجوميًا ولا دفاعيًا.
لولا الحظ وسوء إنهاء مهاجمي مانشستر سيتي لتسبب ميلنر في كارثة بالشوط الأول بسبب تمركزه الخاطئ، وهو ما يطرح تساؤلًا هامًا، لماذا جيمس ميلنر كظهير أيمن لا جو جوميز قياسًا بأن الأخير كان ليوقف خطورة فودين أكثر؟
في الشوط الثاني طالب جوارديولا بأن يُطرد ميلنر، الواقع أن اللاعب اليوم كان كارثي وكان نقطة ضعف كبرى لا تفسر أبدًا من كلوب، فلم يكن الألماني يومًا من أنصار الخبرة على الأفضلية في الملعب.
جوارديولا تفوق على كلوب
Goalسيناريوهات مباراة ليفربول ومانشستر سيتي في أنفيلد بحضور الجماهير ثابتة تقريبًا، ضغط كبير من الريدز منذ الانطلاق، إحراز هدف التقدم ووضع جوارديولا في مأزق.
لكن يبدو أن الفيلسوف تعلم الدرس جيدًا، فامتص مانشستر سيتي الضغط الأحمر بثبات في الشوط الأول وتفوق في منتصف الملعب، وانقلبت الآية إلى نجاح ضغط السيتيزنس عن ضغط يورجن كلوب الشهير.
الحقيقة أن جوارديولا تفوق تكتيكيًا على كلوب حتى في الشوط الثاني، بيد أن ما تدخل في النهاية المهارات الفردية للاعبين وأنقذ الألماني من براثن الكتالوني.