أسد في الأبطال نعامة في الدوري الفرنسي .. لماذا يعاني ميسي في باريس؟

إصابات وغيابات، مشاركات ومعاناة مع قلة الأهداف أو حتى الصناعة، بداية غريبة وسيئة للغاية للبرغوث ليونيل ميسي مع باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي وهي بامتياز أحد أسوأ فترات البولجا التهديفية.

بينما في المقابل، ميسي هو هداف باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا مسجلًا 3 أهداف في 3 مباريات، وأحرز أمام لايبزيج وكذلك مانشستر سيتي ليساهم في صدارة فريقه للمجموعة حتى الآن.

ميسي أوروبيًا يسجل ويحقق أرقامًا قياسية مع فريقه الجديد، ولكن في الدوري الفرنسي هو أكثر لاعب تسديدًا للكرات على المرمى دون أن يسجل، فما الذي يحدث مع هداف الدوري الإسباني التاريخي؟

الأرجنتين وأولويات أخرى

Getty Images

حينما رحل ميسي إلى باريس سان جيرمان، تحدثت الصحف أنّ صاحب الـ34 يضع منتخب الأرجنتين على قائمة الأولويات، بل أنّه حصل على موافقة نادي العاصمة على تواجد الطاقم الطبي للتانجو في فرنسا لأجل الاطمئنان على سلامته.

ومع كل توقف دولي تظهر صحة هذه الجملة، فميسي لم يغب عن أي مباراة مع الأرجنتين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وحتى المباريات التي كانت قبل لقاء في الدوري الفرنسي وهو ما جعله يغيب عن مباراتين حتى الآن مع باريس سان جيرمان بسبب انشغاله مع بلاده.

أمر اختلف بشكل كبير عما فعله برشلونة في فترة سابقة مع الأرجنتين وتحديدًا في 2018 حينما غاب عن مباريات الأرجنتين التي تلت كأس العالم، وذلك لأنه بدأ موسم 2018-2019 برغبة واضحة وهي تحقيق كل البطولات مع برشلونة والأهم دوري أبطال أوروبا.

ربما اختلفت أولويات ميسي، فلم يعد يهتم بتحقيق أي شيء مع فريقه ولكن يرغب في جلب كل الألقاب للأرجنتين، فهو بنفسه اعترف أنّ أفضل لحظة عاشها في مسيرته حينما حقق كوبا أمريكا الصيف الماضي لدرجة أنّه لن يشعر بالاستياء لو خسر الكرة الذهبية طالما يمتلك لقبًا دوليًا.

في 2018 كان الهدف هو جلب ذات الأذنين لبرشلونة وهذا أكثر أهمية من إحباطات الأرجنتين بعد الخروج المبكر من كأس العالم وضبابية مصير منتخب بلاده بعد انتهاء الجيل الذي وصل لثلاث نهائيات في ثلاث سنوات على التوالي.

هدف ميسي الوحيد

Getty

رغم أنّ البرغوث من بين الأكثر تحقيقًا للبطولات في العالم، لكنّه لا يزال يطمع في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا مرة أخرى.

وفي قرارة نفسه لا يرغب سوى في لقبين فقط قبل الاعتزال، دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة في تاريخه، وكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.

الفوز بالدوري الفرنسي لا يعنيه، بل أنّه يعلم أنّ باريس سان جيرمان سوف يحقق لقب الدوري الفرنسي سواء تواجد ميسي أو غاب، فالفريق كان يحققه قبل نيمار وبعده وقبل مبابي وبعده وبالقطع قبل ليو وبعده.

ولذلك لا يبدو على ميسي الاهتمام كثيرًا بحصد لقب الدوري، لكن هذا لا يعني أنّه لم يقدم أفضل ما لديه، هو فقط لم يتأقلم جيدًا مع بطولة عنيفة أكثر من الليجا كما أنّ الحظ لم يقف معه في كثير من اللقطات.

بين باريس وبرشلونة .. المعاناة تختلف

Getty

ميسي عاش في برشلونة فترة صعبة وذلك بعد أن أصبح مطلوبًا منه القيام بكل الأفعال الهجومية دون مبالغة، فهو اللاعب الذي يهبط لمنتصف الملعب ويصنع الفرص ويسجل الأهداف.

البرغوث عانى من قلة جودة العناصر أو كبر الأعمار ليصبح مطالبًا بمساعدة سواريز على التهديف وكذلك التسجيل بنفسه، ليتحول برشلونة إلى فريق اللاعب الواحد.

أما في باريس فالوضع مختلف، الفريق متخم بالنجوم ولديه أكثر من لاعب في كل المراكز وغير مطلوب من ميسي الكثير سوى ربما التسجيل فقط.

اقرأ أيضًا:- ميسي، رونالدو، وصلاح في قائمة جول 50 2021 للرجال

لكنّ في هذا الأمر معاناة أخرى، فالتخمة مرض مثل النحافة الزائدة، وبالتالي هناك صعوبة فنية في تواجد مبابي وميسي ونيمار ودي ماريا في خط هجوم واحد وهذا يضر بدون شكل بالمنظومة كاملة.

لا يمكن اعتبار أن ميسي يلعب بشكل سيئ في الدوري الفرنسي، لكنّه لم يقدم أفضل ما لديه لاعتبارات فنية وفكرة تغيير الدوري والفريق بعد 17 عامًا كاملة في مكان واحد، والأهم أنّ بطولة الليج 1 ليست أولوية قصوى لجمهور العاصمة تلعب دورًا في الشكل النهائي الذي يظهر به هداف الأرجنتين التاريخي في فرنسا.

ميسي سوف يسجل مع باريس قريبًا، وسوف يحقق الألقاب في فرنسا دون شك، ولكنّه يحتاج وقت لتجاوز 17 عامًا وبداية حياة جديدة في مكان جديد.