Kubala

أساطير منسية | كوبالا ضحية السياسة في كتالونيا


    مصعب صلاح      تابعوه على تويتر

"وكان يبرز في فريق برشلونة أيضاً في تلك السنوات ھنجاريون آخرون: لاديسلاو كوبالا، وزولتان شيبور، وساندور كوكسيس. وفي عام 1954 وضع في برشلونة حجر الأساس لبناء مهب "كامب نو" بسبب كوبالا  لأن الملعب السابق لم يعد يتسع للحشود التي كانت تتوافد لرؤيته وهو يلعب ويوجه التمريرات بالميلمتر، ويصوب التسديدات القاتلة"- كرة القدم بين الشمس والظل لإدواردو جاليانو

لو سافرت يومًا إلى كتالونيا واستطعت قطع تذكرة لمشاهدة مباراة لبرشلونة في "كامب نو" فسوف تصل إلى الملعب لتجد أمامك تمثالًا قابعًا أمام صور أبرز اللاعبين في الموسم.

تمثال من برونز لشاب يركل الكرة، قد تتوقع أنّه يوهان كرويف أو لويس سواريز الإسباني ولكنّه ليس إلا للاديسلاو كوبالا.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

كوبالا أحد أعظم اللاعبين في تاريخ برشلونة وأحد نجوم الجيل الذهبي الذي صارع جيل ريال مدريد التاريخي صاحب البطولات الخمس المتتالية في دوري أبطال أوروبا وحقق في 11 عامًا 4 بطولات للدوري بفارق بطولة واحدة عن الملكي.

اللاعب المجري الذي مثّل ثلاث منتخبات مختلفة لديه قصة طويلة ربما تجاهلها الإعلام ولكن لم ينساها برشلونة أبدًا


لاجيء يعشق الكرة


LADISLAO KUBALA

بسبب ويلات الحروب والصراعات في أوروبا والتجنيد الإجباري عاش كوبالا فترة مراهقته وشبابه مطاردًا هاربًا بين المجر، بلده الأم، وتشيكوسلوفاكيا وإيطاليا حتى استقر في إسبانيا.

وفي كتالونيا احتضنه برشلونة وأصبح نجمًا كبيرًا كاد أن يشكل أعظم ثنائية مع ألفريد دي ستيفانو الذي ارتدى بالفعل قميص البلوجرانا قبل أن يُحول لأسباب سياسية إلى ريال مدريد.

أصبح اللاعب إسبانيًا واستقر في وطن لأول مرة ليلعب 11 عامًا مع البلوجرانا ويتم اختياره في 1999 كأفضل لاعب في القرن العشرين بتاريخ برشلونة وهو ذات القرن الذي شهد وجود كرويف وسواريز وحتى سيزار الهداف التاريخي وقتها.

خلال هذه السنوات حصد 14 لقبًا مع برشلونة من أهم الدوري 4 مرات بجانب الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى قبل الهزيمة أمام بنفيكا عام 1961.

حتى الآن يحتفل برشلونة باللاعب بوجود جائزة تسمى "كوبالا" تُمنح لصاحب أفضل هدف في الموسم.

حكايات من الدوري الإسباني - زارا يصنع الأرقام القياسية برأسه ويقود بلباو للأمجاد


لماذا يتجاهله الإعلام؟


Kubala Espanyol

رغم نجاحاته الكبرى في برشلونة وكونه أحد أساطير الفريق لكنه لا يحصل على الاهتمام الكافي من وسائل الإعلام في كتالونيا وصار أحد المنسيين لعشاق برشلونة حول العالم.

هناك عدد كبير من الأسباب التي أبعدت عنه الضوء، أولها أنّه لم يكن لاعبًا مثيرًا للجدل فلم يمتلك شخصية مثل كرويف أو ظهر في أي صراع وهو يلعب في ناد يصارع لأجل الاستقلال.

كوبالا كان شخصًا لا يبالي سوى بكرة القدم، ارتبط بعلاقة صداقة مع دي ستيفانو واستمرت حتى رحيله إلى ريال مدريد ولم يكن يمانع إظهار ذلك وهو ما جعل البعض يغضب منه لأن الأرجنتيني صار أسطورة للغريم.

أيضًا لم يمانع الانضمام لإسبانيول بعد الرحيل عن برشلونة ليرفض الجماهير هذا الأمر ويحاول البعض نسيان ما حققه. 

سبب آخر سياسي جعله مهمشًا بعض الشيء مع مرور الزمن وهو أنّ الديكتاتور فرانكو استغل تواجده في إسبانيا ليظهر وكأنه منقذ اللاجئين ويستغل الأمر لصالحه.

حكايات من الدوري الإسباني - زامورا الكتالوني مصدر رعب المهاجمين وحامل لواء إسبانيا


الساحر في الملعب


Laszlo KubalaGetty Images

بالنسبة للناحية الفنية، كوبالا كان ساحر برشلونة في الخمسينيات وحتى أوائل الستينيات فنحن نتحدث عن لاعب متوسط ميدان بإمكانيات تشبه تشافي هيرنانديز وليونيل ميسي.

هو المحطة التي يبني عليها الفريق جلّ هجماته، يرى الملعب جيدًا ويقرأ المباراة وتحركات الكرة ويستطيع تسريع الرتم أو إبطائه بحسب متطلبات اللقاء، يدرس تحركات زملائه والمدافعين ويعرف متى وكيف يمرر الكرة.

لو حاول المدافعون الضغط عليه يراوغهم بسهولة ويمر غير مكترث بضحاياه فيصنع أو يسجل أو يحصل على مخالفة من على حدود منطقة الجزاء يحولها إلى هدف من ركلة حرة.

ولكونه بارعًا في المرواغة فكان يتعرض للكثير من الإصابات ومع ذلك سجل 194 هدفا في 256 مباراة وهو ثالث الهدافين التاريخين بعد ميسي وسيزار.

وكانت أفضل فتراته رفقة المدرب هيلينو هيريرا بين 1958 و1960 ليصبح أبرز وأعظم نجوم هذه الحقبة دون شك، ولولا بعض التفاصيل الصغيرة لربما جاءت ذات الأذنين مبكرًا لبرشلونة.

كوبالا هو رمز النجاة، هرب كثيرًا من نار الحرب وحينما لعب في إيطاليا لفترة قصيرة مع تورينو تخلف عن الرحلة التي أودت بحياة اللاعبين وأنهت الجيل الذهبي للفريق الإيطالي وبعد سنوات من الصراع ترك بصمته في تاريخ كتالونيا وأصبح رمزًا لن يُنسى مهما مرت السنوات. 

إعلان