أحمد رضوان | تويتر
في 31 مايو 2019 حل الوداد ضيفاً ثقيلاً على الترجي في إياب نهائي النسخة الاستثنائية من دوري أبطال أفريقيا 2018-19، وذلك بعد أسبوع بالتمام والكمال من مباراة الذهاب التي كانت في الأراضي المغربية وانتهت بالتعادل إيجابياً بهدفٍ لمثله.
كانت هذه المناسبة الثالثة على التوالي التي يكون فيها نهائي الأميرة السمراء عربي بامتياز، ففي النسخة الماضية وصل للمباراة النهائية نادي الدم والذهب وواجه الأهلي المصري وفاز بالكأس على حسابه، أما في النسخة قبل الماضية فقد كان طرفي النهائي الشياطين الحمر ووداد الأمة الذي فاز هو الآخر بالكأس على حساب المارد الأحمر.
شهدت مباراة الترجي والوداد في إياب نهائي النسخة الاستثنائية من دوري أبطال أفريقيا أحداث تسبب فيها الحكم والفريقان بل وحتى الاتحاد الإفريقي وإدارتي الناديين، وبعد توقف استمر لقرابة الساعة أعلن باكاري جاساما القرار النهائي بإنهاء المباراة بالنتيجة التي كانت عليها، وهي انتصار فريق باب سويقة بهدفٍ نظيف كان له الفضل في حصوله على الكأس الرابعة له في تاريخه.
فماذا حدث في مباراة الترجي والوداد في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا؟ هذا ما سنتعرف عليه في الأسطر التالية.
أحداث مباراة الترجي والوداد
وصل الوداد إلى ملعب رادس لمواجهة الترجي وهو بحاجة للفوز بهدفٍ نظيفٍ على الأقل، فلقاء الذهاب الذي أقيم في الرباط انتهى بالتعادل إيجابياً بهدفٍ لمثله، وهي النتيجة التي تعطي لنادي الدم والذهب أفضلية قاعدة الهدف بهدفين خارج الأرض.
سيطر فريق باب سويقة على المباراة في شوطها الأول بالطول والعرض وضغطوا على ضيوفهم لتحقيق أسبقية تريح الجماهير، أما البنزرتي فقد اكتفى بالتراجع والتأمين والاعتماد على المرتدات في محاولة للحفاظ على نظافة شباكه وتسيير اللقاء حتى الشوط الثاني، لكنه فشل في ذلك وزار الترجي الشباك المغربية بأقدام البلايلي في الدقيقة 41.
بدأ الوداد الشوط الثاني بقوة وحاصر أصحاب الأرض ولاحت له أكثر من فرصة كاد أن يعادل بها النتيجة، لكنه لم يزر الشباك إلا في الدقيقة 59 عن طريق وليد الكرتي من رأسية، لكن الحكم باكاري جاساما ألغى الهدف بعد قرار من المساعد بوجود تسلل على لاعب وداد الأمة، وهو الأمر الذي أشعل ملعب رادس.
هرع أبناء البنزرتي إلى الحكم وطالبوه بالعودة لتقنية VAR التي أقرها الاتحاد الإفريقي في النهائي لكنه لم يستجب وأشار باستكمال اللعب، لكن الجهاز الفني للفريق المغربي استدعى لاعبيه وتدخل في الأمر، ورفض استكمال اللقاء حتى عودة الحكم للفيديو رافضين محاولات الضغط عليهم لاستكمال المباراة، وهنا كانت المفاجأة..
جاء الخبر من ملعب رادس بعد توقف المباراة لمدة 15 دقيقة أن تقنية الفار معطلة، وذلك بسبب تأخر وصول جزء هام في تشغيلها لأرضية الملعب، وهنا أسقط في يد الجميع وأصبح الوضع معلقاً ومعقداً، وتساءل الجميع عن مصير مباراة هي التتويج لموسم الكروي لأي فريق.
بدأت المشادات بين عناصر الوداد والترجي ثم فصل الحكم بينهما وأشار للاعبين بالعودة إلى أرضية الميدان، وبالفعل عاد أصحاب الأرض وواصل الضيوف رفضهم حتى تشغيل تقنية VAR، وهو ما أدى إلى تفاقم الوضع أكثر وأكثر فتدخل رئيس الاتحاد الإفريقي بنفسه ونزل إلى أرضية الميدان في محاولة لحل الأزمة.
ظل اللاعبون والحكم على أرضية الميدان فيما خرج رئيس الكاف واجتمع بمستشاريه ورئيسي الناديين للوصول إلى نتيجة، وبعد توقف اللقاء حوالي ساعة ونصف وصل الخبر إلى باكاري جاساما وأعلن انتهاء اللقاء دون استكمالها وتوج الترجي بلقب دوري أبطال أفريقيا الرابع في تاريخه والثاني على التوالي.
لماذا فاز الترجي على الوداد ولم يحدث العكس؟
للإجابة على هذا السؤال علينا العودة للكواليس التي تم كشفها خلال فترة توقف اللقاء وبعد انتهائه التي استمرت لساعة ونصف، كذلك الإطلاع على اللوائح المحددة لإلغاء المباريات في الاتحاد الإفريقي.
تحدث قائد الترجي خليل شمام مع مراسل قناة بي إن سبورت الناقل الحصري للمباراة عقب انتهاء المباراة قائلاً: "الحكم جمعني بقائد الوداد قبل بداية المباراة وأخبرنا أن تقنية الفار معطلة، وسألنا عن مدى قبولنا اللعب بدون الفيديو فوافقت"، وأضاف: "من الوارد أن القائد الآخر لم يفهم اللغة الفرنسية أو الإنجليزية وبالتالي لم يفهم ما قاله الحكم، وهذه ليست مشكلتنا".
صرح مراسل بي إن سبورت أيضاً أن الفريق المغربي يرفض استكمال المباراة رغم إصلاح العطل الفني الذي كان متواجد في تقنية VAR، وبعدها بدقائق معدودة جاء الخبر إلى الحكم بإنهاء المباراة على النتيجة التي كان عليها قبل التوقف، وبالتالي فاز نادي الدم والذهب وحصل على الكأس الرابعة في تاريخه.
لم يكن قرار انتهاء اللقاء بفوز الترجي صادراً من الحكم باكاري جاساما بل خرج من أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي، وبحسب الأخبار التي خرجت من ملعب رادس فإن فريق الوداد رفض استكمال المباراة بعد إصلاح عطل الفيديو لأن اللقاء دخل في اليوم التالي، وأن فريق باب سويقة طالب بإلغائها وإعلان فوزه واعتبار وداد الأمة منسحباً لتوقف اللقاء أكثر من 45 دقيقة وخروج لاعبوه من الملعب، وهو ما حدث بالفعل وأُعلن فوز أصحاب الأرض.
ماذا كان رد فعل الوداد؟
عبر الوداد عن استيائه حتى قبل اتخاذ هذا القرار بسبب إلغاء الحكم هدفه الذي أثبتت الإعادة أنه صحيح 100%، وذلك بالخروج من أرضية الملعب والتواجد على الخط، لكن عقب انتهاء المباراة بهذه الطريقة التي يراها البعض مهينة للكرة الإفريقية انسحبوا من الملعب تماماً.
بعد إعلان باكاري جاساما خبر انتهاء المباراة بانتصار الترجي، انسحب كل من ينتمي لوداد الأمة من الملعب تماماً ودخلوا إلى غرف الملابس، أما أبناء باب سويقة فبدأوا في الاحتفال بطريقة هستيرية بلقبهم التاريخي على جميع الأصعدة، فهو لقبهم الثاني على التوالي من دوري أبطال أفريقيا وطريقة حصولهم عليه لم ينساها أحد.
لم يكتف الوداد بالخروج من الملعب تعبيراً عن الاعتراض على هذا القرار بل ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث رفض الصعود إلى منصة التتويج والحصول على الميدالية الفضية، لكن هذا لم يعكر صفو احتفالات الترجي التي تواصلت حتى رفع لاعبوه الكأس.
قائد الوداد يرد على قائد الترجي:
صرح قائد الوداد عبد اللطيف نصير بعد العودة للمغرب بأن ما ذكره خليل شمام بأن باكاري جاساما أبلغهما بأن الفار معطل قبل المباراة غير صحيح، حيث قال: "الحكم لم يخبرني.. فوجئت بهذا التصريح".
وتابع لاعب وداد الأمة: "من شاهد الشوط الأول رأي أن لاعبي الترجي احتجوا على الحكم وطالبوه بالعودة للفار".
ما هو رد فعل الاتحاد الإفريقي على أحداث ملعب رادس؟
أصدر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بياناً بعد انتهاء المباراة بين الترجي والوداد، جاء فيه أن رئيس الكاف سيجتمع بأعضاء اللجنة التنفيدية يوم الثلاثاء القادم، وذلك لمناقشة ما حدث في المباراة ودراسته لتلافي حدوثه مرةً أخرى.
وجاء في البيان: "قرر أحمد أحمد دعوة اللجنة التنفيذية لاجتماعٍ طارئ في الرابع من يونيو القادم، سيتم خلاله مناقشة الحلول التنظيمية وما حدث في نهائي دوري أبطال أفريقيا الأخير".
