GasperiniGetty

أتالانتا .. من الدرجة الثانية إلى تهديد ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا

على غرار ليستر سيتي وقصة كفاحه الشهيرة في الدوري الإنجليزي منذ 2016 وحتى الآن، هناك قصة كفاح أخرى لا تقل عنها في إيطاليا يقودها أتالانتا.

الفريق جعل نفسه بين الكبار مع قائده جان بييرو جاسبريني، وأصبح من أكبر الأندية الإيطالية، ومواجهته أصبحت صداعًا في رأس جميع المنافسين.

أتالانتا يلعب الليلة ضد ريال مدريد في ذهاب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا، المواجهة التي ربما يظن البعض أنها سهلة، لكنها ليست كذلك.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

رحلة كفاح النادي الإيطالي تعطي جميع الشواهد الممكنة، نحو مواجهة في غاية الصعوبة على الفريق الإسباني، الذي قد يودع البطولة على يد جاسبريني ورفاقه.

الصعود من الدرجة الثانية

Stefano Colantuono, Udinese, Serie A, 20160203Getty Images

الفريق تلقى صدمة قوية في موسم 2009/2010، بعدما قام بتوديع الدوري الإيطالي ليهبط إلى الدرجة الثانية، ليصبح مهددًا بالانقراض والابتعاد عن الصورة.

أتالانتا احتل المركز الثامن عشر مع نهاية الموسم، بعدما حصد 35 نقطة فقط من 38 مباراة خلال البطولة.

أنطونيو كونتي مدرب إنتر الحالي كان هو المدير الفني لأتالانتا ببداية هذا الموسم المظلم، حيث قام بتدريب الفريق في 14 مباراة ورحل في يناير 2010.

النادي تعاقد وقتها مع بورتولو موتي في منتصف الموسم من أجل إنقاذ الموقف، لكن المصير ظل كما هو بمغادرة الدوري الإيطالي والذهاب إلى ظلمات الهبوط.

موتي غادر منصبه سريعًا ليأتي بدلًا منه ستيفانو كولانتونو الذي قاد الفريق نحو العودة للدرجة الأولى من جديد، بعد احتلال المركز الثاني بالدرجة الثانية بـ71 نقطة بفارق نقطتين عن سيينا.

أتالانتا بعد عودته مرة أخرى للأضواء، ظل فريقًا عاديًا بمنتصف الجدول، وأحيانًا ينافس على الهبوط، بلا طموح واضح لمقارعة الكبار.

متى حدثت الطفرة؟

GasperiniGetty Images

الفريق كان على حافة الهبوط من جديد في موسم 2014/2015، عندما احتل المركز السابع عشر بـ37 نقطة، بفارق 3 نقاط فقط عن كالياري الذي هبط بالفعل.

وبعد فترة من الاتجاه مرة أخرى نحو السقوط، جاء جان بييرو جاسبريني، كلمة السر في طفرة الفريق الإيطالي، الذي بدأ ثورته الحقيقية.

لم يتوقع أحد هذا النجاح المبهر الذي حققه صاحب الـ63 سنة، خاصة وأن تجاربه السابقة لا تساعد على ذلك، خاصة في إنتر الذي استمر فيه لمدة 5 مباريات فقط.

جاسبريني فاق التوقعات وجعل لأتالانتا شخصية وهوية، وطريقة هجومية غير معتادة في الملاعب الإيطالية.

المدرب المخضرم لم ينتظر طويلًا لترك بصمته مع الفريق، حيث احتل معه المركز الرابع بالدوري في موسم 2016/2017 بـ72 نقطة.

Atalantasocial

الموسم التالي لم يكن جيدًا بالنسبة لجاسبريني حيث جاء في المركز السابع، ولكنه احتل المرتبة الثالثة في موسم 2018/2019 ليثبت للجميع نجاح مشروعه.

أتالانتا تفوق وقتها على العديد من العمالقة وأبرزهم إنتر وميلان وروما، ليتأهل إلى دوري أبطال أوروبا في إنجاز تاريخي يحسب له.

موسم 2019/2020 كان الدليل الأكبر على أن ما يقوم به جاسبريني ليس مجرد صدفة، حيث احتل المركز الثالث مرة أخرى، بل كان منافسًا على الدوري.

الفريق حصل على 78 نقطة، بفارق 4 نقاط فقط عن إنتر و5 نقاط عن يوفنتوس صاحب البطولة والمهيمن على البطولات المحلية في إيطاليا.

صفقات ناجحة

JOSIP ILICIC Atalanta BergamoGetty Images

أتالانتا ليس النادي القادر على إنفاق الأموال الضخمة، لذلك السبيل الأفضل للنجاح هو التعاقد مع مواهب غير معروفة وقيادتها نحو الشهرة.

ماتيا كالدارا جاء إلى أتالانتا خلال فترة عمل جاسبريني وساعد الفريق لفترة بعد انتقاله على سبيل الإعارة قادمًا من يوفنتوس.

ماريو باساليتش القادم من تشيلسي، ديان كولوشيفسكي كذلك جاء معارًا من بارما قبل أن يشق طريقه هو الآخر إلى يوفنتوس ويصبح لاعبًا له الآن.

لويس مورييل القادم من إشبيلية في 2019 والذي شكل ثنائية هجومية مميزة بجوار دوفان زاباتا المهاجم الرئيسي للفريق، وكذلك النجم الهولندي المتألق مارتين دي رون.

تيموثي كاستانيي الظهير البلجيكي الذي انتقل إلى ليستر سيتي وجلب منه النادي 24 مليون يورو الصيف الماضي، والحارس بيرلويجي جوليني القادم من أستون فيلا في 2018.

ونأتي هنا للصفقة الأهم وهو السلوفيني يوسيب إيليتشيتش المنتقل لأتالانتا من فيورنتينا مقابل 5.75 مليون يورو فقط في يوليو 2017.

Atalantasocial

صاحب الـ33 سنة فاق التوقعات تمامًا مثل جاسبريني، حيث سجل 54 هدفًا وصنع 35 في 134 مباراة بقميص الفريق الإيطالي.

المهاجم المخضرم كان من أفضل اللاعبين في العالم الموسم الماضي، لكن الأزمة النفسية التي مر بها أعاقت تألقه بشكل كبير.

لا يجب أن ننسى أيضًا بابو جوميز، الذي لم يجلبه جاسبريني، حيث انتقل للفريق من ميتاليست الأوكراني في 2014 بـ4.47 مليون يورو.

اللاعب الذي دخل في صراعات مع مدربه قبل الرحيل إلى إشبيلية الصيف الماضي، كان من أهم العناصر في طفرة أتالانتا على مدار السنوات الماضية.

صاحب الـ33 سنة امتلك قدرة هائلة على صناعة الفرص وتسجيل الأهداف، حيث سجل 59 هدفًا وصنع 71 بقميص الفريق.

حلم الأبطال

PSG Atalanta 2020Getty

الفوز بالدوري الإيطالي ليس واردًا بالنسبة لأتالانتا هذا الموسم، حيث يحتل المركز الخامس بفارق 10 نقاط عن إنتر المتصدر.

رفاق جاسبريني قدموا طفرة لا يمكن إنكارها بالدوري، لكنهم لم يظهروا في أي مرة كمرشح أول للقب ربما بسبب الطريقة الهجومية التي لا تناسب طبيعة المسابقة، لذلك قد تتجه الأنظار نحو الحلم الأوروبي.

الحلم كان قريبًا في الموسم الماضي، عندما دخل النادي التاريخ بالتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وكان قريبًا من إقصاء باريس سان جيرمان.

اقرأ أيضًا ..  جاسبريني : لسنا الأقرب للتأهل ومن حسن حظنا أن زيدان لن يلعب غدًا

القدر حرم أتالانتا من هذا الإنجاز ليخرج الفريق في اللحظات الأخيرة بسيناريو دراماتيكي غريب، ولكن الفرصة لا تزال قائمة.

أتالانتا يلعب ضد ريال مدريد الليلة في ذهاب دور الـ16 من النسخة الحالية للأبطال، والفريق الإسباني ليس في أفضل حالاته، فهل يفعلها جاسبريني ورفاقه؟

إعلان