تحليل - محمود ضياء وكريم رزق
نجح المنتخب الفرنسي في التتويج باللقب الثاني في تاريخه بعد الفوز على كرواتيا بأربعة أهداف مقابل هدفين في المباراة النهائية التي أُقيمت على ملعب لوجينكي.
مباراة شهدت ألعاب تكتيكية من كلا المدربين منذ بداية المباراة نتعرف عليها في تحليل النهائي الحلم.
كرواتيا اختارت الحل الأصعب بمساعدة ديشامب
Gettyimagesرغم الإرهاق البدني من لعب وقت إضافي في ثلاث مناسبات خلال الأدوار الإقصائية إلا أن المنتخب الكرواتي اختار بداية المباراة بضغط عالي على دفاعات فرنسا في ثلث الملعب الأول.
تواجد خمسة وأحيانًا ستة لاعبين من كرواتيا في نصف ملعب فرنسا من أجل الضغط على عامل الكرة ومحاولة المباغتة للتقدم.
أسلوب ساعده عليه أسلب ديشامب الذي اتجه لنفس أسلوب مباريات أوروجواي وبلجيكا والأرجنتين بالبقاء في مناطقه واستدراج الخصم لإنهاكه بدنياً ثم الضرب بالهجمات المرتدة السريعة معتمدًا على تمريرات بوجبا وانطلاقات مبابي وجريزمان.
كرواتيا نجحت في تنفيذ الضغط بطريقة جيدة والتأمين في حال الهجمات المرتدة لفرنسا من أجل تفادي الخطر.
الأمور تغيرت في الفترة الأخيرة من الشوط الاول حيث تحول المنتخب الفرنسي للضغط المتقدم من اجل افتكاك الكرة والاعتماد على القدرات الهجومية الكبيرة ولكن المنتخب الكرواتي نجح في السيطرة على كثير من مفاتيح اللعب.
فرنسا وحل بديل معتاد
Gettyimagesفرض لاعبو المنتخب الكرواتي رقابة لصيقة على مفاتيح لعب منتخب فرنسا المتمثلة في الثالثي بوجبا وجريزمان ومبابي لمنعهم من الوصول لمناطق الخطورة.
أسلوب ظهر ناجحًا بشكل كبير طول أحداث الشوط الأول ولم ينجح مبابي في المرور إلا في مناسبة واحدة ولكن الدفاع الكرواتي نجح في تشتيتها.
المنتخب الفرنسي اتجه للحل البديل الذي أقصى به منتخب أوروجواي وبلجيكا عن طريق الضربات الثابتة.
مرة أولى تكفل ماندزوكيتش بتسجيلها في شباك فريقه وضربة ركنية أخرى اصطدمت بيد بيريسيتش ليحتسب الحكم ركلة جزاء تكفل جريزمان بتسجيلها.
فخ فرنسي معتاد بالضربات الثباتة تم تسجيل منه الهدف الأول ولم يتعلم الكروات من الدرس ليتلقوا الهدف الثاني ومن ضربة ثابتة أيضًا.
الجميع يهاجم من نفس الجانب
Gettyالجبهة الهجومية الأقوى لمنتخب كرواتيا كانت في اليسار عن طريق إيفان بيريسيتش وسترينيتش مع مساندة من راكيتيتش في كثير الاوقات.
جبهة ثلاثية واجهها المنتخب الفرنسي ببافار مع مساندة من بوجبا وأحيانًا مبابي، عودة الجناح الفرنسي كانت تعني قوة دفاعية لفرنسا امام الهجوم الكرواتي ولكنها لم تتكرر كثيرًا مما سبب معاناة لبافارد وبوجبا في كثير المواقف.
على الجانب الآخر تركز هجوم المنتخب الفرنسي على الجبهة اليمنى أيضًا اعتمادًا على انطلاقات مبابي وتكرر نفس الأمر بعكس الأدوار ولكن بيريسيتش دائمًا ما كان يعود للمساندة الدفاعية.
تأخر الضغط وعدم جاهزية كانتي
ثلاثي وسط فرنسا كانتي وبوجبا وماتويدي لم ينفذوا الضغط المطلوب على وسط ملعب كرواتيا في حال الهجمة المعتادة أو الكرة الثانية خلال الضربات الثابتة.
وجد لاعبو وسط كرواتيا الأمور سهلة في استلام وتسلم الكرة ولعب الكرات الطولية مما شكل خطورة على فرنسا خصوصًا في الشوط الأول.
غياب الضغط ظهر مجددا ولكن العقاب جاء هذه المرة من بيرسيتش الذي راوغ كانتي وسدد في شباك لوريس ليتعادل لكرواتيا قبل نهاية الشوط الأول.
كانتي صمام أمام فرنسا ظهر بعيدًا تمامًا عن مستواه ولم يقدم الدور الدفاعي المعتاد منه مع احتمال لتعرضه للإصابة ليتدخل ديشامب بعد 53 دقيقة تاركًا مكانه لنزونزي.
بعد نزول نزونزي تحسن مستوى خط وسط فرنسا مع التراجع البدني للاعبي كرواتيا والذي أدى لفيضان فرنسي في الشوط الثاني.
تراجع بدني متبادل وفرنسا نجحت بالتسديدات البعيدة
المنتخب الكرواتي ظهر صلبًا على أرض الميدان في الشوط الثاني في الحالة الهجومية ولكن دفاعه تأثر كثيرًا خصوصًا في الضغط على حامل الكرة من فرنسا.
تأخر ضغط لاعبو كرواتيا في الكرة الثانية أسفر عن هدف ثالث لبوجبا الذي سدد الكرة وعادت له دون ضغط مؤثر ليسجل الهدف الثالث.
إرهاق بدني وضح مجددًا بعد أن استلم مبابي الكرة بسهولة في وسط ملعب كرواتيا ليسدد من مسافة بعيدة مسجلًا الهدف الرابع لفرنسا.
كرواتيا بعد الهدف الرابع اندفعت بشكل أكبر نحو الهجوم تاركةً مساحات كبيرة في الدفاع والتي انطلق منها مبابي وجريزمان وبوجبا كثيرًا دون أن ينجح أيا منهم في التسجيل بسبب الإرهاق الذي أصابهم.
لعبة الأعصاب
بعد الهدف الرابع تدخل ديشامب ليحاول ضخ دماء جديدة في الميدان بدخول الثنائي توليسو ونبيل فقير في مكان ماتويدي وجيرو للسيطرة على وسط الملعب.
على الجانب الآخر، أقحم داليتش الثنائي كراماريتش وبياتسا في مكان ريبيتش وسترينيتش من أجل محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
المنتخب الفرنسي عاد لقواعده قبل هدف ماندزوكيتش والتغييرات مع اندفاع قوي من المنتخب الكرواتي دون أي خطورة تُذكر على مرمى هوجو لوريس الذي تعلم من خطأه الساذج في الهدف الثاني لينجح جيل فرنسا بقيادة ديشامب في الفوز باللقب الثاني لهم في تاريخ كأس العالم.