تحليل| ليفربول ومانشستر سيتي.. نقطة أفضل من صفر

---

---

في قمة مخيبة لآمال جميع المتابعين بما فيهم مشجعي الفريقين، تعادل ليفربول ومانشستر سيتي سلبياً في قمة الجولة الثامنة للبريميرليج.

للمرة الأولى أظهر المدربان يورجن كلوب وبيب جوارديولا رفضاً للخسارة أكبر من الرغبة في الفوز، فكان الأمان هو الأولوية الأولى، في ظل المطاردة الشرسة من تشيلسي، لتأتي النتيجة التي وضعت آرسنال وتوتنهام على بعد نقطتين بدورهما من صراع أصحاب العشرين نقطة.

---

شوط اللاشيء

---

Getty Images

مانشستر سيتي يتقدم بهدوء، لا يريد الخروج بكل صفوفه أو إيجاد فجوة كبرى في بنيانه كي لا يتعرض لغدر تحولات ليفربول السريعة، الذي بدوره لم يمارسها بالحرية المعتادة كسابق العهد بطبيعة الحال.

حل جو جوميز يميناً وعاد ديان لوفرين إلى قلب الدفاع، نقطة هامة ليتعامل الأول مع شرور جبهة سيتي اليسرى من جانب، وليقدم الثاني واحدة من أفضل مبارياته منذ قدومه إلى ليفربول، ظهرت قيمتها بقوة في الشوط الثاني.

أيضاً بدأ كلوب بثلاثية ميلنر هندرسون فينالدوم كونها تركيبته الأكثر اعتياداً ولا حاجة للاختراعات أمام أقوى خصوم الموسم، ولكن كنتيجة طبيعية جفت منابع ميلنر البدنية ليخرج ويحل نابي كيتا بدلاً منه في الدقيقة 29. صحيح أن الأمر كان له أثره الدفاعي بفقدان جيمس ولكنه لم يظهر بقوة في ظل التزام الريدز دفاعياً، ولكن نقل الكرة والاستحواذ قد تحسنا إلى حد، فمن سبعينات في المائة لسيتي في منتصف الشوط الأول، إلى 57% بنهاية الشوط.

النتيجة أن ليفربول لم ينجح في ضرب سيتي بالمرتدات لأن سيتي لم يترك الفرصة لذلك، وبالتالي لم ينجح سيتي في ضرب ليفربول بالاستحواذ نظراً للالتزام الكبير الذي لعب به رجال كلوب. شوط فقير للغاية أسفر عن 3 تسديدات للفريقين معاً.

---

عبقرية الباص

---

إن كنت ترى العنوان بديهياً للغاية ومعك كامل الحق، فإنه ليس الشيء البديهي الوحيد الذي استخلصناه من تلك الليلة، حيث لفت معلق المباراة النظر إلى نقطة جدلية في عالم الكرة بوجه عام، حين قال أن كلوب وجوارديولا أثبتا سهولة الدفاع وطريقة الباص بوجه عام، وأن أي مدرب قادر على فعل ذلك.

ليس هذا هو الشجار الأزلي بين المتعة والسيرك، والهجوم الذي يفوز بالمباريات والدفاع الذي يجلب البطولات، فمن البديهي أن الهجوم في مساحات ضيقة أصعب كثيراً من الهجوم في مساحات واسعة، وأن الدفاع في مساحات ضيقة أسهل بمراحل من الدفاع الأمامي وتغطية أفدنة الأرض من وراء ظهر خطك الخلفي.

هذا كل ما قاله وهذا كل ما نرغب في قوله أيضاً.. لأنه كل ما قاله مدربي الفريقين في تلك المباراة، فعوضاً عن مشاهدة احتفالية تهديفية مثل تلك التي شهدها أنفيلد ليلة 4-3 الشهيرة، هذا كل ما شاهدناه حين قرر الطرفان اللجوء للحل الأسهل والأقل في إظهار الأفكار التكتيكية.

---

رياض محرز

---

Getty Images

ربما يمر محمد صلاح بأوقات صعبة للغاية، ولكن إن كان هناك رجلاً لا ترغب السير في حذائه الآن فهو رياض محرز دون أدنى شك. اللاعب لا يزال باحثاً عن الاندماج في صفوف فريقه الجديد وإظهار قدراته المعروفة للجميع، وقد كانت فرصة مشاركته الأساسية في لقاء بهذا الحجم هي الأنسب إن حقق شيئاً.

بالفعل أتت الفرصة في ركلة الجزاء التي انتزعها ليروي ساني من فيرجيل فان دايك. ولكنه كان الرهان الأكثر خطورة من الناحية النفسية. حيثيات قرار إدخاله لتسديدها ليست واضحة على الإطلاق، فهي لم تكن نقطة تميزه أبداً، بل أن كلاوديو رانييري في منتصف موسم دوري ليستر التاريخي قد سحبها منه وأسندها لجيمي فاردي.

كانت لوحة آخر 5 ركلات جزاء سددها التي ظهرت إلى جواره لحظة التسديد تصرخ مخاطبة بيب "لا تفعل ذلك"! ولكنه فعل، وإهداره لـ3 ركلات من أصل آخر 5 تحول إلى 4 من 6 بشكل مزري للغاية في المدرجات.

لو نجح الرهان وسجل منها لصار بطلاً يحظى بكل الثقة النفسية التي يحتاج إليها، ولكن كل الرهانات تملك وجهها الآخر، وقدر زيادة المكاسب حال الربح تزداد الخسائر حال الإخفاق. وهذا بالضبط هو ما ابتعد عنه المدربان طوال المباراة ليقدما لنا هذا المنتج الممل إجمالاً.