messi dybala

تحليل - ديشامب يصل روسيا أخيرا وسامباولي ليس جوارديولا


تحليل - كريم رزق ومحمود ضياء


نجح المنتخب الفرنسي في حجز البطاقة الأولى للدور ربع النهائي من كأس العالم بعد الفوز على الأرجنتين بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.

مباراة كانت مثيرة في أغلب فتراتها بسبعة أهداف ومحاولات على المرمى وحاول سامباولي وديشامب فرض أسلوبهما ولكن بطريقةتهما الخاصة.

نستعرض معًا أبرز الملاحظات الفنية من اللقاء المثير.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

سامباولي ليس جوارديولا


Argentina France Francia World Cup  2018 30062018Kevin C. Cox/Getty Images
لعب سامباولي بأسوب لعب مختلف عن ما اعتاد عليه أو حتى التجارب الودية التي اعتمد فيها على خطط مختلفة.

استنسخ سامباولي طريقة لعب جوارديولا مع برشلونة في عام السداسية، 3/3/4 بدون مهاجم صريح، ميسي وبافون ودي ماريا في الخط الأمامي، ماسكيرانو  يلعب دور بوسكيتس وبانيجا مع بيريز كإنييستا وتشافي مع الضغط المتقدم على دفاعات فرنسا.

طريقة كان واضحًا منذ الدقيقة الأولى أنها لم تكن ناجحة، الدفاع المتقدم أمام سرعات مبابي وجريزمان والتمريرات الطولية من بوجبا أسفر عن ركلة جزاء مع الدقيقة الخامسة وتواصل الخطورة بنفس الطريقة.

رجل رائع - رجل مخيب | فرنسا × الأرجنتين

في الناحية الهجومية فبانيجا ليس تشافي وبيريز ليس إنييستا، كلاهما لا يمتلك القدرة على صناعة اللعب أو التحكم في نسق المباراة.

ميسي لم يجد حلًا إلا بالعودة لوسط الملعب من أجل استلام الكرة ومحاولة صناعة اللعب تاركًا عمق دفاع فرنسا دون معاناة مع غياب تحركات ثنائي الوسط للأمام.

اقتصرت حلول الأرجنتين على إبداع فردي من دي ماريا أو من ليونيل ميسي دون أن يكون مفيدًا في أي شيء بعيد عن لقطتي الهدفين. قدرات فردية من دي ماريا ثم توفيق في الهدف الثاني من ميركادو.


ديشامب يصل روسيا أخيرًا ولكن 


Didier Deschamps France Argentina World Cup 30062018Gettyimages
دخلت فرنسا المباراة بتشكيل مثالي، على الورق تبدو 4-2-3-1، تتحول في الحالة الدفاعية إلى 4-3-3 بتواجد ثلاثي دفاعي قوي للغاية (كانتي، بوجبا وماتويدي) وعودة جريزمان ومبابي على الأطراف لمساعدة الفريق.

هذه الخطة جعلت خط وسط فرنسا صلب ومتماسك للغاية ومنع كل الخطط الهجومية للأرجنتين بعزل ميسي الذي فشل في الشوط الأول في خلق أي فرصة أو تسديد أية تصويبة على المرمى، وقتلت كل الخطورة من الأطراف بثبات بافارد على الناحية اليمنى ولوكاس هيرنانديز على الناحية اليسري.

اعتمدت فرنسا على الضرب بالهجمات المرتدة وهو ما نجح سريعًا بركلة جزاء تحص عليها مبابي وسجلها جريزمان. واصل بعدها المنتخب الفرنسي وصوله لمرمى أرماني في أكثر من مناسبة ولكنه لم ينجح في التسجيل.

ديشامب لعب على نقاط ضعف واضحة في خط وسط ودفاع الأرجنتين اللذان يعيبهما البطء نتيجة التقدم في السن لماسكيرانو وبانيجا، لذلك كانت سرعات مبابي هي الحل في المرتدات مع انطلاقات جريزمان وتمريرات بوجبا وكانتي الطولية، الخطة الذي جاء منها خطورة فرنسا في النصف الأول من الشوط الأول، وتسبب في خطأين أحدهما جاء منه ضربة حرة سددها جريزمان في العارضة، والآخر جاء منه ضربة جزاء بانطلاقة مميزة من مبابي مستغلاً عيب الأرجنتين في البطء وسجل منها جريزمان الهدف الأول.

بعد البداية المثالية للديوك في الشوط الأول والتقدم في النتيجة بهدف نظيف، تراجع الفريق ولم يواصل هجومه مستغلاً ضعف الدفاع الأرجنتيني لقتل المباراة، عاد الفريق إلى وسط الملعب وعمد إلى الاستحواذ السلبي تاركاً المساحة في أي وقت لعودة رفاق ميسي، الأمر الذي حدث في وقت قاتل من مهارة فردية من آنخيل دي ماريا مستفيداً من لقطة انعدام نادرة من خط وسط فرنسا في الضغط على حامل الكرة بالتصويب من خارج منطقة جزاء وبطء ردة الفعل من هوجو لوريس، حارس المرمى الفرنسي، لتسجل الأرجنتين التعادل وتخرج بتعادل بطعم الفوز.


الحظ وقف مع سامباولي مرتين


Lionel Messi Argentina France Francia World Cup  2018 30062018Kevin C. Cox/Getty Images
رعونة لاعبو فرنسا وأسلوب ديشامب في الشوط الأول كانا سببين في عدم تقدم الديوك بأكثر من هدف لينجح دي ماريا بمهارة فردية خالصة وتأخر في الضغط من خط الوسط وتأخر رد فعل لوريس في تعديل النتيجة مع نهاية الشوط الأول.

نهاية مثالية للشوط الأول وبداية أكثر روعة بهدف ثاني عن طريق ميركادو كان لابد بعدها ان يستفيق منتخب الأرجنتين ويسيطر على المباراة ولكن ذلك لم يحدث.

واصل سامباولي لعبه بنفس الطريقة المعتادة بعشوائية واضحة في الخروج الكرة والوصول لمرمى فرنسا ليتولى دي ماريا وحده أمر الهجوم وهو ما كان له تأثير سلبي بالتأكيد.


استفزوهم فجاء العقاب


Kylian Mbappe France Argentina World Cup 2018 300618Getty
هدف الأرجنتين دخل شباك لوريس واستفز كل الإمكانيات الفرنسية للهجوم من أجل العودة والدفاع عن بطاقة التأهل لربع النهائي.

ديشامب منح الحرية للظهيرين للتقدم، لوكاس هيرنانديز انطلق في الناحية اليمنى مستغلاً بطء ميركادو ومرر عرضية قابلها الظهير الأيمن بافارد بتصويبة من خارج منطقة الجزاء مباشرة مسجلاً هدف التعادل في الدقيقة 57.

 انهارت الدفاعات الأرجنتينية تماماً متأثرة بضعف اللياقة والتراجع البدني أمام سرعة وصغر سن الفرنسيين في المرتدات ليأتي الهدف الثالث والرابع من رجل المباراة كيليان مبابي الذي عذب دفاعات أحفاد مارادونا بانطلاقاته الصاروخية ومهارته الفريدة في الاستلام تحت ضغط والتصويب مع ضعف الرقابة وسوء التمركز للدفاع وخط الوسط.

انشغال دي ماريا بالواجب الهجومي كان له تأثير في الارتداد الدفاعي وهو ما كان سببًا واصحًا في هدف بافارد الثاني وهدف مبابي الرابع.

أساء سامباولي التعامل مع لاعبيه ومع قدرات المنافس وكان العقاب قاسيًا برباعية كان من الممكن أن يكون أكثر قسوة.


ديبالا المذنب دائما


messi dybala
تغييرات سامباولي الغريبة تواصلت للمباراة الرابعة على التوالي، فبعد دخول فازيو مع بداية الشوط الثاني للوقوف أمام سرعات مبابي بعد حصول روخو على البطاقة الصفراء.

التغير الثاني جاء بعد الهدف الثالث بدخول أجويرو في مكان بيريز ثم ميزا في مكان بافون وكلاهما لم يضف أي شيء للهجوم الأرجنتيني باستثناء لقطة الهدف.

التأخر في النتيجة لا يعني زيادة عدد المهاجمين وعدم الرضا عن أسلوب الفريق لا تكون نتيجته الدفع بنفس الأسماء.

الأرجنتين افتقدت في المباراة لمهاجم بحجم أجويرو ولكنها كانت أكثر افتقادًا لم يستطيع صناعة اللعب أو صناعة الفارق وهنا كان لابد أن يأتي دور ديبالا.

ديبالا عانى كثيرًا في البطولة ولم يشارك لمصلحة أسماء مثل بافون وميزا وكان طبيغعياً ان تعاني الأرجنتين حتى مع الصعود للدور الثاني.


حذاري من المستقبل يا ديشامب


Frankreich Argentinien Griezmann WM 2018 30062018
بعد الهدف الرابع في الدقيقة 68 والدخول في الأمتار الأخيرة، فضل ديشامب إجراء تغييرين بخروج جريزمان وماتويدي وإشراك توليسو وفقير لتنشيط خط الوسط وضخ دماء جديدة في عروق فرنسا الشابة وامتصاص ثورة الأرجنتين المفترضة في ربع ساعة للعودة للمباراة.

إلا أن فرنسا عادت لإبطاء إيقاع المباراة مع عجز كامل من الأرجنتين في إيجاد حلول هجومية وغياب تام لنجم الفريق ليونيل ميسي الذي تسرب اليأس إليه فتعثرت رقصة التانجو في كأس العالم.

في الوقت بدل من الضائع تلفظ ميسي أخيراً بكرة تشبه سكرات الموت للأرجنتين مستفيداً من تراخي وسط فرنسا في الضغط بكرة عرضية جميلة سجل منها أجويرو هدف تقليص الفارق مستفيداً من سوء التمركز والرقابة الدفاعية.

أخطاء دفاع فرنسا في التمركز خلال الكرات العرضية سواء من ضربات ثابتة أو كرات متحركة ستكون عائقًا في المراحل المقبلة خصوصًا مع تميز عديد الفرق في لعب هذا الدور.

التراجع الدفاعي المبالغ فيه بعد التقدم أو بشكل عام قد يمنع فرنسا من حمل اللقب الغائب منذ 20 عامًا، ففريق يتواجد به كل هذه العناصر لابد أن يتحكم في نسق المباريات دائمًا.

إعلان