تغلب ريال مدريد الإسباني على مضيفه جيرونا بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد في الأسبوع الثاني لليجا.
تقدم جيرونا بهدف بورخا جارسيا في الدقيقة 16، بينما سجل للريال سيرجيو راموس من ركلة جزاء في الدقيقة 93، وكريم بنزيمة في الدقيقتين 52 (من ركلة جزاء) و80، وجاريث بيل في الدقيقة 59.
أبرز الملاحظات الفنية على المباراة
بحثاً عن ثوابت
الكل يعرف شكلاً مبدئياً لما يريد جولين لوبيتيجي بناءه في مدريد، ولكنه لم يستقر على شكل منتجه النهائي بعد. فإن كان هناك مبرر منطقي من الناحية البدنية لمنح لوكا مودريتش المزيد من الراحة، فإنه ليس من الواضح لماذا يستمر كيلور نافاس على حساب تيبو كورتوا.
مرة 4-3-3 ومرة 4-2-3-1 وهكذا، من الجيد أن يملك الفريق تنوعاً ومرونة في تغيير الشكل، ولكن من المهم أيضاً تثبيت ملامحه الأساسية، ومما أظهره الشوط الأول فمن الواضح أن المدرب لم ينتهي من تجاربه بعد.
أيضاً كثف ريال مدريد اعتماده على الجانب الأيسر طوال الشوط الأول، الأمر الذي جعل بنزيمة وإيسكو يميلان لهذا الجانب ومعهم أحد الجناحين بالتناوب ومن وراءهم مارسيلو، وهو ما تغير نسبياً في الشوط الثاني ليتم تنشيط الجانب الآخر بجواره.




القوة ضد الاهتزاز
في الشوط الأول أظهر جيرونا قوة في استعادة الكرة والتهديد بها بسرعة وسلاسة، أمام ضعف تنظيم ضغط الريال الأمامي من جانب، وسهولة المرور من الوسط إلى الدفاع من جانب آخر، استغلالاً لشوط أول متواضع من كاسيميرو.
الوضع انعكس في الشوط الثاني حين حصل كاسيميرو على تعليمات مفادها أن يلزم أدواره الدفاعية بشكل أكبر، موفراً المزيد من الحرية لكروس وإيسكو الذي كان سيئاً بدوره في الشوط الأول أيضاً.
في جميع الأحوال الطبيعية لا يملك جيرونا فرصة أمام ريال مدريد على الإطلاق بمثل هذا الهامش الضخم من التفوق الفردي، ولكنه يملك منظومة مستقرة إلى حد كبير ساعدته على تهديد بداية الميرينجي المهزوزة، ولكن مخزونه البدني والمهاري لم يكن كافياً لإكمال المهمة أمام فريق بهذا الحجم.
نحو الأهداف الخمسين
في فترات طويلة من الشوط الأول ظهر ريال مدريد يلعب على توسيع الرقعة قدر الإمكان تجهزاً لإطلاق عرضيات زين الدين زيدان المعتادة، وهو ما أدى بدوره لاتساع الفجوات بين الزملاء، الأمر الذي لم يكن مضراً من الناحية الدفاعية فقط بل أتى منافياً لفكر الاستحواذ والتمرير القصير.
أيضاً غيرت ركلات الجزاء شكل المباراة وحرمتنا من التعرف على عمل الملكي الهجومي في تلك الوضعية، فما فك شفرة جيرونا كان تعرض ماركو أسينسيو للضرب داخل المنطقة. ريال مدريد لم يصل لأفضل أحواله بعد، ولكنه ليس سيئاً على الإطلاق.
كان للفوارق الفردية دور كبير أيضاً في حسم مباراة الليلة، ولكن من المبكر إطلاق الأحكام القاطعة. ريال مدريد ينسلخ تدريجياً من عباءة زيدان إلى تلك الخاصة بلوبيتيجي، وهذا الأمر سيتطلب وقتاً وجهداً والمزيد من التأقلم. شراكة بيل وبنزيمة على وجه التحديد لا زالت بحاجة للمزيد من المباريات، فهو الرهان الرئيسي في سباق تعويض "أهداف رونالدو الخمسين".
