أساطير ملاعب الليجا (1): سيوتات دي فالنسيا.. كم هو عظيم أن تكون صغيراً!

يستعد ليفانتي للاحتفال بعيد تأسيسه رقم 110 كأقدم نادي في مدينة فالنسيا، وبتلك المناسبة قام بتجديدات في ملعبه "سيوتات دي فالنسيا" الذي احتضنه لقرابة نصف تاريخه.

يعد هذا الملعب مرآة أمينة لشخصية النادي ومشجعيه.. بالعديد من الرسائل المكتوبة على مدرجاته، أبرزها "كم هو عظيم أن تكون صغيراً" (Quégrandeesserpequeño)، و"على الخطوط الزرقاء والحمراء لقميصك التاريخي" (En las barrasazulgranas de tuclásico jersey).

الفسيفساء على كراسي المدرجات المجاورة لنفق اللاعبين ترسم "جارنوتا" - أي ضفدع بلهجة فالنسيا - الجارنوتا هو أحد رموز النادي لسبب غريب؛ ملعب النادي القديم قريب لنهر "توريا" الموجود بالمدينة، جعل الناس يطلقون على الفريق اسم "الضفادع"، بفضل كم الضفادع المهول الذي كان بإمكانك سماع صوته من داخل الملعب خلال المباريات.

فالنسيا يسقط مجددًا ويفشل في الفوز على ليفانتي في الديربي

Goal

أي حديث عن الحيوانات ومدينة فالنسيا لن يكون مكتملاً بدون ذكر الخفاش الذي يتوج شعار ليفانتي، كونه أحد العلامات المميزة للمدينة، وهو جزءاً رئيسياً من شعار الغريم الأبيض الذي يحمل لقب الخفافيش، ويقدر الغريمان هذا الحيوان الطائر الذي - وفقاً للأسطورة - أيقظ ملكاً نائماً في منتصف ليلةٍ لتحذيره من قدوم جيوش العدو مقلداً صوت الطبول.

هي قصة مثلها مثل كل الأساطير القديمة من هذا النوع، لا سبيل للتأكد من حقيقة حدوثها، لكن جماهير ليفانتي يؤمنون بها بشدة، إذ يمكنك سماع الطبول مع طيران ألوان النادي في الهواء مع كل ديربي ضد فالنسيا.

حتى لا تتكرر أزمة دي خيا - تطبيق ثوري في إسبانيا لحل أزمات سوق الانتقالات

ورغم تلك العداوة الواضحة في مواجهات الديربي بوجهٍ عام، إلا أن "ديربي توريا" يمثل متعةً لجماهير الخصمين برؤية فريقيهما يتقاتلان وسط تلك الأجواء الاحتفالية بروحٍ من الأخوة - (Gremanor) بلهجة فالنسيا -خالقين أجواءً كرويةً ترضي أحلام الجماهير.

هذا الموسم سيوتات دي فالنسيا سيعود من جديد واحداً من الملاعب التي تحصل فيها الجماهير على جرعاتٍ من الإثارة وكرة الليجا بشكلٍ قريبٍ وشخصي، فالمدرجات تبعد أمتاراً قليلةً عن الأرضية، الجماهير تبقى على مقربةٍ كبيرةٍ من أحداث المباراة، ومع تجديدات الصيف باتوا أكثر قرباً من مقاعد البدلاء، لينالوا منظوراً فريداً لأحداث المنطقة التكتيكية خلال الدقائق التسعين.

الفخر بأن تكون نادياً صغيراً هو السر المتحد مع تاريخ النادي، وهو ما يقوي الفخر بالروابط مع مدينة فالنسيا، تلك الروابط التي تجعل ليفانتي وقاعدته الجماهيرية مميزين للغاية؛ شعار "نحن لا نستسلم أبداً" (The Mai ensrendirem) المتواجد أعلى مدرجات سيوتات دي فالنسيا يمثل فلسفةً تفوح من كل جنبات الملعب، وهو ما يقدم الفريق دليلاً حياً عليه بشكلٍ مستمر، أن الفرق الصغيرة قادرة على تحقيق أشياء كبيرة.

رغم أن الأندية المتواضعة لا تضمن لك تسجيل الأهداف، إلا أنها تحشد الجماهير من حولها، فالأرقام تؤكد أن قرابة 50% من أصل حاملي التذاكر الموسمية (أكثر من 20 ألف) لم يفوتوا مباراة واحدة في الموسم الماضي، في مؤشرات جيدة لموسم مثير ينتظر ليفانتي، ولا مكان أفضل له ليعيشه سوى سيوتات دي فالنسيا.