"يقولون كرة القدم لا ينجح بها السيدات وأن الرجال لا يقبلون سلطة المرأة في اللعبة".
تلك الكلمات القوية قد تسمعها كثيراً بخصوص النساء في كرة القدم، وقد تسمعها حتى من شخصيات شهيرة في المجال كما حدث مؤخراً مع جوي بارتون، النجم الإنجليزي السابق، ولكن هذه المرة أتت من امرأة رائدة في اللعبة لدرجة أنها دربت فريقاً للرجال!
الحديث يدور عن الكرواتية تيهانا نيمشيتيتش الذي احتفى بها الاتحاد الرسمي للبلاد لكرة القدم مؤخراً بسبب دورها الكبير للنهوض باللعبة، ليس فقط بمجال السيدات ولكن الرجال.
بدأت علاقتها منذ الطفولة مع اللعبة، ولكن أدت علاقة غرامية مع شاب لدخولها رسمياً فريق بلدتها المحلية كريزفتشي بحسب حوار لها مع "Vecenrji List"، إذ كانت تتابع التدريبات بسبب صديقها، ولكن قررت أن تنافسه وتثبت أنها لاعبة أفضل منه للعبة، وانضمت بالفعل للفريق!
المباراة التالية
قررت تيهانا أن تحول حبها للعب لدراسة وعمل، فدرست الرياضة في جامعة زغرب وحصلت على دكتوراه في التحركات الرياضية والتحليل التكتيكي حيث تعمل بالتدريس الآن، ولعبت مع فريق جامعتها، الأمر الذي وصفته مع "جلوبال" بطبيعتها، إذ كانت تقضي يومها كله في كرة القدم.
لعبت تيهانا كرة القدم على المستوى الخماسي كذلك حيث تألقت واحترفت في إيطاليا ومثلت منتخب بلادها وأصبح من الرواد وألفت كتاباً عن تجربتها بعنوان "الجوكر"، ولكن تجربتها مع كرة القدم للرجال هي ما صنعت شهرتها.
في 2012 تولت تدريب فريق فيكتوريا بالدرجة الخاسمة، فريق بإمكانيات متواضعة ولكن بصفة رسمية وتحت مظلة الاتحاد الكرواتي، تجربة تتحدث عنها تيهاني مع "Vecenrji List" بحب كبير: "كان يحضر 7-8 لاعبين والبقية لا يتمكنون بسبب أشغالهم ونتدرب مرتين فقط في الأسبوع، اللاعبون يحترمونني وكوني أحمل شهادة جامعية في الأمر، التواجد في غرف الملابس؟ فقط قبل المباراة وبين الشوطين!".
حتى في عالم الموضة تواجدت الكرواتية بصفتها الرياضية، إذ شاركت في نهائيات ملكة جمال كرواتيا للرياضة وبلغت المراحل النهائية، مما فتح لها مجال الدعايا وعروض الأزياء، الأمر الذي ندمت عليه لاحقاً بحسب تصريحاتها: "الآن أصبح الإعلام يأتي لمتابعة التدريبات بشكل منتظم لمشاهدتي فقط، الأمر يضرني أكثر من كونه يفيدني".
تركز الآن تيهانا على مجال كرة الصالات الخماسي وتعمل مع منتخب بلادها للسيدات، كما أنها تساهم في تطوير اللعبة بإلقاء محاضرات وتنظيم ورشات عمل داخل وخارج كرواتيا بصفتها حاملة لدرجة الدكتوراه، وتفتخر بمشوارها الذي أثبت أن المرأة قادرة على اقتحام عالم كرة القدم، للرجال كان أو للسيدات، بالملاعب الخضراء أو الزرقاء!