Maurizio Sarri ChelseaGetty Images

عدالة السماء المنتظرة وكيف فقد ساري درع المصارع الروماني في ستامفورد بريدج؟


كريم رزق    فيسبوك      تويتر

غادر مرفوع الرأس أم غير مأسوفاً على رحيله؟ حالة انقسام شديدة تركها الإيطالي ماوريتسيو ساري حين أعلن تشيلسي رحيله اليوم بعد عام فقط على تعيينه مدرباً لأسود لندن ما بين مؤيد ومتعاطف أو معارض ومنتقد.

ساري قاد تشيلسي لتحقيق المركز الثالث في الدوري الإنجليزي والتأهل لدوري أبطال أوروبا، الهدف الرئيسي من موسم البلوز، وأضف على ذلك التتويج ببطولة الدوري الأوروبي على حساب الغريم اللندني، آرسنال، وحصوله على أول ألقاب مسيرته التدريبية.

إلا أن الكثير من علامات الاستفهام دارت حول قدرته على الاستمرار في بلاد الإنجليز والسيطرة على غرفة ملابس تشيلسي بما فيها من نجوم خارج نطاق الاحتواء ومزاجية عالية، ومدى فعالية فلسفة المدرب الإيطالي الهجومية أمام هوية النادي اللندني الأصيلة، وكيفية تعامله مع شباب الأكاديمية وردة الفعل حول اللعب في ظل منع التعاقدات خلال فترتي انتقالات.

نستعرض معاً أبرز محطات ساري مع تشيلسي في إيجاز لمعرفة كيف سار الموسم الوحيد للإيطالي في عاصمة الضباب


إيجابيات ولاية ساري اللندنية


Maurizio Sarri ChelseaGetty Images

التوب فور في البريميرليج

تحقيق المركز الثالث في البريميرليج، لعب 38 مباراة (فوز 21، تعادل 9، هزيمة 8)، سجل هجومه 63 هدفاً واستقبلت شباك فريقه 39 هدفاً، تعرض لهزيمة وحيدة على ستامفورد بريدج و7 هزائم خارج ملعبه.

العودة لأعرق البطولات الأوروبية

Chelsea Europa LeagueGetty Images

التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، في منافسة شرسة استمرت حتى الأسابيع الأخيرة مع توتنهام، أرسنال ومانشستر يونايتد على حجز مقعد في الموسم المقبل لأعرق بطولات القارة العجوز، ساعد ساري في الفوز بالمقعد الأوروبي تخاذل وسوء نتائج المنافسين أكثر من استحقاق البلوز لهذا المقعد بنتائج جيدة وأداء مقنع، هدية استغل فيها الإيطالي تعثر منافسيه بأنفسهم في الأمتار الأخيرة.

-جني 50 مليون يورو من التأهل للشامبيونز.

لا يخفى على الجميع الامتيازات المادية التي يستمتع بها الفريق الذي يتأهل لدوري أبطال أوروبا في الحصول على 50 مليون يورو يتم ضخها في ميزانية النادي تساعده على سد عجز المصروفات والدخول في عمليات التدوير المالية للبحث عن لاعبين ذوي جودة أعلى يحتاجهم الفريق في سوق الانتقالات، بالإضافة للامتياز الفني الذي يجذب اللاعبين بالانتقال إلى نادٍ سيشارك في دوري الأبطال بشكل عام.

(ملحوظة: تشيلسي ممنوع من التعاقد لفترتي انتقالات بأمر من الفيفا، ولكن قد يجد النادي اللندني مخرجاً قانونياً يسمح له بتجميد تلك العقوبة وإجراء التعاقدات)

التتويج بلقب الدوري الأوروبي

إنهاء الموسم بصفر بطولات هو فشل بالنسبة لتشيلسي ومالكه الروسي الذي يحاسب مدربيه حساب الملكين أولاً بأول، ولذا بعد استحالة منافسة مانشستر سيتي وليفربول على لقب البريميرليج، وجه ساري أنظاره نحو بطولتي إنجلترا المتبقيين، كأس الاتحاد وكأس الرابطة المحترفة، وبطولة الدوري الأوروبي غير معروفة المعالم والمتسمة بالغموض.

خسر نهائي كأس الرابطة المحترفة بضربات الترجيح أمام مانشستر سيتي ولكن قدم البلوز مستويات مغايرة لهزيمة الستة الكارثية وأقنع الجميع بوجه مختلف للفريق اللندني يستطيع منافسة الفريق الأفضل في إنجلترا، إلا أن الخروج المخيب من كأس الاتحاد في دور ال16 أمام مانشستر يونايتد من قلب ستامفورد بريدج أعاد علامات الاستفهام من جديد حول قدرة الإيطالي على التتويج بآخر البطولات التي ينافس فيها تشيلسي..اليوروبا ليج.

قرعة الدوري الأوروبي ومشوار البلوز يحكي لك أن كل شيء بالفعل "قسمة ونصيب"، دور مجموعات سهل العبور في مجموعة ضمت باوك وفيدي وباتي بوريسوف، ودور 16 أول  أسهل ما يمكن مالمو السويدي، ثم دور 16 ثان سهل نسبياً أمام دينامو كييف، والقرعة الأسهل في ربع النهائي أمام سلافيا براج التشيكي، وحين زادت الصعوبة قليلاً أمام آينتراخت فرانكفورت الألماني، عانى تشيلسي الأمرين في العبور بضربات ترجيح تألق خلالها كيبا ليقود البلوز لنهائي منتظر أمام الغريم اللندني اللدود آرسنال في باكو.

كان تشيلسي حسم صعوده إلى دوري الأبطال من بوابة البريميرليج، في حين يعد التتويج بكأس الدوري الأوروبي هو الطريق الوحيدة أمام آرسنال للصعود لدوري الأبطال، بالإضافة الرغبة في إنهاء غياب طويل عن البطولات الأوروبية لآرسنال منذ 1994 حين حصل على لقب كأس الكؤوس الأوروبية، بجانب امتلاكه لثنائي هجومي ناري يتكون من بيير إيمريك أوباميانج وأليسكاندر لاكازيت ومعاونة عازف الليل مسعود أوزيل، وأخيراً خبرة وتخصص المدرب الأسباني أوناي إيمري في بطولة الدوري الأوروبي التي سبق لها الحصول عليها 3 مرات مع إشبيلية، كل الطرق تؤدي إلى كأس اليوروبا ليج في ملعب الإمارات.

4-1 لصالح تشيلسي والبلوز يحصدون لقب الدوري الأوروبي ويمنحون ساري لقبه الأول، مباراة متوسطة في شوطها الأول طبقاً للأسباب السابقة، كانت كفة آرسنال هي الأرجح، وطوفان أزرق في الشوط الثاني أتى على الأخضر واليابس في باكو منح الأفضلية في النتيجة والأداء عن إقناع لرجال ساري ليختتم الموسم على أفضل ما يكون بلقطة شاعرية طفولية جميلة حين نظر لميداليته على منصط التتويج متأملاً بلسان حال "كم أنتي جميلة، وكم انتظرتك سنوات طويلة، لا تعلمين كيف صبرت لأحقق لقبي الأول، الآن انتصرت فلسفتي وسحقاً للجميع".

ساريبول

تقديم وجه مغاير لمواريث تشيلسي في اللعب بطرق متحفظة أقرب للدفاع بالاعتماد على "Sarriball" الذي يعكس الكرة الجميلة يرغب المتابعون في مشاهدتها من سرعة للإيقاع والاستحواذ على الكرة والضغط العالي المتواصل.

حديقة إيدين

Eden Hazard Chelsea 2019Getty Images

مع قدوم ساري، حظى إيدين هازارد أخيراً بمدرب يملك فكراً هجومياً، جعله يتحرر من الواجبات الدفاعية، وسمح له بالحركة في كل أرجاء الملعب، فكانت النتيجة أفضل مواسم هازارد مع البلوز، يملك القدرة على المراوغة بمهارته وسرعته، وبإمكانه صناعة الأهداف وخلق الفرص بتواجده بين خطوط المنافس في أماكن الخطورة، ومصدر تهديفي متجدد بحسم وفعالية مبدعة.

هازارد ساهم في 38 هدفاً مع تشيلسي خلال 52 مباراة في كل البطولات بالموسم الحالي (سجل 21 هدفاً وصنع 17 هدفاً) أفضل معدل تهديفي لقائد منتخب بلجيكا مع البلوز خلال سنواته السبعة لتعود حديقة إيدين، كما يطلق عليها عشاق البلوز، افتتاح أبوابها من جديد وتمهد لرحيله إلى سانتياجو برنابيو وتحقيق حلم طفولة هازارد بعد موسم استثنائي ساهمت فلسفة ساري في توهجه.


سلبيات الحالم الإيطالي


Sarri storm out of training Chelsea 2019Getty

العند التكتيكي

منذ قدوم ساري إلى إنجلترا، الجميع يعلم أن خطة 4-3-3 هي المفضلة للمدرب الإيطالي وأن أسلوبه يعتمد على الضغط العالي والاستحواذ والتمرير العرضي الكثير وحرمان الخصم من الكرة، إلا أن أي مدرب عليه أن يتحلى بالمرونة التكتيكية في:
 
1-بعض فترات الموسم التي تقل فيها اللياقة البدنية بحكم ضغط المباريات والتنافسية الشديدة في بلاد تدور فيها رحايا البطولات طوال الموسم بدون توقف 

2-طريقة الخصوم التي تقتضي في بعض الأحيان تغيير الخطة أو طريقة اللعب، حيث لا يمكن انتهاج خطة وحيدة وأسلوب واحد أمام كل المنافسين في كل البطولات.

3-متلازمة كانتي -جورجينيو

Jorginho N'Golo Kante Chelsea 2018-19Getty Images

ماذا تفعل حين تمتلك سلاحاً يعطيك الأفضلية في الفوز على خصومك دوماً حين تلعب مع أصحابك ألعاب الفيديو؟ ستواصل اللعب به بدون شك دون تغيير، من يرغب في محاولة الفسلفة وخسارة أفضل أدواته!

نعم، ساري العنيد من يرغب بخسارة أفضل محور دفاعي في العالم نجولو كانتي واللعب بابنه البار جورجينيو الذي جلبه خصيصاً من نابولي لتفعيل "ساريبول" باللعب في قاعدة منتصف الملعب عقلاً مدبراً لخطته وطريقته بالاستحواذ الطويل والاحتفاظ الدائم بالكرة بما يملك من قدارت استثنائية في استلام وتمرير الكرة، ولكن في المقابل وجدنا كانتي الخجول في طرف وسط الملعب يظهر في الثلث الدفاعي للمنافسين لتقديم واجب الزيادة الهجومية في تطوير مفتعل لقدرات لاعب الوسط الفرنسي، صحيح

* "ماذا سنفعل حين نفقد الكرة ويصبح الفريق في وضعية دفاعية؟" 
- "لا سأقوم بتطوير كانتي"
* "كانتي الستار الدفاعي الأول في المنظومة بأكملها، بالإضافة لضعف قدرة جورجينيو على قطع الكرات أو الضغط أو التغطية!".
- "كانتي يملك مساحة كبيرة للتطور وبالفعل نراه الآن يصنع ويسجل الأهداف"
* " ألا تشاهد هشاشة فريقك الدفاعية في كل المباريات التي تفقد فيها الكرة وتضطر للقيام بدور ردة الفعل".
- "هذه فلسفتي وأنا مؤمن بها، كانتي يتطور وجورجينيو يقدم أدواراً عظيمة".

لا تندمج كثيراً، هذه مناقشة تخيلية كنت أتمنى إجرائها مع ساري طوال الموسم، وأؤكد لك أن إجاباته لم تكن لتخرج عن تلك العبارات التي يثبتها ما حدث طوال ولاية ساري في لندن.

تردده في الاعتماد على لاعبي الأكاديمية

منذ ولايته في نابولي، شاهد الجميع ساري يعتمد على 11 لاعب أساسي بالإضافة إلى لاعين أو ثلاثة على أقصى تقدير دون منح الفرص للمزيد من العناصر سواء كانت شابة أو من ذوي خبرة فقط لأن تلك المجموعة ملائمة للخطة والأسلوب، وتكرر الحال مع تشيلسي، شاهدنا فريقاً من 11 لاعب في بداية الموسم وتغييرات محفوظة بتواجد لاعبين أو ثلاثة في كل المباريات، دون النظر لأبرز لاعبي الأكاديمية من الشباب أمثال أندرياس كريستنسين وروبين لوفتس وتشييك وهودسون أودوي حتى مع ضعف مردود الأساسيين وبدلائهم، الأمر الذي ترك هؤلاء اللاعبين في حالة إحباط دفعتهم للتفكير في مغادرة ستامفورد بريدج وتكرار معاناة ومآسي عديدة لشباب بزغ نجمهم خارج النادي اللندني بعد غياب فرصة اللعب بشكل منتظم، أودوي نفسه قدم طلباً في فترة الانتقالات الشتوية الماضية للرحيل عن البلوز مع اهتمام ألماني من بايرن ميونيخ بالتعاقد مع الشاب الإنجليزي الموهوب ذو ال18 عاماً مقابل 35 مليون جنيه استرليني.

أزمة أريزابالاجا

من المحطات التي يمكن التغافل عنها في ولاية ساري مع تشيلسي هي أزمته الكارثية مع حارس المرمى كيبا أريزابالاجا في نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية أمام مانشستر سيتي، حين رفض الأسباني الانصياع لأوامر مدربه بالخروج بديلاً لصالح ويلي كابييرو قبل لحظات من ضربات الترجيح في مشهد مسيء للغاية لساري نفسه الذي استشاط غضبه وفقد القدرة على احتواء ذلك الموقف وسمح بإكمال كيبا للقاء وأريزابالاجا أيضاً الذي أظهر سلوكاً طفولياً غير احترافياً بالمرة وللفريق بأكمله بوضعه في موقف محرج في الأوساط العالمية ومحط سخرية واستهزاء للجميع، تلك الأزمة تعكس فقدان التواصل مع غرفة الملابس وعدم اقتناع اللاعبين بشخصية المدرب ووجود فجوة إدارية كبيرة وانعدام للثقة متبادل في تعامل ساري مع رجاله.

عدم اهتمامه بواجبات وسائل الإعلام

إذا كنت مدرباً في البريميرليج، خصوصاً لأحد الفرق الأربعة الكبيرة، يجب عليك الاهتمام بالتعامل مع الإعلام الإنجليزي الذي يضعك دوماً تحت المجهر وجاهز بشكل مستمر لرفعك للسماء السابعة في الانتصارات وسحقك إلى الدرك الأسفل من الجحيم في الإخفاقات، ساري لا يجيد سوى التحضير للمباريات والحصص التدريبية والمحاضرات الفنية، ولا يكترث البتة بالإعلام أو الصحفيين أو الكاميرات، تواجد عادي في المؤتمرات بتصريحات متكررة لا تعكس كاريزما أو كلمات ذات صدى رنان تتناولها الصحافة وتتغنى بها، لذا لا تنتظر جديداً من كلماته المملة أو شخصيته الباردة الهادئة وهذا يجعلك مادة ضعيفة الإقبال في المملكة التي لا يغيب عنها الصخب الإعلامي.

ألم تشاهد ملحمة The Gladiator يا ساري؟

gladiator

ملحمة "The Gladiator" السينيمائية التي جسد فيها راسل كرو دوراً أسطورياً لن ينساه الجميع لقائد الجيوش الرومانية الذي دارت عليه الدوائر وأصبح عبداً يقاتل في حلبات مصارعة روما القديمة لأجل الحياة أمام القيصر، يبدو أن ساري غير مهتم أيضاً بمشاهدة السينما التي تحكي روايات تاريخ بلاده حتى من الناحية الخيالية، في ذلك الفيلم يقوم مالك العبيد "بروكسيمو" بتقديم نصيحة إلى ماكسيموس "راسل كرو" راسخة في أذهاني إلى الآن، أخبره "لم أكن الأفضل لأنني كنت أقتل أسرع، كنت الأفضل لأن الجمهور أحبني، فز بالجمهور، ستربح حريتك" ليرد ماكسيموس في جملة رائعة بهذا الحوار "سأفوز بالجمهور، سأمنحهم شيئاً لم يشاهدوه من قبل".

ساري أراد منح جمهور تشيلسي الكرة الهجومية التي لم يشاهدوها من قبل، ولكنه فشل في تقديمها بالسقوط في فخ السلبية التي تحولت إلى مسلسل ممل، دوائر مفرغة من الاستحواذ على الكرة دون فعالية هجومية مع هشاشة دفاعية سمحت للخصوم بالتجرؤ على البلوز داخل وخارج ستامفورد بريدج، فترة صعبة دخلها البلوز لم يفز سوى بسبع مباريات من أصل 14 خلال الدوري، عانى فيها هزيمة برباعية نظيفة أمام بورنموث لتكون الهزيمة الأثقل في البريميرليج منذ 1996 ثم الفضيحة والعار أمام مانشستر سيتي 6-0 لتكون الهزيمة الأثقل في البطولة منذ 1991.

انقسام الجمهور حول ساري بدا واضحاً الآن، الجميع يريد رأس الإيطالي وتتعالى المطالبات برحيله لتأتي مباراة مانشستر يونايتد في كأس الاتحاد الإنجليزي بدور الستة عشر ويخسر تشيلسي بثنائية نظيفة ويغني الجمهور في صوت غاضب أجمع "تباً لساريبول".

خسر جمهور تشيلسي فنياً، وفقده معنوياً منذ أيامه الأولى، لا يذهب لتحية الجمهور، لا يشيد بهم بالنحو المطلوب، لم يكن رومانسياً حتى على سبيل الاصطناع لتجد حماية جماهيرية وقت الأزمات وبانرات باسمك وهتاف مخصص لك مثل جوزيه مورينيو وأنطونيو كونتي، أهمل عواطف المحبين، وستجد الجفاء والقسوة بالمقابل، خسر الجمهور فأصبح مصارعاً رومانياً في حرب ضد الجميع وأولهم أصحاب الدار، ومن يحارب الجميع، يخسر.

على العكس ما حدث معه في الجنوب الإيطالي، قبل الانتقال لتدريب يوفنتوس، كان ساري معشوقاً لجماهير نابولي، نتيجة حبه اللا مشروط وعطائه الكبير للنادي وشغفه الدائم في الفوز وحزنه الكبير في الهزائم وتحويله الفريق لمنافس قوي أمام يوفنتوس الرهيب.

الانقلاب على العقل المدبر لساري

إذا كنت تريد إيذاء أحد، عليك بمهاجمة أقرب المقربين له، ولن تجد أقرب من جورجينيو إلى ساري، الذي جلبه خصيصاً من نابولي معه إلى عاصمة الضباب لتطبيق فلسفته التي كانت محل شك تحول إلى غضب كبير في أوساط تشيلسي الجماهيرية جعل بعض الأنصار يهاجمون ويطلقون الصافرات على متوسط الميدان الإيطالي نتيجة سلبيته وعدم قدرته على القيام بالواجبات الدفاعية أو خلق الفرص وتسجيل الأهداف والاكتفاء فقط بتدوير الكرة، انقلاب قد يدفع ذو الأصول البرازيلية ثمنه الموسم المقبل بعد رحيل ساري والعودة المتوقعة لكانتي إلى موقعه الأساسي مع المدرب الجديد.


ملابسات لا يجب الإغفال عنها


Sarri Chelsea press conferenceGetty Images

-ضعف التحضير للموسم الجديد بعد تعاقد تشيلسي مع ساري في الصيف الماضي قبل فترة قصيرة من بداية الموسم ما جعل الفريق لا يستعد بالشكل الكافي لفهم أفكار المدرب الإيطالي والوقوف على على احتياجات النادي ونواقصه والمطلوب تدعيمه.

-الموسم الأول في الدوري الإنجليزي والتجربة الأولى خارج إيطاليا في بلاد لها ثقافة متنوعة وتشجيع مغاير وضغط إعلامي أكبر.

-الأفكار الفنية الجديدة دوماً ما تحتاج الوقت الكافي لتطبيقها والأدوات اللازمة لتنفيذها وهو ما لم يتوفر بالتأكيد.


ماذا بعد؟


Frank Lampard Maurizio SarriGetty/Goal

مستقبل مجهول أمام تشيلسي في ظل رحيل هازارد، نجمه الأول، إلى ريال مدريد، ومغادرة ساري لتدريب يوفنتوس بعد أن قطع الحنين أوصاله إلى إيطاليا والبقاء بقرب والديه العجوزين في أرذل عمرهما، وخضوع النادي اللندني لعقوبة المنع من التعاقدات حتى الآن لتعويض رحيل المغادرين والمنافسة على الموسم الجديد.

ولكن، كما تعودنا على تشيلسي، بما يملك من خلطة سحرية امتزجت بهوية النادي اللندني وملعب ستامفورد بريدج على العودة من جديد بعد رحيل أي مدرب، ومغادرة أي نجم وأزمات متعددة تهز أركان النادي، بلا شك سيعود من جديد.

بارقة الأمل بعيدة في آخر النفق، يحملها أسطورة تشيلسي وهدافه التاريخي فرانك لامبارد الذي قد يكون منقذه في تلك الأزمة، بالإضافة لتواجد أودوي ولوفتوس تشييك والعديد من اللاعبين الشباب الذين لطالما انتظروا فرصة إثبات أنفسهم وجدارتهم بارتداء قميص البلوز والمنافسة على تحقيق أحلامهم في المستويات العليا من كرة القدم في إنجلترا، هو مجرد أمل، يحوطه الشك بسبب المستقبل الغامض وقلة خبرة لامبارد التدريبية حال قدومه إلى ستامفورد بريدج بعدما قاد ديربي كاونتي إلى نهائي التشامبيونشيب وخسارته أمام أستون فيلا.

إعلان