Eden Hazard Chelsea UEL Final 05292019GettyImages

سنوات النضج وحلم الطفولة - رحلة هازارد من أمير ستامفورد بريدج إلى جنة أحلام ريال مدريد


كريم رزق    فيسبوك      تويتر

لا تكن جاحداً حين الخلافات فتنسى كل المعروف والخير مع أحد، ولا تدع العواطف تؤثر على أحكامك أو توجه انفعالاتك، تحل بالهدوء، اترك الماضي خلف ظهرك، لكن صدقني، إن لم تتعلم من الماضي، ستعض أناملك من الندم في المستقبل القريب.

أغلق ريال مدريد مساء أمس السبت، صفقة من العيار الثقيل طالما انتظرها جمهور الملكي وأعاد بها فلورنتينيو بيريز ذكريات صفقات جيل الجالاكتيكوس القديم والحديث، لاعب من الطراز الفريد، النجم البلجيكي إيدين هازارد، قادماً من تشيلسي، انتقال متوقع وهاديء وبرغبة ورضا كل الأطراف ومباركة جمهور الناديين في أجواء أشبه بنسمات الربيع العليلة وألوانه المنعشة.

Eden Hazard

دعني أخبرك أمراً، لا يوجد عاقل بإمكانه التشكيك في موهبة هازارد ومدى مساهمته في تحقيق تشيلسي للألقاب خلال فترته مع أسود لندن، وكيفية تطور النجم البلجيكي على الصعيدين الشخصي والكروي للدرجة التي جعلته أقرب ما يكون للفضائيين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، بل أرى أبعد من ذلك أن هازارد بالنسبة لريال مدريد هو القطعة الأهم التي كان يبحث عنها ثانوس في سلسلة الأفلام الشهيرة Avengers للسيطرة على العالم.

بزوغ النجم

بنظرة سريعة على تاريخ هازارد، انتقل البلجيكي في عمر الحادية والعشرين من ليل الفرنسي إلى تشيلسي مقابل 35 مليون يورو في صيف 2012.

 تم تصعيد هازارد من أكاديمية شباب ليل إلى فريق تحت 19 عاماً في يوليو 2007، موهبته اللافتة جعلته يواصل سلم الارتقاء سريعاً إلى الفريق الأول في صيف 2008 ليكمل مع النادي أربعة أعوام، اشتد عوده بهدوء ونضج الفرخ الصغير وبدأ الجميع يتداول اسمه حين ساهم في تتويج ليل بالثنائية المحلية والجمع بين الدوري وكأس فرنسا في موسم 2010/2011، شارك في 54 مباراة خلال جميع البطولات بذلك الموسم أحرز 12 هدفاً وصنع 14 هدفاً.

Eden Hazard LilleGetty Images

شارك هازارد في 194 مباراة بكل البطولات المختلفة مع ليل في سنواته الأربعة وسجل 50 هدفاً، وقدم 53 تمريرة حاسمة، حصل على جائزة أفضل لاعب شاب في الدوري الفرنسي مرتين 2008-2009 و2009-2010، توهج ملحوظ في موسم الثنائية جعله يحصد جائزة لاعب العام في 2010-2011، الجائزة التي حصدها أيضاً في الموسم التالي 2011-2012.

الأسد الأزرق

تشيلسي كان يبحث دوماً في حقبة مالكه الروسي رومان أبراموفيتش عن المواهب، مواهب أُهدر الكثير منها بسبب تخمة الفريق الأول وعدم تواجد الفرصة الكافية للشباب، ولكن هذا الشاب البلجيكي لا خوف عليه من شبح دكة البدلاء أو غول الإعارات الزرقاء في النادي اللندني، لأنه ببساطة كان استنثائياً.

Eden Hazard Chelsea 2012

"أنا هازارد، حلمي أن أكون الأفضل بالعالم، ان أتوج بكل البطولات مع تشيلسي" لسان حال الشاب البلجيكي حين وطأت قدماه أرضية ستامفورد بريدج في غرب لندن، لن يجد صعوبة بهذه الموهبة وهذه العقلية في فرض نفسه أساسياً على تشكيلة أي مدرب وستجعله موهبته معشوقاً للجماهير الزرقاء التي طالما انتظرت ساحراً في مهارة وإبداع أسطورتها الخالدة، الإيطالي جيانفرانكو زولا.

ملخص سنوات هازارد السبعة مع تشيلسي كانت:

1-العمل مع ستة مدربين مختلفين، الإيطالي روبيرتو دي ماتيو، الإسباني رافائيل بينتيز، البرتغالي جوزيه مورينيو، الهولندي جوس هيدنيك، الإيطالي أنطونيو كونتي وأخيراً مواطنه ماوريسيو ساري، نعم 6 مدارس مختلفة في التدريب بعقليات فنية متغيرة حال النادي اللندني ومالكه الروسي الذي لا يرحم المدربين ويحاسبهم حساب الملكين ولا يعز عليه عزيزاً في غياب البطولات أو سوء النتائج أو المشاكل مع الإدارة نفسها واللاعبين، حقيقة واحدة اتفقت فيها جميع تلك المدراس التدريبية المختلفة، هي الاعتماد على النجم البلجيكي في خططها أياً ما كانت، لا يمكن الاستغناء عنه في الملعب إذا أردت الفوز.

2-مساهمات هازارد التهديفية، شارك في 352 مباراة بكل البطولات المختلفة، سجل 110 هدفاً ليترك البلوز الهداف التاسع تاريخياً، قدم 81 تمريرة حاسمة.

*فقط 4 لاعبين من تشيلسي ساهموا في +30 هدفاً خلال موسم واحد من البريميرليج، جيمي فلويد هاسيلباينك، فرانك لامبارد مرتين وديديه دروجبا وبالطبع إيدين هازارد (31 هدفاً، سجل 16 وصنع 15 بالموسم الماضي).

*في البريميرليج منذ 2012/2013، سجل هازارد 85 هدفاً ليصبح الهداف الثالث تاريخياً للبلوز في المسابقة بعد دروجبا  104 هدفاُ ولامبارد 147 هدفاً، فيما صنع 54 هدفاً ، هو أيضاً ثالث أكثر من ساهم تاريخياً في أهداف مع البلوز في الدوري الإنجليزي الممتاز (139 هدفاً) بعد دروجبا (159 هدفاً) ولامبارد (237 هدفاً)، وكان الأكثر في خلق الفرص لزملائه ب595 فرصة أكثر من جميع صناع الألعاب في تلك الفترة، كما كان الأكثر نجاحاً في إكمال المراوغات 909 مراوغة في البطولة من أي لاعب آخر.

*هازارد أصبح اللاعب الخامس الذي ينتقل بشكل مباشر من قلعة ستامفورد بريدج إلى جنة أحلام سانتياجو برنابيو بعد آريين روبين، ريكاردو كارفاليو، مايكل إيسيان وتيبو كورتوا.

*ستامفورد بريدج (حديقة هازارد الخاصة)، 50 مباراة لم يخسرها هازارد مع تشيلسي في كل البطولات المختلفة، إذا ما سجل النجم البلجيكي هدفاً (الفوز في 42 مباراة، التعادل في 8 لقاءات).

3-حصد ستة ألقاب مختلفة، الدوري الإنجليزي مرتين، الدوري الأوروبي مرتين، كأس الرابطة المحترفة وكأس الاتحاد الإنجليزي.

Eden Hazard Chelsea 2019Getty Images

4-الجوائز الفردية لإيدن مع تشيلسي انهالت على النجم البجليكي:

1-أفضل لاعب في البريميرليج 2014-2015.

2-أفضل صانع ألعاب في البريميرليج 2018-2019.

3-أفضل لاعب شاب في البريميرليج 2013-2014.

4-لاعب العام بتصويت رابطة اللاعبين المحترفين في 2014-2015.

5-لاعب العام بتصويت جماهير البريميرليج في 2018-2019.

6-لاعب العام في تشيلسي 4 مرات في مواسم 2013-2014، 2014-2015، 2016-2017 و2018-2019.

7-لاعب العام في تشيلسي باختيار لاعبي الفريق مرتين في 2014-2018 و2018-2019.

8-هدف العام في تشيلسي 3 مرات في 2015-2016 امام توتنهام هوتسبير، و2016-2017 أمام آرسنال و2018-2019 أمام ليفربول.


مشوار هازارد مع تشيلسي عن كثب


بداية متخبطة

Eden Hazard Chelsea vs Swansea City English Premier League 12262013

في بداية مسيرة البلجيكي مع تشيلسي 2012-2013، وجد نفسه بين أحضان الإيطالي دي ماتيو، المتوج مع البلوز بلقب دوري أبطال أوروبا، فترة لم تكن بالجيدة على الفريق اللندني بشكل عام على قصرها وبشكل خاص على إيدين الذي وجد نفسه مختنقاً في تزمت المدرب الإيطالي وخططه العقيمة ليرحل المدير الفني في نوفمبر 2012 لسوء النتائج ويحل بدلاً منه الإسباني بينتيز الذي وفر لهازارد مزيداً من الحرية الهجومية بدأ خلالها في التوهج واللعب على طريقته المبدعة لينهي موسمه الأول في المركز الثالث بالبريميرليج والتتويج ببطولة الدوري الأوروبي، شارك في 62 مباراة بكل البطولات، سجل 13 هدفاً وصنع 24 هدفاً ليعلن نفسه قوة هجومية جدية للبلوز في إمداد زملائه بسحره الخاص في خلق الفرص.

الخطر قادم

Eden Hazard Vicent Kompany Manchester City Chelsea 21092014

في الموسم الثاني (2013-2014)، عاد السبيشيال ون جوزيه مورينيو مرة أخرى إلى تشيلسي بعد فترته الأولى الناجحة (2004-2007) في ستامفورد بريدج واعداً مالكه الروسي ببناء فريقاً قادراً على التتويج بالبريميرليج بعد عام على الأكثر، في السنة الأولى حقق هازارد مع مورينيو المركز الثالث في البريميرليج وودع دوري الأبطال من نصف النهائي على يد أتليتكو مدريد الأسباني، ولم يفز بأي لقب إلا أنه لفت الأنظار بشدة وحصل على أفضل لاعب شاب في البريميرليج ولاعب العام في تشيلسي، مورينيو جعل هازارد جناحاً تقليدياً على الناحية اليسرى مستغلاً سرعته ومهاراته ومنحه حرية الحركة إلى عمق الملعب ليقوم بدور صانع الألعاب أيضاً وبعضاً من الأدوار الدفاعية في الارتداد لمساعدة الظهير الأيسر، الأمر الذي سيكون سلاحاً ذو حدين في الموسم الثالث للمدرب البرتغالي في قصته مع هازارد، شارك في 49 مباراة بكل البطولات، زاد معدله التهديفي إلى 17 هدف وانخفضت تمريراته الحاسمة إلى 10 فقط.

استثنائي

Eden Hazard Chelsea Arsenal Premier League 22032014

في الموسم الثالث لهازارد مع تشيلسي 2013-2014، الموسم الثاني لمورينيو مع البلوز، أوفى السبيشيال ون بوعده لأبراموفيتش وتوج بلقب البريميرليج، اللقب الخامس في تاريخ النادي اللندني كان هازارد أحد أبرز المساهمين في تحقيقه بالمساهمة في 24 هدف (سجل 14 هدفاً وصنع 10 أهداف) وحصل على لقب لاعب العام في البريميرليج، لاعب العام بتصويت رابطة اللاعبين المحترفين، ولاعب العام في تشيلسي، موسم وصفه الكثيرون بالممل نظراً لأسلوب مورينيو في اللعب بالدفاع والاعتماد على المرتدات والخروج بنتائج هزيلة تكفي لحصد النقاط الثلاث فقط، إلا أن هازارد كان ساحراً لهذا الفريق، يسجل ويصنع الأهداف، يراوغ ويتحكم في إيقاع المباريات، فاز أيضاً بلقب كأس الرابطة المحترفة في هذا الموسم، شارك في 52 مباراة بكل البطولات، واصل التحسن في معدلاته التهديفية إلى 19 هدف وعاد إلى التطور في صناعة اللعب بتقديم 13 تمريرة حاسمة. 

الفئران الثلاثة

three rats

موسم هازارد الرابع (2015-2016) مع تشيلسي كان كارثياً، عدم استقرار فني وسوء نتائج للفريق قربته من قاع البريميرليج وغضب جماهيري على نجوم الصف الأول واتهامات موجهة بتدبير مؤامرة من بعض اللاعبين على رأسهم هازارد ودييجو كوستا وسيسك فابريجاس للإطاحة بمورينيو، انقلابات داخل غرفة الملابس، كل هذا كان سببه سوء معاملة من المدرب البرتغالي للاعبيه واختلاف في وجهات النظر الفنية داخل التدريبات التي يراها اللاعبون شاقة ومرهقة وعفا عليها الزمن وخطط وأسلوب للمباريات دفاعي بشكل مبالغ فيه يحد من إمكانيات وقدرات اللاعبين الهجومية، حالة عصيان ورفض لاستمرار البرتغالي، جعلت أبراموفيتش يتدخل ويضحي بمورينيو للمرة الثانية على حساب بقاء نجوم الفريق الأول وتعيين رجله المفضل في تلك المراحل الانتقالية جوس هيدنيك، الموسم الكارثي انعكس على أداء هازارد الفني، وجدناه مزاجياً للغاية، يلعب غير مرتاحاً، مشغول البال كثيراً وغائب عن التركيز، ليس هذا الساحر البلجيكي الذي ينثر سحره في الملاعب ويلعب بكل سعادة ليجد المتعة أولاً فيمنحها لمشجعيه ثانياً، كان بطيئاً في الحركة، سهل إيقافه، لا يدافع، لا يبالي بانتكاسة الفريق وتراجع نتائجه، متبلد المشاعر أما غليان جماهير البلوز، شارك في 43 مباراة، وسجل 6 أهداف فقط، وصنع 8 أهداف فقط أيضاً، أقل مواسمه مساهمة في الأهداف مع البلوز، خرج في المركز العاشر بالبريميرليج وودع دوري الأبطال من دور الستة عشر ولم يحقق بطولة واحدة.

المدرسة الإيطالية

Conte ChelseaGetty Images

المدرسة الإيطالية وتشيلسي دائماً ما تجلب معها النجاحات، كأن خلطة سحرية تتولد بين الطليان وهوية النادي اللندني، النادي الذي يرفض دوماً الاستسلام، يرغب في القتال والمحاولة أمام الكبار وحين تشير كل الدلائل إلى استحالة فوزه أو منافسته على لقب، يفاجئك بردة فعله وانتفاضته بعد العثرات، تلك الهوية التي تندمج مع الروح الإيطالية في كرة القدم، مع الجرينتا التي يتمتعون بها وشغفهم بكل التفاصيل الدقيقة خارج وداخل الملعب، اسألوا جيانفرانكو زولا وجيانلوكا فيالي وكلاوديو رانييري وكارلو أنشيلوتي وروبيرتو دي ماتيو ومن بعدهم أنطونيو كونتي وماورويسيو ساري.

كونتي بدأ موسمه بنتائج متذبذبة وخطة اعتيادية برباعي دفاعي، حاول اللعب بطريقة الآباء والأجداد في تشيلسي دون تغيير، إلا إن هزيمتين في الجولتين الخامسة والسادسة في البريميرليج من ليفربول 1-2 في ستامفورد بريدج وآرسنال في ملعب الإمارات 3-0، جعلته يغير خطته إلى 3-4-3 ويفاجيء الجميع بفريق مغاير تماماً،صلب دفاعياً وشرس هجومياً بسلسلة من 13 انتصار جعلته مرشحاً فوق العادة للمنافسة على لقب البريميرليج وسط مزاحمة من مانشستر سيتي الذي كان أشرف على تدريبه في عامه الأول بيب جوارديولا.

وبالفعل منح أسلوب كونتي الجديد المساحة لهازارد لاستعادة بريقه، العقل المدبر لهجمات الفريق، مايسترو يضبط إيقاع الملعب، منصة يصعد عليها اللاعبون في شن غاراتهم المرتدة السريعة على دفاعات الخصوم، حقق البلوز لقب البريميرليج بنجاح منقطع النظير، وشارك هازارد في 43 مباراة بكل البطولات، سجل 17 هدفاً وصنع 7 أهداف، تقلص دوره في صناعة الألعاب مع تواجد سيسك فابريجاس في وسط الملعب، إلا أنه كان أكثر فعالية في تسجيل الأهداف وحصل على جائزة لاعب العام في تشيلسي.

مؤامرة جديدة

العام الثاني للمدرب الإيطالي في تشيلسي شهد بداية ساخنة بالتخلي عن هداف البلوز دييجو كوستا ومحور الارتكاز المميز نيمانيا ماتيتش والفشل في التعاقد مع روميلو لوكاكو والتعاقد مع ألفارو موراتا وتيموي باكايوكو اللذين كانا على عكس التوقعات ولم يقدما الأداء المأمول، مشاكل كونتي مع إدارة البلوز انعكست على أداء الفريق، تراجعت النتائج، ودارت علامات الاستفهام من جديد حول فقدان المدرب لغرفة الملابس وتوتر علاقته بنجوم الصف الأول وبالطبع على رأسهم هازارد الذي يتحوم حوله التساؤلات مجدداً عن حبه للنادي وولائه للمدرب ومدى عطائه وقت حاجة الفريق لعطائه وتراجع نتائجه وغيابه فنياً عن أهم مباراتين للبلوز في الموسم أمام برشلونة في دور الستة عشر من دوري الأبطال في حين كان ويليان رجل اللقائين، إلا أن الموسم انقضى للبلوز في المركز الخامس بالبريميرليج وتحقيق لقب كأس الاتحاد الإنجليزي على حساب مانشستر يونايتد بضربة جزاء نفذها هازارد وأداء رائع من النجم البلجيكي، إيدين لعب في هذا الموسم بالعديد من المراكز..المهاجم الثاني والمهاجم الوهمي وصانع الألعاب وجناح أيسر، التغييرات العديدة في مركزه أثرت على مستواه الفني بشكل خاص وأداء البلوز بشكل عام، تقيدت حريته وحصل على مساحة أقل للحركة، حصيلته التهديفية رغم ذلك كانت جيدة وصلت إلى 30 هدف (سجل 17 وصنع 13) في 52 مباراة بكل البطولات.

موسم الوداع

موسم 2018-2019 كان الموسم الأخير لهازارد مع تشيلسي، بنهاية الموسم الذي يسبقه أقال أبراموفيتش كونتي وأعلن تعاقده مع مواطنه ساري قادماً من نابولي، انفراجة في طريقة اللعب وأسلوب الفريق لطالما انتظرها هازارد، بقدوم مدرب له فلسفة هجومية وقدم كرة ممتعة مع نابولي أشاد به الجميع، الأمر المخالف لهوية تشيلسي إلا أنها كانت مرحلة أراد به المالك الروسي والإدارة تغيير الجلد ومعاصرة كرة القدم الحديثة.

بالفعل، الحرية التي منحها ساري لإيدن في الملعب جعلته يقدم أفضل مستوياته، وجدناه يلعب الكرة باستمتاع، استعاد بريقه ووصل إلى مستويات النضج الكروي، يرواوغ ويسجل ويصنع ويضبط الإيقاع كما العادة، بل تحول تشيلسي في عقم مهاجمي الفريق أوليفييه جيرو وألفارو موراتا ثم جونزالو هيجواين في النصف الثاني من الموسم إلى فريق اللاعب الواحد الذي يقوم بكل الأدوار في الثلث الأخير، حالة تذبذب عاشها تشيلسي في النتائج خلال الموسم، أنهى بها البلوز البريميرليج في المركز الثالث وتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، واختتم الموسم بنجاح منقطع النظير بالتتويج بلقب الدوري الأوروبي على حساب آرسنال، وصل لأعلى حصيلة تهديفية مع البلوز واختتم مسيرته الزرقاء بأفضل ما يمكن من نتائج وأداء فردي ورقمي، ساهم في 38 هدفاً (سجل 21 هدفاً وصنع 17 هدفاً) خلال 52 مباراة.

حلم الطفولة

أخيراً حقق هازارد حلمه بالانتقال إلى ريال مدريد والتواجد رفقة مثله الأعلى في كرة القدم زين الدين زيدان مع نادي سيمنحه فرصة المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا ومقارعة ليونيل ميسي الذي صنفه إيدين الأفضل في العالم في تصريحات سابقة وفرصة لتحديات جديدة ستخرج منه في ظل الكرة الهجومية التي يعتنقها النادي الملكي في فلسفته أفضل ما بداخل ساحر الشياطين الحمر وقائد المنتخب البلجيكي من إبداع وقدرات خلاقة ستجعله مرشحاً للاقتراب من كرة ذهبية راودته في أحلامه كثيراً لإثبات أنه الأفضل في العالم.

بدون شك، سيكون هازارد صفقة مفيدة للميرينجي، تحديات عديدة أمامه وعقبات مختلفة بالتواجد في دوري جديد وبلد لها ثقافة مختلفة وجماهير معروف عنها الانقلاب على لاعبيها إذا ما هبط مستواها وصحافة لا ترحم من سهام النقد اللاذعة ومحاولة التحرر من ضغط صفقة كلفت خزائن الملكي 100 مليون يورو تصل إلى 150 مليون يورو بالمتغيرات وعامل السن الذي سيصل في يناير المقبل إلى 29 عاماً.

أعتقد أن فرص نجاح هازارد مع ريال مدريد كبيرة وقائمة، ولكن تحقيق لقب دوري الأبطال والحصول على الكرة الذهبية أمراً مختلفاً يتطلب منه التتويج بالليجا والشامبيونز والتفوق على نفسه في المساهمات التهديفية والظهور المميز في المباريات الكبيرة مثل الكلاسيكو والأدوار المتقدمة من كأس ذات الأذنين.

أخيراً، إن كنت مشجعاً لريال مدريد هنيئاً لك بالتعاقد مع هازارد، لاعب يملك الحلول الهجومية ونضج كروياً بشكل يسمح له بقيادة الفريق وسيكون إضافة قوية للنادي تنقله إلى مستويات تليق بتاريخه العريق.

أما إذا كنت مشجعاً لتشيلسي، وصدقني الكثير منهم عبروا عن الامتنان والتقدير لسنوات هازارد السبعة في ستامفورد بريدج وكل ما قدمه للنادي اللندني، كما أن النادي نفسه عبر الإدارة وجه له الشكر واحتفى بنهاية رحلته نهاية تليق بكل ما قدمه، إلا أن فئة ليست بالقليلة من جماهير البلوز تجد غصة في نفوسها من هازارد الذي طالما دارت حوله علامات الاستفهام في فترات تراجع نتائج الفريق ومسؤوليته المباشرة في التدبير والتخطيط لرحيل مورينيو وكونتي وضرب استقرار الفريق في العديد من فترات الانتقالات برغبته في الرحيل بما يقلل من قيمة نادي وجماهير تشيلسي.

في كل حال، انتهت مرحلة هازارد مع تشيلسي، وسيجد النادي اللندني نفسه في حاجة لتغيير الفلسفة القائمة بانتظار رحيل متوقع لساري وجلب مدرباً بديلاً وعقوبة منع الانتقالات في استقدام نجم بديل أو الاعتماد على شباب أكاديمية النادي واللجوء للجماعية وفتح صفحة جديدة يخرج فيها تشيلسي من عباءة فريق اللاعب الواحد.

إعلان