Ziyech, Salah, Mahrez, ElnenyGoal/Getty

جول 50 | تأثير يمتد لعقود .. كيف غير محمد صلاح نظرة أوروبا للمحترف المصري والعربي؟

قبل سنوات قليلة اعتقد البعض أن مسيرة محمد صلاح الاحترافية قد انتهت عندما وقعت مشكلته مع نادي فيورنتينا ورفض أن يتمم صفقة انتقاله لهم بشكل نهائي وفضل التوقيع لروما، لكن سريعًا انتهت الأزمة وقدم صلاح أفضل مستوياته مع النادي العاصمي.

الأمر تكرر قبلها بأشهر عندما بقى صلاح حبيس مقاعد الاحتياط في صفوف تشيلسي وتصور الجميع أن مشواره الاحترافي بدأ في التراجع وأن كل شيء سينتهي بعد رحيله لصفوف فيورنتينا، لكن العكس هو ما حدث فرأينا النجم المصري ينهض من جديد ويقدم أفضل مستويات ويصبح قدوة لنجوم عدة.

ما قدمه صلاح في مسيرته خلال السنوات الماضية غير نظرة المجتمع الغربي للاعب كرة القدم العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

اقرأ أيضًا - جول 50 | بين الأكثر تهديفًا والأحب للجماهير، ما هي مكانة "صلاحبول" في ليفربول؟

فيما يلي نستعرض مدى ذلك التأثير وكيف غير من خريطة كرة القدم العربية في السنوات القليلة الماضية:

بداية مختلفة

ليس كل المحترفين المصريين والعرب الذين بدأوا في أوروبا من أندية التصنيف الرابع في دوري أبطال أوروبا نجحوا في أن يستمروا في الصعود.

الأمثلة على ذلك كثيرة وتتناثر في قصص مختلفة كل قصة منها حدثت في خط زمني غير ذلك الخاص بالقصة الأخرى.

بعض تلك الأمثلة استمروا في تلك الفرق واعتبروا ذلك نجاحًا لهم ولمصريتهم، والبعض الآخر عاد لبلاده متحججًا بالعنصرية وسوء المعاملة وغيرها من الأمور.

لكن وضع صلاح كان مختلفًا، فالنجم المصري كان يخطو دائمًا خطوات للأمام، طوال مسيرته يتحرك من وضع جيد لوضع أفضل.

SalahGoal/Getty

استثناء فيورنتينا

مسيرة صلاح شهدت عثرة في صفوف تشيلسي عندما جلس حبيس مقاعد احتياط جوزيه مورينيو لعدة أشهر قبل أن يطلب الرحيل.

رحيل صلاح جاء في اتجاه الدوري الإيطالي الغريب عليه تمامًا ليخوض تجربة مختلفة، صحيح أنها بالتأكيد أقل من تشيلسي لكنها كانت مجرد خطوة للخلف لينطلق بعدها عشرة للأمام.

تأثير سريع

تألق صلاح الفوري في أوروبا مع بازل أدلى بشكل سريع لصفقة جديدة من صفوف المقاولون العرب لصالح الفريق السويسري عندما انضم المصري محمد النني لهم.

صلاح والنني شكلا ثنائيًا مصريًا مذهلًا في الدوري السويسري قبل رحيل صلاح لصفوف تشيلسي ومحمد النني لاحقًا لصفوف آرسنال.

التجربة كادت أن يتم تجربتها عن طريق أندية سويسرا من جديد عندما ضموا محمود كهربا ومن بعده أحمد حمودي لكن خيارات الثنائي لم تكن مثالية ولم تساعدهما بالطريقة التي ساعدت فيها خيارات صلاح والنني بعضهما البعض.

تأثير جغرافي بعيد

تألق صلاح الكبير في صفوف بازل لفت أنظار أندية التصنيف الرابع في أوروبا وما تحتها للنجوم المصريين من جديد بعد سنوات من السمعة السيئة لهم.

ساعد ذلك تجربة أحمد حسن كوكا في البرتغال مع ريو آفي، والمحمدي في إنجلترا مع عدة أندية، لكن التأثير الأقوى كان لصلاح الذي صال وجال في سويسرا وملاعب أوروبا.

بعدها انفجرت ماكينات الفاكس لدى الأندية المصرية من قبل نظيرتها الأوروبية للحصول على خدمات نجومهم الشباب، ورأينا العديد من الأمثلة، منهم من استمر في الخارج ومنهم من عاد سريعًا يجر أذيال الخيبة ومنهم من لا يزال يحاول التأقلم والحصول على فرصة أفضل.

تأثير إقليمي 

على المستوى العربي بكل تأكيد هناك دول مثل تونس والمغرب والجزائر سبقت مصر بشكل كبير في عالم المحترفين، لكن قبل انضمام صلاح لليفربول لم يكن للعرب نصيبًا كبيرًا في أندية القمة.

الأمر تغير بعد تألق صلاح فرأينا محرز الذي كان متألقًا بالفعل مع ليستر سيتي ينضم لمانشستر سيتي وزياش ينضم لتشيلسي بعد مستوياته المذهلة رفقة أياكس، والعديد من الأسماء الأخرى.

تأثير مستقبلي

Mohamed Salah Man City LiverpoolGettyImage

بكل تأكيد لن تتردد الأندية الأوروبية مستقبلًا قبل التفكير في ضم لاعب مصري أو عربي بعد تجربة صلاح التي أثبتت قدرة العقلية الشرقية على الاحتراف وأن تكون ضمن الأفضل في العالم.

مثل ذلك الأمر حدث بالفعل مع أمثال رمضان صبحي ومحمود حسن تريزيجيه وغيرهم من النجوم الذين لفتوا أنظارهم فقط بسبب ما قدموه في الدوري المصري.

بالطبع ذلك التأثير تم دعمه بالتجارب الناجحة السابقة والتالية، لأمثال أحمد المحمدي وأحمد حسام ميدو في بعض الأوقات وحسام غالي وغيرهم، لكن يبقى الأثر الأكبر لمحمد صلاح الذي كان الأكثر نجاحًا بين هؤلاء.

إعلان