جول 25 | مهد لهم علي معلول الطريق .. فانفجر لاعبو شمال إفريقيا بالدوري المصري!

إذا أخذنا جولة في تاريخ الدوري المصري الممتاز قبل خمس سنوات، فلن يكون من السهل العثور على لاعب مهم به من بلاد شمال إفريقيا، فغالبية الأجانب من جنوب القارة ووسطها، قد تعثر على لاعبين من شمال القارة السمراء، لكن لن تتذكر لهم بصمة تركوها في الأندية التي لعبوا لها، ربما باستثناء التونسي أنيس بوجلبان الذي حقق بعض النجاحات مع الأهلي إلا أنه لم يستمر طويلًا، ورحل بعد عامين فقط.

لكن انقلب الحال 180 درجة بالسنوات الأخيرة، وقتما قررت الأندية المصرية أن توجه أنظارها إلى بلاد المغرب العربي، في ظل تواجد أنديتها في نهائي دوري أبطال إفريقيا بشكل منتظم منذ عام 2010 باستثناء عامين فقط، في وقت غابت به البطولة القارية عن بلاد الفراعنة، ويكتفون بالتواجد في خمس نهائيات خلال هذه السنوات دون تحقيق اللقب – باستثناء عام 2020 – والوضع كان مشابهًا بالكونفدرالية الإفريقية، وحتى قبل 2010 كانت فرق المغرب العربي حاضرة بقوة بالنهائيات القارية، فما كان من الأندية المصرية إلا حتمية الوقوف لحظات للتفكير في أهمية لاعبي هذه البلاد، خاصةً وأن أسعارهم في متناول ميزانيتها، بخلاف المبالغات المادية من قبل أندية الخليج.

اقرأ أيضًا | جول 25 | سعوديون ومصريون ومغاربة .. لاعبون عرب ظهروا بمستوى ملفت خلال 2020

في الموسم الحالي 2020-2021 يتواجد 16 لاعبًا تونسيًا (الجنسية الأكثر تواجدًا من بين كافة الجنسيات العربية وغير العربية)، 6 مغاربة، 2 من ليبيا و1 جزائري، بالدوري المصري، مقسمين كالتالي:

الأهلي: التونسي علي معلول، المغربي بدر بانون.

الزمالك: التونسيان فرجاني ساسي وحمزة المثلوثي، المغربيون أشرف بنشرقي ومحمد أوناجم وحميد أحداد.

الإسماعيلي: التونسيان فخر الدين بن يوسف ومروان الصحراوي، الجزائري رضوان شريفي.

المقاولون العرب: التونسيون سيف الدين الجزيري ووسيم النغموشي وهيثم الجويني.

سموحة: التونسي رفيق كابو، المغربي عبد الكبير الوادي، الليبي محمد الترهوني.

مصر للمقاصة: المغربي أحمد مرشوح، الليبي مفتاح تكتك.

وادي دجلة: التونسي إيهاب مباركي.

سيراميكا كليوباترا: التونسي سيف تيكا.

الإنتاج الحربي: التونسي رفيق الكامرجي.

بيراميدز: التونسي عمر العيوني.

إنبي: التونسي زياد بوغطاس.

الجونة: التونسي محمد الحبيبي يكن.

البنك الأهلي: التونسي محمد مثناني.

حضور هؤلاء اللاعبين في الدوري المصري ليس مجرد حضور عادٍ، إنما لكل منهم بصمة في فريقه، بدايةً من ثنائي الشياطين الحمر؛ معلول، الذي هو نجم الفريق بالموسم الماضي عن جدارة واستحقاق، وصاحب تأثير قوي في عودة لقب دوري أبطال إفريقيا للنادي في 2020 بعد غياب سبع سنوات، وبانون الذي انضم حديثًا للفريق في الصيف الماضي، لكنه حجز مكانه في التشكيل الأساسي للفريق وينال إشادات جماهير المارد الأحمر في كل مشاركة له.

أما بالفارس الأبيض فساسي وبنشرقي أرقامهم تتحدث عنهم، فهو الثنائي الذي أعاد البطولات الإفريقية للقلعة البيضاء، إذ توج الزمالك بطلًا للكونفدرالية الإفريقية في 2019 ثم كأس السوبر الإفريقي في فبراير الماضي، وهما رفقة زملائهم من تغلبوا على الأهلي في الإمارات بكأس السوبر المصري 2020 بعد ثلاث سنوات من الغياب.

بينما يثبت أوناجم وأحداد جدارتهما في أوقات الدفع بهم، وكأن أقدامهم في الملعب باستمرار، ليواصلوا نجاح مواطنهم بنشرقي، فما كان من الزمالك إلا أن لجأ لضم مغربي آخر في الصيف الماضي وهو المثلوثي.

getty

والحديث لا يقف على تأثير لاعبي شمال إفريقيا بقطبي الكرة المصرية فقط، فهم كذلك من كانوا أصحاب بصمة في قيادة المقاولون العرب للمشاركة في الكونفدرالية الإفريقية بعام 2021 للمرة الثانية في تاريخ النادي، وهم من ساهموا في وصول الإسماعيلي إلى نصف نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال "البطولة العربية" 2020، بعد غياب للدراويش منذ سنوات عن المنافسة على البطولات، بخلاف تأثير البقية في أداء أنديتهم وإن لم يحققوا البطولات، لكن يبقى ما يقدموه في الملعب مميزًا.

لا ينكر أحد التطور الكبير وزيادة حدة المنافسة الذي أحدثه هؤلاء اللاعبين في الكرة المصرية بمهاراتهم وسرعاتهم، التي تفرضهم على التشكيل الأساسي لأي مدرب، بجانب أن منهم من هو عامل مشترك في تشكيلات الأفضل بنهاية كل موسم في السنوات الأخيرة كحال معلول وساسي ومؤخرًا بنشرقي.

إن كانت التجارب السابقة للاعبي شمال إفريقيا في مصر، جعلت هناك عشرات الأعوام دون أن نراهم ببلاد الفراعنة، فمؤكد أن تجارب الأربع سنوات الأخيرة على الأقل ستجعلنا نشاهد الكثير والكثير من لاعبي المغرب العربي في الدوري المصري بالسنوات المقبلة، فعلي معلول مهد لهم الطريق منذ 2016 وأكد ساسي النجاح، ومن وقتها الأندية المصرية أصبحت محطة مهمة في مسيرة من تتاح له الفرصة من لاعبي هذه البلاد.