أُسدِل الستار عن بطولة أوروبيّة جديدة، ناجحة، دراماتيكية، ومليئة بالأرقام القياسية. ونجحت سويسرا في تنظيم بطولة استثنائية اختُتِمت بفوز إنجلترا على إسبانيا بركلات الترجيح لتحتفظ بلقبها.
شهدت البطولة تحطيم العديد من الأرقام القياسية. فسُجِّلت أهداف أكثر من أي وقت مضى وارتفعت نسبة الحضور الجماهيري إلى مستويات غير مسبوقة كدليل على التطوّر المستمر لكرة القدم النسائيّة الأوروبيّة.
اخترنا لكم في انديفيزا أبرز الفائزين والخاسرين في هذه النسخة السويسريّة.
Getty Imagesأتعرفون بأنّ كلوي كيلي كانت، مع قرب انتهاء فترة التعاقدات الشتوية، قريبة من اعلانها رغبتها بالابتعاد عن كرة القدم؟
فمع بداية موسم 2024-2025، كانت كيلي خارج حسابات مدرّب مانشستر سيتي حينها حيث لم يُشرِكها سوى في 3 مباريات.
أتت سترة النجاة على طبق من فضّة للمهاجمة حيث انضمّت على سبيل الاعارة الى نادي آرسنال، و أعادت اكتشاف نفسها وتكسب ثقة ريني سليغير وتُساهِم بتتويج النادي اللندني بلقب دوري أبطال أوروبا.
العودة لقمّة مستواها أكسب كيلي مكاناً في تشكيلة المنتخب الإنجليزي، ورغم عدم بدئها لأي مباراة كلاعبة اساسيّة، كان لكيلي دوراً حامساً في تتويج اللبؤات باللقب حيث ساهمت في إبقاء الفريق على قيد الحياة في مبارتيّ ربع النهائي ونصف النهائي كما ووضعت بصمتها على المباراة النهائيّة حيث مرّرت التمريرة الحاسمة لأليسيا روسو قبل أن تُسجّل ركلة الجزاء الحاسمة التي أهدت الإنجليزيات لقبهنّ الثاني المتتالي.
Getty Imagesوأليست فرنسا الخاسر الأكبر في هذا اليورو؟
خرج المنتخب الفرنسي، بقيادة المدرّب لوران بوناديي، من دور الربع نهائي بعد تعرّضه لخسارة أمام المنتخب الألماني بركلات الترجيح، ليُضاف هذا الإخفاق الى مجموعة الإخفاقات التي تعرّض لها منتخب الديوك منذ أولى مشاركاته الدوليّة.
ورغم سيطرتها على مجموعتها، التي اعتبرها الكثيرون مجموعة الموت، بتحقيقه لثلاث انتصارات، أبرزها الانتصار الأوّل على بطلة اليورو إنجلترا، فشلت فرنسا في تجاوز مرحلة ربع النهائي ممّا يطرح علامات استفهام على خيارات المدرّب لوران بوناديي. فقبل انطلاق البطولة بأسابيع قليلة، أعلن بوناديي استبعاده للثلاثي ويندي رونار، أوجيني لو سومير وكنزا دالي وتفضيله خوض غمار اليورو بتشكيلة تعتمد على عنصر الشباب مظهراً رغبته بتحضير منتخبه الشاب للبطولات القادمة.
وما زاد كانت الطريقة الدراماتيكيّة التي خرج بها المنتخب الفرنسي، حيث فشل بتجاوز عقبة الألمانيّات اللواتي لعبنَ لأكثر من 110 دقيقة بنقصٍ عددي بعد الطرد الذي تعرّضت له كاثرين هندريك في الدقيقة الثالثة عشرة.
.jpg?quality=60&auto=webp&format=pjpg){kind=spacer}
Getty Imagesعشية انطلاق اليورو الذي أقيم في إنجلترا في عام 2022، كانت أليكسيا بوتيلاس أشهر لاعبات كرة القدم واللاعبة التي ينتظرها الجميع. فبعد موسمٍ حافلٍ مع برشلونة ساهم بفوزها بجائزة الكرة الذهبية، للمرّة الأولى، كانت بوتياس في قمة تألقها، وكانت تحضّر نفسها لقيادة فريقها في مهمّة غزو أوروبا. ولكن قطع في الرباط الصليبي الأمامي، يوم واحد قبل انطلاق اليورو، أدى الى انتهاء بطولتها قبل أن تبدأ حتى.
بعد ثلاث سنوات، ومع انطلاق يورو 2025 في سويسرا، عادت بوتيلاس الى قمّة مستوياتها وبدت جاهزة لقيادة الفرقة الاسبانية الطامحة لتحقيق أول لقب أوروبي. لعبت قائدة برشلونة، البالغة من العمر 31 عامًا، دورًا محوريًا طوال البطولة، مسجّلة ثلاثة أهداف ومساهمة بأربع تمريرات حاسمة، وقادت لاروخا إلى نهائي يورو لأول مرة في تاريخه قبل أن يتعثّر أمام الإنجليزيات بقيادة لوسي برونز.
بطولة اليورو هذا الصيف هي بطولة لن تنساها بوتياس في أي وقتٍ قريب حيث يندمج فيها حزن خسارة اللّقب بفرحة العودة لمستوياتها المعتادة.
Getty Imagesعندما تدخل البطولة وأنت المرشّح الأوّل للفوز باللقب وتفشل بتحقيق مبتغاك، فلا بدّ من أن يتم اعتبارك خاسر.
وعندما تكون صفوفك مدجّجة بالنجمات وأبرزهنّ ايتانا بونماتي، اليكسيا بوتياس وماريونا كالدينتي، يجب أن يكون هدفك هو السيطرة على كافّة البطولات التي تُشارِك بها.
في اليورو الحالي، وبعد تخطّي دور المجموعات بسهولة، واصلت اسبانيا طريقها نحو النهائي بثبات لتضرب موعداً أمام إنجلترا في تكرار لنهائي كأس العالم 2023 وحينها قادت أولغا كارمونا اسبانيا نحو النجمة الأولى.
ومع افتتاح ماريونا كالدينتي التسجيل برأسية رائعة في منتصف الشوط الأول، بدا أن منتخب إسبانيا سيتفوق على الانجليزيات مجدّداً ليضيف لقب اليورو الى لقبيّ كأس العالم ودوري الأمم الأوروبي. إلاّ أنّ عجز الاسبانيات عن اضافة هدف ثانٍ، رغم الفرص العديدة التي سنحت لمهاجماته إستر غونزاليس، وسالما بارالويلو، وكالدينتي، كلّفهنَ المباراة حيث عادت إنجلترا بالنتيجة وشقّت طريقها نحو اللقب.
Getty Imagesتوقّفت رحلة ألمانيا عند حاجز نصف النهائي بعد إقصائها من قِبل اسبانيا، بطلة العالم، بهدفٍ لأفضل لاعبة في العالم، أيتانا بونماتي، في الدقيقة 116، التي نجحت بإيجاد الفجوة في الدفاع الألماني واستغلال التمركز الخاطئ لحارسة مرماه، آن كاترين برغر.
وكما يقول المَثَل العربي الشعبي، فغلطة برغر "الشاطرة بألف. فحارسة مرمى نادي غوتام الأمريكي، صاحبة الأربع وثلاثين عاماً، قدّمت بطولة يورو مُلهِمة قادت فيها منتخبها نحو نصف النهائي بعد تجاوز عقبة المنتخب الفرنسي المرشّح قبل البطولة للذهاب بعيداً.
وبينما تحظى حارسات أخريات أمثال هانا هامتون، كاتا كول، وماري إيربس، بمتابعة اعلاميّة أهمّ، أظهرت برغر عن معدنها وعن احقيّة تواجدها ضمن لائحة أفضل حارسات كرة القدم.
Getty Imagesآدا هيغيربرغ، كارولين غراهام هانسن، غورو رايتن، فريدا مانيوم، سيغني غوسبي، انغريد انجن وتوفا هانسن.
لاعبات عالميّات تواجدنَ جميعهنّ في صفوف المنتخب النرويجي المُشارِك في نسخة هذا الصيف من اليورو.
وبعد تصدّر مجموعتها في دور المجموعات، خرجت النرويج من دور الربع نهائي بعد تعرّضها لخسارة - يصنّفها البعض بالمفاجئة - أمام إيطاليا، لتنتهي المغامرة بشكلٍ مُبكِر كما حدث في كأس العالم 2023 واليورو 2022 رغم تواجد هذه النجمات اللواتي يتألقنَ باستمرار مع أنديتهنّ.
فأين المشكلة؟ أهي مُشكِلة إداريّة فنّية؟ ما الذي يمنَع لاعبات من هذا الطراز من تقديم أداءٍ أفضل مع منتخبهنّ؟
Getty Imagesحتّى أكبر المتفائلين بالمنتخب الإيطالي قبل انطلاقة اليورو لم يكن يتوقّع أن تنجح زميلات كريستيانا جيريلي في الوصول الى دور النصف نهائي.
ففي ظلّ تواجد منتخبات النخبة الأوروبيّة، بدت حظوظ ايطاليا بالذهاب بعيداً في اليورو ضئيلة وخاصة في ظلّ افتقاد المنتخب لنجمة من طراز ايتانا بونماتي أو لورين جيمس. ولكن المنتخب الإيطالي أظهر وجهاً مميّزاً يعتمد على الصلابة الدفاعيّة والأداء الهجومي الجماعي واعتمد على لاعبتيّ الخبرة جيريلي وبربارة بونانسيا.
نتيجة تُترجِم التطوّر الحاصل في الكرة النسائية في إيطاليا منذ إعلان الاتحاد الايطالي في عام 2022 عن تطبيق النظام الاحترافي في دوري السيّدات.
Getty Imagesبطولة كارثيّة لفيفيان مييديما وزميلاتها.
فشلت صاحبة اللقب في نسخة 2017 من عبور دور المجموعات بعدما تعرّضت لخسارتين قاسيتين أمام فرنسا (5-2) وانجلترا (4-0).
ولكن العديد من الخبراء الذين يُتابِعون الكرة الهولنديّة عن قرب توقّعوا هذه النتيجة بسبب الخلافات العديدة داخل أسوار المنتخب بعدما أعلن الاتحاد الهولندي، في نيسان، بأنّه لن يجدّد عقد المدرّب الحالي أندريس يونكر، الذي لم يتقبّل القرار وتوقيته. وقبل انطلاق بطولة اليورو بيومين، حلّ يونكر كضيف في بودكاست وقال، عندما سُئل عن قرار الاتحاد: "تحدثت مع العديد من الأشخاص من حولي، وكان رأيهم بأنّه عليّ الاعتذار وتقديم استقالتي."
ولم تتوقّف المصائب هنا… فمع انطلاق اليورو، بادرت عدّة لاعبات، وأبرزهنّ شيريدا سبيتسي، قائدة الفريق، داماريس إيغورولا و دانييل فان دي دونك، بانتقاد يونكر وخياراته.
يورو للنسيان للطاحون الهولندي والعين على كأس العالم 2027 بقيادة أريان فيورينك، مساعد سارينا ويغمان مدرّبة انجلترا، الذي توّج للتوّ مع الفريق باللّقب.