تبخرالحلم المغربي… نيجيريا بطل إفريقيا

قلبت نيجيريا المباراة وفازت بلقبها العاشر بريمونتادا تاريخيّة

• مجريات اللقاء

  سيطر المنتخب المغربي على مجريات اللقاء فارضاً إيقاعه وأسلوبه على المنتخب النيجيري.

  وبعد مرور 13 دقيقة، استغلّت قائدة المنتخب غزلان الشبّاك رعونة الدفاع النيجيري لتسدّد كرتها بدقّة وتباغت الحارسة النيجيرية، شياماكا ننادوزي، مضيفة هدفاً خامساً الى رصيد أهدافها في هذه البطولة.

  ومع انتصاف الشوط الأوّل، أضافت سناء مسعودي الهدف الثاني في الدقيقة 25 بعدما نجحت بتخطّي المدافعة لتسدّد كرة عكسية سكنت الشباك، مسجّلة هدفها الثاني في البطولة وأحد أهمّ أهدافها في تاريخ مشاركتها مع المنتخب.

  في الشوط الثاني، استقيظ المنتخب النيجيري ليسجّل ثلاثة أهداف وسط تراجع مغربي واضح. سجّلت استير أوكورونكوا الهدف الاوّل من ركلة جزاء، قبل أن تضيف فولاشادي إجاميلوسي الهدف الثاني لتضيف لاعبة باريس سان جيرمان جينيفر ايشيغيني الهدف الحاسم الذي أهدى اللّقب للمنتخب النيجيري.

• Getty Images

  لقب أوّل أفريقي يضيع من المنتخب المغربي

  منذ النسخة الاولى التي أقيمت بتنظيم الاتحاد الأفريقي في عام 1998، حقّق المنتخب النيجيري اللّقب في 9 مناسبات من 12 مناسبة ممكنة، ليسيطر على كأس الأمم الأفريقيّة ويحلّق وحيداً في القارّة. أمّا الثلاث ألقاب الأخرى، فحقّق المنتخب الجنوب أفريقي لقباً منها في مناسبة يتيمة في عام 2022، بينما حقّق منتخب غينيا الاستوائية اللّقب في مناسبتين.

  ولو نجح المنتخب المغربي في تحقيق اللقب، لكان رابع منتخب يحقّق اللّقب الأفريقي الأغلى والمنتخب العربي الأوّل ممّا كان ليكون أفضل تتيوج لكافّة استثمارات الاتحاد المغربي في كرة القدم النسائيّة في المواسم الأخيرة.

  واعتمد المدرّب الفنّي للمغرب، خورخي فيلدا، الذي فاز بلقب كأس العالم مع اسبانيا في عام 2023، على مجموعة من اللاعبات المخضرمات تقودهنّ القائدة غزلان الشبّاك، المهاجمة ابتسام جرايدي والحارسة خديجة الرميشي، ومجموعة من اللاعبات المحترفات في الدوريّات الاوروبيّة أمثال ياسمين المرابط، لاعبة فالنسيا الاسباني، سكينة أوزراوي لاعبة أندرلاخت البلجيكي وكينزا شابيل لاعبة ستراسبورغ الفرنسي.

  وحقّقت الشبّاك لقب هدّافة البطولة برصيد خمسة أهداف.

• تخطيط فتطبيق فنجاح

  لم يكن تأهل المغرب لكأس العالم للسيدات 2023 مجرد لحظة رياضية واعدة، ولا يُعدّ تحقيق المركز الثاني اليوم في بطولة كأس الأمم الأفريقيّة وليد الصدفة، بل ثمرة جهود حثيثة من الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم (FRMF) لتحويل المغرب إلى قوة كروية رائدة.

  فإدراكًا لدور كرة القدم في سد الفجوة بين الجنسين وتمكين المرأة في المملكة، قرر مسؤولو اتحاد كرة القدم منح اللعبة النسائية التقدير الذي تستحقه. فتم إنشاء مركز وطني لكرة القدم النسائية، بهدف اكتشاف المواهب الشابة (دون سن 18 عامًا) وتطويرها، والتي ستشكل مستقبلًا المنتخب الوطني كما ووُضِعت قيد التنفيذ خطّة مارشال التي تهدف الى تطوير اللّعبة.

• Getty Images

  خطة مارشال: الطريق نحو الاحتراف

  في أغسطس 2020، أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم عن "خطة مارشال"، وهي خطة مدتها أربع سنوات هدفها تطوير كرة القدم النسائية المحليّة والاستثمار فيها. وكان تركيز الاتحاد على هدفٍ رئيسيّ: زيادة عدد لاعبات كرة القدم المسجلات بما مقداره خمسة أضعاف بحلول نهاية عام 2024.

  واختار الاتحاد كيلي ليندسي، المدافعة السابقة لمنتخب الولايات المتحدة للسيدات، في عام 2020 لتوليّ مهمّة تطبيق الخطّة كما وتسلّمت ليندسي مهام تدريب المنتخب الأوّل قبل أن يخلفها رينالد بيدروس، الفائز بدوري أبطال أوروبا للسيدات مع أولمبيك ليون، في عام 2021،.

  وكان رئيس الاتحاد، فوزي لقجع، قد أعلن في عدّة مقابلات عن قناعته بأهميّة تطوير كرة القدم النسائية لما لها من دور في تطوير هيكل كرة القدم ككل في المملكة.

  وتشمل الخطة تركيز على ثلاثة أجزاء رئيسية: تمويل الأندية والمنتخبات، تأمين وتطوير البنية التحتية، وتنظيم وإقامة المسابقات. 

  فعلى سبيل المثال، أعلن الاتحاد المغربي أنّ كل نادٍ نسائي يُشارِك في البطولات التي ينظمها سيتحصّل على تمويل يصل إلى 130 ألف دولار لأندية الدرجة الأولى، و86 ألف دولار لأندية الدرجة الثانية، لتأمين كافّة احتياجات اللاعبات والطاقم الفني شهريًا.