Ghizlane Chebbak
أسيل طفيلي٥ أغسطس ٢٠٢٥
نجمات العرب
تقارير
G. Chebbak
Al Hilal

من المغرب إلى العالمية: مسيرة غزلان الشباك الملهمة

لو وُجِدت في الوطن العربي جائزة لأفضل لاعبة كرة قدم، لاستحقّتها الشبّاك

مع تطوّر كرة القدم النسائية في كافة أرجاء العالم في السنوات الأخيرة، بدأت المنظمات الدوليّة بشمل اللاعبات ضمن جوائزها السنوية.

وكانت النرويجية أدا هيغربغ، لاعبة ليون، أول فائزة بجائزة الكرة النسائية عام 2018، لتخلفها الأمريكية ميغان رابينو، قبل أن يسيطر نادي برشلونة على الجائزة منذ عام 2021 عبر أليكسيا بوتياس وأيتانا بونماتي، بجائزتين لكلّ منهما.

عربياً، لم تنجح أي لاعبة بعد بدخول في صراع تحقيق الألقاب الفردية وذلك بسبب التفاوت في المستوى بين الدوريات المحلية العربية وغيرها من الدوريات وخاصة الأوروبية.

فممارسة الفتيات والسيدات لكرة القدم في الوطن العربي أتت متأخرة مقارنة ببلاد الغرب وذلك لأسباب اجتماعية، ثقافية ودينية أعاقت من إمكانية مشاركتهنّ.

ولكن، في السنوات القليلة الماضية، شهدنا تطوراً في مستوى الدوريات نتيجةً لاستثمار الاتحادات بالكرة النسائية، وازدياد عدد اللاعبات العربيات المحترفات في دوريات بارزة. كما وشهدنا لحظات تاريخية عديدة، لعلّ أبرزها تأهل المغرب الى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه وتاريخ كرة القدم النسائية العربية.

وإذا ما أردنا ترشيح لاعبة عربية للمنافسة على الجوائز الفردية، وتسليمها جائزة أفضل لاعبة في الوطن العربي، فسيتّفق معنا الكثيرون بأن غزلان الشبّاك هي الاسم الأبرز.

في INDIVISA، قررنا تعريفكم على الشبّاك، قائدة المنتخب المغربي ونجمة من نجمات الكرة العربية.

  • بدايات غزلان مع كرة القدم

    عند عائلة الشبّاك، كرة القدم أسلوب حياة. فالوالد، العربي الشباك، نجم من نجوم منتخب المغرب في سبعينيات القرن الماضي.. وابنته، غزلان، سارت على نفس النهج وأصبحت لاعبات كرة القدم في المغرب والوطن العربي.

    وُلِدت غزلان في 22 أغسطس من عام 1990، وتعلّقت بكرة القدم منذ صغرها وبدأت تلعب مع أصدقاء لها في الجوار منذ عمر العاشرة. 

    ورغم أنّ كرة القدم آنذاك كانت حكراً على الرجال، تمكّنت غزلان من تنمية موهبتها بتشجيعٍ من والدها الذي حثّها على الاستمرار والسعي لتحقيق أحلامها.

  • Getty Images

    السيطرة المحليّة مع نادي الجيش الملكي

    بعد محطات عديدة مع أندية الرشاد البرنوصي، الرجاء عين حرودة والوداد البيضاوي، الرجاء البيضاوي، النسيم وأندية أخرى، انضمت غزلان الشباك في عام 2012 إلى نادي الجيش الملكي لتبدأ حكاية السيطرة المحلية.

    فحققت الشباك مع ناديها لقب الدوري المغربي في عشر مناسبات، بالإضافة لعشر كؤوس العرش، ولقب تاريخي في بطولة دوري أبطال أفريقيا. 

    إضافة للبطولات التي حققتها الشباك مع نادي الجيش الملكي، كانت لها حصّة من الجوائز الفردية حيث حققت لقب هدافة الدوري المغربي للسيدات في خمس مناسبات، أبرزها في عام 2014 عندما سجّلت 54 هدفاً.

    كما توجت بجائزة أفضل لاعبة في الدوري ثلاث مرات خلال مواسم 2017–2018، 2019–2020 و2021–2022.

  • قيادة المغرب نحو كأس العالم

    تعد غزلان الشباك قائدة المنتخب الأولى من دون منازع منذ عام 2007، وساهمت في إنجازات كبيرة، من أبرزها المشاركة في كأس العالم للسيدات 2023، وبطولات كأس أمم أفريقيا في مناسبات عدة، آخرها النسخة التي أقيمت في المغرب هذا الصيف.

    ولعلّ أكثر ما تفتخر به غزلان هي مشاركة المغرب في كأس العالم التي أقيمت آنذاك في أستراليا ونجحنَ لبؤات الأطلس بالتأهّل الى الدور الـ 16 في إنجاز تاريخي لكرة القدم المغربية والعربية.

  • Getty Images

    أوروبا أتت متأخرة

    خاضت غزلان الشباك تجربة احترافية قصيرة في مصر في موسم 2010-2011 مع نادي مصر المقاصة قبل أن تعود لتُكمِل السيطرة المحلية مع الجيش الملكي. 

    وبعد تألقها على الساحة العالمية في أستراليا، لفتت الشبّاك أنظار مسؤولي نادي ليفانتي لاس بلاناس الذي نجح باقناعها بخوض تجربة طال انتظارها في إحدى الدوريات الاوروبية.

    قضت الشباك موسماً ونصف مع النادي قبل أن تغادره مع نهاية هذا الموسم لتكون حصيلتها 39 مباراة سجلت فيها 5 أهداف.

  • كأس الأمم الأفريقية 2025

    في سن الرابعة والثلاثين، خاضت قائدة لبؤات الأطلس نسختها الثالثة من البطولة، وفرضت نفسها كواحدة من أبرز الأسماء في كرة القدم النسائية الإفريقية.

    ورغم الخسارة المؤلمة في النهائي أمام نيجيريا، أفضل منتخبات القارة الأفريقيّة تاريخيّاً، حققت غزلان الشباك جائزة الحذاء الذهبي لتصبح أول مغربية تحقق هذه الجائزة في مناسبتين.

  • الأفضل عربياً

    لطالما عانت كرة القدم النسائية في الوطن العربي من غياب الدعم من الجهات المعنيّة بالإضافة لنقص التغطية الاعلاميّة حيث اقتصرت على نقل بعض المباريات المهمّة وتغطية بعض الأحداث في بعض الأحيان.

    أدّى هذا الأمر الى تهميش أجيال كاملة من اللاعبات اللواتي مثلنَ المنتخبات العربية المختلفة وصعّب من مهمّة وصولهنّ للاحتراف وقدرتهنّ على التفرّغ بشكلٍ تام لمسيرتهنّ الرياضيّة.

    ينطبق هذا الأمر على غزلان الشبّاك التي لو وُلِدت في بلدٍ أوروبيّ أو في الألفيّة الجديدة، لكانت نجحت بتحقيق انجازات تفوق ما حقّقته مع نادي الجيش الملكي والمنتخب المغربي.

    ففي عمر الرابعة والثلاثين، لا تزال الشبّاك من أعمدة المنتخب الرئيسيّة ولا يزال عطائها على أرض الملعب شبيهاً بعطاء لاعبة في بداية مسيرتها الرياضيّة.

    واليوم، لو وُجِدت جائزة في الوطن العربي لتكريم أفضل لاعبة، لاستحقّت الشبّاك الجائزة… بتفوّق!