تعرّض المنتخب اللبناني اليوم لخسارة قاسية أمام المنتخب الفلسطيني بثلاثية نظيفة في افتتاح مبارياته ضمن بطولة غرب آسيا للسيّدات المقامة في مدينة جدة السعودية. خسارة اعتبرها كثيرون غير متوقّعة، خصوصاً أنّ المنتخب اللبناني بات يُصنّف من المنتخبات القادرة على المنافسة الألقاب في البطولات الإقليمية.
.jpg)
لبنان بين غياب الخبرة والاعتماد على العناصر الشابة
الاعتماد على العناصر الشابّة
اختار المدرب الوطني وائل غرزالدين، في تشكيلته الأساسية، الاعتماد على مجموعة من الأسماء الشابّة مثل ليا الحاج علي (18 عاماً)، سيسيل اسكندر (18 عاماً) وأيانا رزق الله (17 عاماً).
وتبرز هنا علامات استفهام حول الاستراتيجية الموضوعة من قِبل الاتحاد اللبناني لكرة القدم ولجنة كرة القدم النسائية. فمنذ سنوات، نشهد توجهاً ثابتاً نحو الدفع بالعناصر الشابّة في المنتخب الأوّل مقابل الاستغناء عن اللاعبات الأكبر سنّاً.

الاعتزال المبكر
أحد العوامل الأساسية التي تقف خلف هذا التوجه هو ظاهرة الاعتزال المُبكِر المنتشرة، نتيجة غياب نظام احترافي قادر على ضمان استمرارية اللاعبات وبقائهنّ في الملاعب لفترة طويلة.
خلال السنوات الماضية، شهدت الساحة اللبنانية اعتزال عدد من اللاعبات البارزات مثل يارا بورضى، آية الجردي، رنا المقداد وسميرة عوض.

رأي يارا بورضى
في تصريحٍ لموقع إندفيزا، اعتبرت يارا بورضى، واحدة من أبرز لاعبات لبنان تاريخياً، والتي اعتزلت منذ فترة، بأنّ مشكلة المنتخب واضحة وهي نقص الخبرة.
وقالت: "انظري إلى المنتخب الأردني، يعتمد على العناصر نفسها منذ سنوات طويلة، ونجحوا بإيجاد توازن بين الخبرة والشباب. أما المنتخب اللبناني، فمتوسط الأعمار صغير جداً… نملك العديد من اللاعبات الموهوبات ولكن هناك بعض الأمور التي لا يمكِن تعويضها… هناك بعض الأمور التي لا يُمكِن إلاّ للاعبات المخضرمات توفيرها وتقديمها."
وعمّا يجب على الاتحاد فعله: "يجب الاعتماد على اللاعبات المخضرمات من جديد… بعضهنّ عاد للّعب في الدوري مؤخراً… وذلك لتفادي الوقوع في الأخطاء نفسها التي حدثت في عام 2020 عندما شكّلنا نواة المنتخب وكان معظمنا صغار لا نملك الخبرة الكافية."
خطة طويلة الأمد ولكن…
في استراتيجية تطوير كرة القدم النسائية في لبنان، يبدو واضحاً الرغبة في الاستثمار في الفئات العمرية وتجهيز اللاعبات الشابات لما يتنظرهنّ من استحقاقات مقبِلة في المستقبل. ولكن، ماذا عن الحاضر؟
في المواجهات أمام منتخبات الجوار، تتّضح الفوارق البدنية والتكتيكية ما بين لاعبات الخبرة في المنتخبات الأخرى ولاعبات المنتخب اللبناني الناشئات. فهل التوجه الحالي - أي التضحية في المستقبل القريب - هي استراتيجية ناجحة؟
ويبقى السؤال الأهم: ماذا لو وصلت هذه اللاعبات الشابات إلى منتصف العشرينات… وقررنَ بدورهنّ الاعتزال المُبكِر؟