مع كل فترة يظهر موضوعًا متعلقًا بكرة القدم يحتل اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تارة يتحدثون عن عنف سيرجيو راموس بعد أن تسبب في إصابة محمد صلاح في مباراة ليفربول وأخرى يدندنون بدروشة زين الدين زيدان وعظمة ماسيلميانو أليجري التكتيكية لمجرد أنّه يلجأ للدفاع في كل مرة يتقدم في النتيجة.
مع ظهور الترند، يفضل القاعدة العامة من الجماهير المشاركة فيه والحديث عن الموضوع المثار سواء كانوا يمتلكون المعلومات التي تدفعهم للإدلاء بالرأي أو حتى على دراية بالموضوع، فتبدأ القصة بكذبة تتحول إلى كوميك وينتشر مثل النار في الهشيم ولا أحد يتذكر الحقيقة.
كيليان مبابي لم يقل الموسم الماضي إن مواجهة ريال مدريد ستحسم في مباراة واحدة كما زعموا، زيدان لم يكن مدربًا مؤقتًا مثل سانتياجو سولاري وأغلب التصريحات المنسوبة لأساطير اللعبة ما أنزل الله بها من سلطان.
سوبر دراما
Getty
ما إن تجاوز ريفير بليت فريق جيريمو البرازيلي، وتفوق مواطنه بوكا جونيورز على بالميراس وشهد نهائي كوبا ليبرتادوريس السوبر كلاسيكو بين الغريمين التقليدين في الأرجنتين للمرة الأولى حتى تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى نار مستعرة.
العناوين كثيرة، أغلبها يبالغ يتحدث عن مباراة مصيرية عظيمة تتجاوز الخيال والبعض يقرر ربما لأول مرة في حياته متابعة النهائي حتى أن الاتحاد الأمريكي الجنوبي قرر تغيير مواعيد المباراة لتناسب دول العالم المختلفة.
لا يوجد أزمة في التضخيم من حدث كذلك، لأنّ كرة القدم عمومًا في أمريكا الجنوبية تتميز بالإثارة والمتعة والمهارات بجانب بعض أحداث الشغب والعنف والتي تعجب الجمهور بصفة عامة.
ولكن الأزمة أنّه لأجل التضخيم والتفخيم من الحدث بدأ الكذب يتسرب بين الصفحات لتجد أخبارًا لا سند لها ولا أصل ولكنّ زر المشاركة على "فيسبوك" لا يرضخ لأي شيء سوى للإثارة فقط.
ما وراء المنطق | رونالدو هرب من ظل بنزيما
الحكم الألف وخمسمائة
س
Getty
لم يحدث أن عرض الاتحاد الأمريكي على أكثر من حكم إدارة المباراة ورفض، لا يوجد أي صحيفة أو مصدر موثوق تحدث عن هذه الواقعة، ولكن الإثارة هي السلعة والتجار كثر.
حكم مباراة الذهاب تم الإعلان عنه منذ أيام وهو التشيلي روبرتو توبار فارجاس ومعه طاقم بالكامل من تشيلي باستثناء الحكم الرابع من بيرو، ولم يبدي أحد اعتراضه مطلقًا على إدارة المباراة، لأنّها وللغرابة تحدث كل عام في البطولة المحلية وليس أمرًا جديدًا أن يلعب الفريقان هذا اللقاء.
لم يتعرض أي صحفي لأي اعتداء ناهيك عن القتل لأنّه اقترح خوض المباراتين دون جماهير. الحقيقة أنّ الكونومبول قرر ألا يحضر جمهور الضيف للمباراة تحسبًا لأي أعمال عنف، والأمر لم يكن اقتراحًا من صحفي ولكنّه إجراء احترازي.
لم تفتح المدرجات منذ الآن، والفيديو المنتشر لجماهير بوكا أو ريفير بليت في تدريبات الفريق غير صحيح وقديم أصلًا، كما أنّ مباراة السوبر كلاسيكو ليست عطلة رسمية بسبب اللقاء لكن لأسباب دينية.
وراء المنطق | أشهر المؤامرات في تاريخ كرة القدم
السوبر كلاسيكو
لأن المباراة هي الأول من نوعها في نهائي كوبا ليبرتادوريس فمن الطبيعي أن تثير القلائل بعض الشيء، ولكن العنف المسجل في مباريات السوبر كلاسيكو لم يصل إلى الحد المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لم يحدث مثلًا أن نزل رئيس النادي إلى الملعب وهو يحمل سلاحًا ناريًا كما فعل رئيس باوك في مباراة بالدوري اليوناني، ولكن الإثارة في المدرجات والتي تمتد أحيانًا إلى شجار خارج أرضية الملعب هو ما يتسبب في هذه المبالغات.
مباراة بوكا جونيورز وريفير بليت تشبه ما كان يحدث في الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد فترة جوزيه مورينيو وبيب جوارديولا. نعم الأمور أحيانًا تشهد التحامات بين اللاعبين ولكن الأمر لا يصل إلى الحالة الكارثية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما وراء المنطق - ميسي موهوب وكريستيانو رونالدو الأكثر اجتهادًا
هل تبحث عن عنف المدرجات؟ تابع مباريات دول شرق أوروبا وما يقوم به الهوليجانز في الدوريات المختلفة. شاهد ما يحدث في صربيا واليونان وغيرها من الدول التي لا تزال متأثرة بالحروب الكثيرة التي عاشتها في القرن الماضي.
المواجهة الأرجنتينية الكلاسيكية ستكون مثيرة وتستحق المتابعة، فلا داعي لمزيد من الملح على الطعام لأنّه يفسد الطبخة!
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=640&quality=60)
