Manchester United 18112017

ما بعد المباراة | رسالة مورينيو لزلاتان ولوكاكو، وفاتورة تألق بوجبا


تحليل | طه عماني | فيس بوك | تويتر


حقق مانشستر يونايتد فوزًا ساحقًا أمام ضيفه نيوكاسل يونايتد بأربعة أهداف لهدف وذلك في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب أولد ترافورد لحساب الجولة الـ12 من الدوري الإنجليزي.

مانشستر يونايتد | رسالة مورينيو لزلاتان ولوكاكو، وفاتورة تألق بوجبا
الموضوع يُستكمل بالأسفل
Paul Pogba Manchester UnitedGetty Images

◄لا شك أننا تابعنا اليونايتد بنوايا هجومية واضحة اليوم، وبرغبة واضحة من جوزيه مورينو للتكشير عن أنيابه أمام نزعة رافاييل بينيتيز الدفاعية منذ البداية، ورغم أن الأمور سارت على ما يُرام في نهاية المطاف، إلا أن الفريق لم يكن مثاليًا، على الأقل في الشوط الأول حينما كان الماك بايس مازالوا يُناقشون اللقاء بالرزانة الكافية لإغلاق المساحات ثم العمل على استغلال المساحات في ظهر لاعبي اليونايتد.

◄تكتيكيًا، دخل جوزيه مورينيو اليوم بخطة 4-2-3-1، ما جعل ماتيتش مُطالبًا بعمل دفاعي كبير خاصة أمام التقدم المتواصل لبول بوجبا، الشيء الذي خلق بعض المشاكل لليونايتد أمام مرتدات نيوكاسل السريعة. الخريطة الحرارية للاعب الصربي أظهرت في الشوط الأول أنه لم يكن مقيّدًا بالمهام الدفاعية فقط، بل إنه تقدم بدوره خاصة بعد الهدف المباغت للزوار، ما مكنهم من الحصول على مساحات أكثر بكثير مما كان يخطط له السبيشل وان قبل اللقاء.

◄أما ما زاد الطين بلة فهو التقدم المبالغ فيه لآشلي يونج، والذي جعل الجهة اليُسرى لدفاع اليونايتد مُستباحة، وأجبر سمولينج مرارًا على الخروج من مناطقه للتغطية على المساحات الشاسعة في ذلك الرواق، والهدف الأول لنيوكاسل خير دليل على ذلك. التراجع المتأخر لماتيتش، وخروج سمولينج من مركزه الأصلي ثم السقوط الغريب للنيدولوف جعل نيوكاسل في وضعية تفوق عددي داخل منطقة جزاء اليونايتد، وبالتالي تسجيل أول هدف في مرمى اليونايتد هذا الموسم على أرضية ملعب أولد ترافورد. يجب أيضًا أن نعترف بأن عدم تراجع أجنحة اليونايتد تسبب في استفحال تلك النقطة، ولو كان بينيتز أكثر جرأة في الشوط الأول، لربما استغله بشكل أفضل.

◄بالمقابل، عرفت المباراة نقاطًا إيجابية كثيرة لليونايتد، وعلى رأسها العودة الميمونة للفرنسي بول بوجبا الذي كان في رأيي أحد رجالات المقابلة. النجم الفرنسي ورغم أننا قد نؤاخذ عليه مغالاته في التقدم الهجومي (وهو أمر أشك كثيرًا أنه كان ليقوم به أمام خصم أكثر قوة)، إلا أنه جعل خط وسط الفريق أكثر قدرة على الإبداع وخلق فرص للخط الأمامي. اليونايتد عانى في مجموعة من المباريات هذا الموسم في إيصال الكرة بالشكل الصحيح للثلث الأخير من الملعب، وهو أمر لم نعاينه سوى قليلًا اليوم، رغم التكتل الدفاعي الكبير جدًا لنيوكاسل في النصف الأول من اللقاء خاصة. بوجبا يتمتع بحركية كبيرة وقدرة على الحسم في المواجهات الثنائية، فتجده يتحرك على الأطراف عند تواجد المساحات، كما لا يتردد في خلق عنصر المفاجأة داخل منطقة الجزاء، والأمر مكّنه اليوم ببساطة من تسجيل هدف من موقع قلب هجوم وتمرير كرة حاسمة من موقع جناح أيمن!

◄اللامركزية الهجومية كانت من سمات اليونايتد في الثلث الأخير من الملعب، والأمر عائد بالدرجة الأولى إلى طبيعة اللاعبين الأربعة الذين أتتوا الخط الأمامي لليونايتد والذي يستطيعون أربعتهم التحرك في كل مراكز الهجوم (ربما لوكاكو بدرجة أقل، رغم أنه تمكن في نهاية المطاف من المساهمة بشكل فعال في لقطة الهدف الثالث بتحركه المميز في الرواق الأيمن). صحيح أن الفريق عانى في أول نصف ساعة لفك شفرة دفاع نيوكاسل وذلك عائد لإصرار الفريق على المرور عبر حلول كلاسيكية خدمت مصالح دفاع نيوكاسل أكثر من هجوم اليونايتد، لكن ما إن أصبح الفريق أكثر تنويعًا في بنائه الهجومي، ونيوكاسل أقل تراجعًا للخلف، حتى شاهدنا وابلًا من الفرص الحمراء على مرمى إيليوت.

◄مشاركة زلاتان إبراهيموفيتش كانت ربما خبر اليوم، لكن في رأيي، ما يفوق ذلك أهمية هي الرسالة التي بعثها مورينيو عند دخوله والإبقاء على لوكاكو، وهو أمر قد يمنح اللاعبين طمأنينة كبيرة بخصوص المستقبل. رسالة المو كانت واضحة "أنتما متكاملان وتستطيعان اللعب معًا". لوكاكو مال للجهة اليمنى أكثر مع دخول إبراهيموفيتش، والفريق واصل الدوران بنفس الطريقة التي كان عليها قبل ذلك، بل إن المساحات ظهرت لزلاتان في ظهر مدافعي الماك بايس مستفيدًا من تحركات روميلو. صحيح أن الخصم كان حينها منهارًا وليس مقياسًا، لكن حركة مورينيو تُذكر فتُشكر.

نيوكاسل يونايتد | رافا لم يجهز نفسه سوى لسيناريو واحد!
Manchester United 18112017

◄عند الحديث عن مباراة نيوكاسل، وجب تقسيمها لشوط أول وآخر ثانٍ، لأنهما مختلفان تمامًا بخصوص المردود الذي قدمه الماكبايس. فريق بينيتيز ظهر منظم الصفوف، عارفًا لمكامن الخلل في صفوف اليونايتد وقادرًا على استغلالها في أول نصف ساعة، وبأسلحة هجومية لا يُستهان بها أبدًا، أما بعد الهدفين المتتاليين نهاية الشوط الأول، فقد تحول الفريق إلى حمل وديع غير قادر على زعزعة استقرار أصحاب الأرض.

◄بدا واضحًا أن فريق بينيتز مجهز لسيناريو واضح: التراجع للخلف واللعب على المرتدات، ما انعكس بوضوح على مردود الفريق ما بين الشوطين كما ذكرنا سابقًا. رافا دخل كعادته بخطة 4-4-2 معتمدًا على تقارب الخطوط عند الوضع الدفاعي وعلى سرعة الأروقة في الارتداد الهجومي، وخاصة على الجهة اليمنى حيث كان ينطلق مورفي بسرعة فائقة، ما مكنه من خلق مشاكل كبيرة في ظهر آشلي يونج.

◄ما قصم ظهر نيوكاسل بشكل واضح كان الهدفين اللذين تلقاهما نيوكاسل قبيل نهاية الشوط الأول خاصة بالنظر لتوقيتهما وطريقتهما. من السيء جدًا أن تتلقى هدفين في آخر 10 دقائق من الشوط الأول، لكن الأسوأ من ذلك أن تتلقاهما بنفس الطريقة، ومن كرتين عرضيتين كلاسيكيتن وفريقك متواجد في الوضع الدفاعي ومن المفترض أن يكون سبقًا لكرات مماثلة.

◄من أكثر المخيبين في نيوكاسل اليوم كان فلوريان لوجون الذي قدّم في رأيي موسمًا رائعًا مع إيبار الموسم الماضي، حيث تميز بقدرته على الخروج بالكرة من الخلف، ثم بتميزه في الكرات العالية، لكنه اليوم كان صيدًا سهلًا لكل من تحركوا في ظهره، وكان سببًا مباشرًا في هدفين على الأقل. المنظومة الدفاعية لنيوكاسل لم تكن كارثية ولا حتى سيئة، لكن الأخطاء الفردية تسببت في السقوط بتلك الطريقة، وهنا أتحدث عن الشوط الأول أكثر من أي شيء آخر.

◄أما في الشوط الثاني، فأعتقد أن نيوكاسل كان مضطرًا للعب لعبة غير لعبته، والخروج من مناطقه بحثًا عن التسجيل، ما زاد الطين بلة وجعل خطوطه مستباحة أمام حملات اليونايتد الكثيرة والمكثفة، وربما كانت النتيجة لتكون أسوأ في النهاية

 
إعلان