Ahly FansGetty Images

ما بعد المباراة | ألتراس أهلاوي لخّص أداء الوداد في أهزوجة المجد


كتب | فاروق عصام | فايسبوك | تويتر


أحاط النادي الأهلي المصري نفسه بالكثير من المخاطر خلال رحلته الأسبوع المقبل إلى المغرب من أجل مواجهة فريق الوداد البيضاوي المغربي في إطار إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا بعد تعادله الإيجابي على ملعبه ووسط جماهيره بهدف في كل شبكة. 

إليكم سلبيات وإيجابيات كل فريق في اللقاء ..

الموضوع يُستكمل بالأسفل
الأهلي | البدري لم يسد أي ثغرة في فريقه
الوداد - الأهلي

قبل المباراة وخلال استعراض نقاط ضعف الفريق المصري حذرنا من المساحات التي يتركها المدافع التونسي "علي معلول" خلفه إذا لم يتم تغطيتها من قبل لاعب الارتكاز، وبالرجوع لهدف الوداد سنجد أن تلك المساحة لم يتم تغطيتها كما يجب وبدلاً من تحرك رامي ربيعة في الجانب الأيسر اضطر قلب الدفاع "محمد نجيب" للتحرك من أجل مقابلة أونجم مما وسّع المساحة بينه وبين سعد سمير وهي المساحة التي استغلها بن شرقي وتحرك من أجل استقبال العرضية برأسية لم يتعامل معها سمير بالشكل المطلوب، تمامًا كما فعل دفاع الأهلي ضد الترجي والنجم في الكرات الهوائية.

■ في ظل غياب "صالح جمعة" لم يجد حسام البدري أي حل لمداواة تواضع مستوى صانع ألعاب الفريق "عبد الله السعيد" في المباراة، فقد كان السعيد خارج المباراة تمامًا ويبدو أنه لا يزال متأثرًا بالإصابة التي أبعدته عن فترة حاسمة من الموسم على صعيد المنتخب المصري والنادي الأهلي، لذلك افتقد الشياطين الحمر لأي وسيلة اتصال بين خط الوسط والخط الأمامي مما صعب كثيرًا من مهمة صناعة الهجمات التي لم تكن لتظهر لولا المحاولات التي تعاقبت على طرفي الملعب.

■ بعد ظهور ثنائية "ربيعة والسولية" بشكل جيد ضد النجم توقع الكثيرون أن تقدم نفس الأداء ضد الوداد، ولكن هذا لا يمت بصلة لعرف كرة القدم، التجربة حتى لم تأخذ وقتها من أجل الحكم عليها، والليلة ضد الوداد ظهر الثنائي على النقيض تمامًا مع مباراة نصف النهائي، لم يستطع الأهلي الخروج من مناطقه بالشكل المطلوب ولم يكن هناك من يحرك الفريق لليمين واليسار تمامًا كما يفعل طيب الذكر "حسام عاشور" بالإضافة إلى أن الاهتمام المبالغ به بالأدوار الدفاعية تسبب في ندرة اختراقات الثنائي على مشارف منطقة جزاء الخصم، ولولا غياب صالح جمعة لكان البدري قد سحب واحد منهما ودفع بجمعة بجوار عبد الله السعيد وحوّل الرسم إلى 4-1-4-1 مع بداية الشوط الثاني.

■ لا أعلم لماذا أصر البدري على ثنائية وسط الميدان حتى آخر ربع ساعة من المباراة وهي التي أثبتت ضعف واضح يلفت نظر الأعمى، ولا سيما بعدما بادل الوداد الأهلي الاستحواذ على الكرة منذ الدقيقة 60، وإذا ما دفعته حالة عبد الله السعيد لعدم التفكير في إعادته لدائرة الوسط مبكرًا، كان حتمًا ولا بد أن يحوّل أحمد فتحي إلى لاعب وسط ثم يخرج "محمد نجيب" ويدفع بالشاب "محمد هاني"، هذا الأمر كان كفيلاً بمنح الأهلي فرص جيدة في الهيمنة وحصار الخصم نظرًا للياقة فتحي الممتازة حيث كان اللاعب الوحيد الذي ظل يركض حتى الدقيقة 90 على عكس مثلا "عمرو السولية" الذي تفنن في تمرير الكرات بصورة خاطئة نظرًا لإنهاكه وعدم قدرته على الانتباه لما يحدث حوله، وكان الأهلي محظوظًا لعدم استقباله هجمة مرتدة نتيجة تلك التمريرات القاتلة.

■ في مباراة العودة قد يؤدي الأهلي بشكل أفضل، فالمساحات سوف تفتح للاعبيه على عكس لقاء الذهاب، في ظل هذا المستوى المتردي من خط الدفاع من المتوقع استقباله لأهداف، ولكنه أيضًا سيكون قريبًا من التسجيل، لذلك على الفريق المغربي الحذر من سيناريوهات متكررة عاقب بها الأهلي منافسيه في النهائي على ملاعبهم.

الوداد | أبطال حاربوا من أجل المجد
الوداد - الأهلي

■ في ظل كتاب الأهلي المفتوح، استطاع "حسين عموتة" قراءة الفريق المصري كما يجب من خلال متابعته للمباريات السابقة، وساعد البدري خصمه بعدم إحداثه أي تبديلات سواء على صعيد أسلوب لعبه أو التشكيلة التي ربما يكون عموتة توقعها اسمًا اسمًا قبل المباراة.

ما يؤكد هذا الأمر هو وضع عموتة للاعب كل مهمته في المباراة هو مراقبة "عبد الله السعيد" لاعب ضد لاعب من أجل إخراجه من الملعب، تمامًا كما كان يفعل "حسام عاشور" مع "شيكابالا" في مباريات ديربي القاهرة، هذا اللاعب كان "إبراهيم النقاش" الذي اخترته شخصيًا نجمًا للمباراة، فرغم عمره المتقدم ولياقته التي من المفترض أن تكون أقل من الكثير من اللاعبين إلا أنه قدم مباراة ممتازة على صعيد التغطية في وسط الميدان، تمركز على قوس منطقة جزاء فريقه وكان يتحرك بذكاء كبير في أي مساحة تفتح خلف ثنائي الارتكاز، مباراة تيكتيكية ممتازة من اللاعب الدولي المغربي.

■ من حسن حظ النادي الأهلي إصابة الجناح السريع "محمد أونجم" في وقت مبكر من الشوط الأول، لولا تلك الإصابة لنجحت خطة عموتة في قتل الأهلي بالمرتدات، وقد رأينا كيف تمكن الوداد من تسجيل هدف من خلال أول كرة مرتدة أتيحت له، عموتة طلب من أونجم شغل الرواق الأيمن من أجل استغلال المساحة التي ستتواجد خلف معلول الذي يهاجم بمجازفة كبيرة، ولكن تلك الخطة لم تستمر سوى لـ25 دقيقة فقط، وبعد نزول خدروف تراجع الوداد هجوميًا بشكل واضح، وهذا نظرًا للفارق بين اللاعبين في كل شيء، فالأخير أقل دون شك من أونجم على صعيد الفرديات والسرعة في الارتداد، وكان من المتوقع أن يهتم عموتة بالدفاع في الشوط الثاني بعدما انتهى أمله في الهجمات المرتدة.

■ هنيئاً للواك والكرة المغربية بالمهاجم "أشرف بن شرقي" الذي سريعًا سيخطف كل الأنظار إليه وسيكون المهاجم الأول لأسود الأطلسي، لاعب متحرك مهاري هداف لا ينقصه أي شيء للاحتراف في أفضل الأندية الأوروبية بعدما أثبت أنه على قدر المسئولية في المباريات الحاسمة سواء قاريًا أو محليًا وهذه مواصفات النجم الدولي، المهاجم الذي لم يتجاوز الثالثة والعشرين ربيعًا فعل الأفاعيل في مدافعي الأهلي، تفوق على سعد سمير وأذله في لقطة الهدف، ثم رواغ نجيب وربيعة أكثر من مرة وتحرك ليقود كل الهجمات المرتدة للوداد ولولا إصابة أونجم وغياب المساندة من الحدادي لوصل للشباك على الأقل مرة أخرى.

■ قدم خط دفاع الوداد مباراة بطولية، ربما إذا دققنا في التقييم فستكون فوق المتوسطة للظهيرين "جدارين ونصير"، وممتازة لقلبي الدفاع "أوتارا ورابح" وخاصة الأخير الذي راقب مواطنه "وليد آزارو" كما يجب، ويكفي ليوسف رابح الكرة التي أخرجها بشجاعة قلما تجدها من داخل الست ياردات قبل أن تمر عرضية لآزارو الذي كان وحيدًا أمام الشباك، تلك اللقطة تكررت مرتين أمام النجم وفي المرتين دخلت الكرة الشباك، وبكل بساطة هذا كان الفارق بين الوداد والنجم في مواجهتهما ضد الأهلي.

■ نتيجة رائعة لوداد الأمة في مباراة الأسكندرية، التعادل الإيجابي سيجعل عموتة لا يندفع في مباراة العودة وسيلعب بنفس الحذر مع استغلال الروح التي ستبثها الجماهير لدى لاعبيه، وإذا طبّق عموتة نفس الفكر الذي لعب به في مباراة الذهاب ولم يمنح لاعبي الأهلي المساحات التي منحها لهم الترجي في مباراة ملعب رادس، سيكون من بالغ الصعوبة على الفريق المصري الرجوع باللقب، خاصة وأن الهجمات المرتدة وفارق السرعات سيصب في مصلحة لاعبي الوداد تمامًا كما حدث الليلة في برج العرب.

في النهاية جماهير الأهلي الرائعة والتي تحرك الحجر لم تتوقف عن أهزوجة تقول "حارب على البطولة بروح الأبطال، ألعب برجولة! موت على الكرة!" .. ولكنها لم تكن تعلم أن نجوم الوداد هم المستفيدون من هذا الهتاف، فبدون أن يقصدوا كشفوا عن أنسب وصف لما قدمه أبطال الفريق المغربي في مباراة الليلة.

 
إعلان