Klopp MourinhoGetty

كلوب ومورينيو .. المعنى الحقيقي للانفصال عن الواقع

لا خلاف أبدًا، على أن البرتغالي جوزيه مورينيو ونظيره الألماني يورجن كلوب، من أفضل وأكفأ المدربين في العالم، وكليهما أضاف الكثير سواء لأنديتهم بوجه خاص أو لكرة القدم عمومًا، لكن أحيانًا، تشعر وكأنهما منعزلان عن الواقع.


تشابه فني


الموضوع يُستكمل بالأسفل
Klopp MourinhoGetty

صحيح مورينيو ذاع صيته كمدرب "صائد للألقاب"، ويبحث دومًا عن اللاعبين الجاهزين فنيًا وبدنيًا، من مبدأ "الشراء لا التربية"، لكنه، ليس من النوع الذي يميل لمبدأ الشراء من أجل الشراء، وفي العشرية الأخيرة، بدأ يُجيد لعبة "تدشين المشاريع"، ببناء فرق للمستقبل، كما وضع حجر أساس لجيل "لا ديسما"، الذي احتل أوروبا فيما بعد، سواء مع أنشيلوتي أو زين الدين زيدان.

واستكمل الفكرة مع تشيلسي، بالفريق الذي نجح به كونتي نجاح ساحق، والآن نُشاهد أولي جونار سولشاير، يفعل عجب العجاب، باللاعبين الذين استفادوا كثيرًا من مورينيو، صحيح المشاكل بينه وبين اللاعبين وصلت لطريق مسدود، لكن هذا لا يمنع، أن لاعب مثل بوجبا، تعلم دروس بالجملة، إن لم تكن فنية، فهي على الأقل دروس قاسية أثقلت عقليته كلاعب، والأمر ينطبق على بقية اللاعبين.

أيضًا، كلوب فعل نفس الشيء مع فريقه السابق بوروسيا دورتموند، الذي أعاده لخريطة الكرة الألمانية، بسيطرته على الألقاب عامين، بإمكانيات لا تٌقارن مع بايرن ميونخ، ولولا سوء طالعه، لاكتملت مهمة بشكل نموذجي، حين خسر نهائي الأبطال أمام العملاق البافاري عام 2013، والآن، لا يرى بصماته مع ليفربول، إلا من يعيش في كوكب آخر، بنجاحه في بناء أفضل مشروع لأحمر الميرسيسايد، ربما في القرن الجديد.


فن الانفصال عن الواقع


Jürgen Klopp FC Liverpool

يبقى القاسم المُشترك بين المدربين، هو فن تبرير الفشل بطريقة صادمة للجماهير، طريقة تجعل من يقرأ التصريحات يحتاج للتأكد من مدى صحتها مرة واثنين وثلاثة، على غرار حجة كلوب بعد التعادل مع إيفرتون بدون أهداف في ديربي الميرسيسيايد الأخير، بإرجاع السبب للرياح، التي لم تُساعد فريقه على نقل الكرة واللعب بالطريقة المتفق عليها، وهي تصريحات أصابت جماهير الريدز بصعقة كروية، لصعوبة استيعاب وهضم الحجة، التي لم تنطل على مراهق.

مدرب قطر القادم

قبل شهر تقريبًا من حجة كلوب "المروعة" عن الرياح، تفنن مورينيو في الانفصال عن الواقع، في أول يوم عمل مع شبكة (be IN)، فجأة وبدون سابق إنذار، أربك المُقدم أيمن جادة وطاقم التحليل، بحديثه عن مدرب المنتخب القطري القادم، مؤكدًا أن كل من في الاستوديو يعرف جيدًا من هو مدرب العنابي القادم، دون أن يذكر الاسم، مع ذلك، ظل يغدق في مدح المدرب القادم للمنتخب القطري، لدرجة أنه أثنى على القرارات التي يتخذها في حياته، تاركًا النهاية مبهمة ما بين زين الدين زيدان وبين جوارديولا، للعلاقة الجيدة التي يتمتع بها الثنائي بالمسؤولين في قطر.


تاريخ طويل


هذه مُجرد نبذة بسيطة من تاريخ كلوب ومورينيو مع الحجج وفن الانفصال عن الواقع أو الرد على أسئلة الصحافيين بإجابات محفوظة على طريقة خبثاء السياسة، واقعة الرياح لم تكن الأولى لمدرب أسود الفيستيفاليا الأسبق.

Jose Mourinho Real MadridGetty

بعد التعادل مع ليستر سيتي بهدف لمثله فبراير الماضي قال "بدأ الثلج يتساقط ولم يجعل الأمر أسهل، الثلج ليس مشكلة في الواقع، المشكلة الوحيدة هي أنه ظل على أرض الملعب، كانت هذه هي الأزمة بالفعل، لم تتدحرج الكرة بالفعل كما كان من المفترض أن تفعل، استحوذنا على الكرة في أغلب الأوقات، ولكن الثلوج جعلت الأمر غير مريح


الجفاف والطفل مورينيو


Jürgen Klopp Jose Mourinho 10032018Getty

واحدة من أغرب الأسباب التي تحجج بها كلوب بعد فشله في تحقيق الفوز، عندما أرجع سبب التعادل مع قديسين ساوثامبتون في مايو 2017، لجفاف أرضية الملعب، نفس الحجة لجأ لها بعد التعادل مع وست بروميتش ألبيون في أبريل للعام التالي، حتى حجة الرياح، استخدمها المرة الأولى بعد التعادل مع سندرلاند في يناير 2017.

أما فيلسوف التصريحات الفريدة من نوعها، فله باع كبير جدًا، على سبيل المثال، في يوم تقديمه كمدرب لمانشستر يونايتد، فاجأ الجميع على طريقة الأطفال الصغار، بالحديث عن سعادته بالمنصب الذي يحلم به ملايين من البشر، وبعد فترة قليلة، تحديدًا سبتمبر 2016، عندما جانبه التوفيق في سلسلة من النتائج السلبية أمام فينورد، مانشستر سيتي وواتفورد، لم يتطرق للأمور الفنية، اكتفى بالرد على المُشككين، بالتفاخر بتاريخه كمدرب وبطولاته التي حققها على مدار 16 عامًا.

أيضًا في أصعب لحظاته في موسمه الأول مع اليونايتد، بعد سلسلة الإصابات التي أثرت على نتائج الفريق في البريميرليج، قال بالنص في أوج لحظات غضب واستياء جماهير اليونايتد "إذا لم أفز بأي بطولات لمدة 3 سنوات ستقول عني جماهير مانشستر أنني رجلاً رائعًا ومدرب جيد نحن نحبه"، وغيرها من المواقف المُدهشة للجماهير.

والآن حان دورك عزيزي زائر Goal... هل تتذكر مواقف مشابهة لمورينيو أو كلوب؟

إعلان