Lothar Matthaus Germany Euro 2000

بعد كبوة المونديال - كيف تسترد ألمانيا الهيبة مرة أخرى؟


هيثم محمد    فيسبوك      تويتر

تعود الأضواء لتسلط مرة أخرى على منتخب ألمانيا مساء الخميس عندما يستضيف بطل العالم فرنسا ضمن دوري الأمم الأوروبية في الظهور الأول منذ إخفاق كأس العالم الأخيرة.

ولم تمر الكرة الألمانية بأزمة ثقة بمثل تلك القوة منذ فترة بداية الألفية الجديدة عندما عانى المنتخب الألماني من تراجع النتائج وعملية إحلال وتبديل أدت لثورة شاملة في كيان المانشافت.

وخرج المنتخب الألماني من الدور الأول لكأس العالم الأخير وتبع ذلك انتقادات حادة لخواكيم لوف، مدرب الفريق، بسبب سياساته في اختيار اللاعبين وخطط اللعب المتبعة مع المنتخب، كما تفجرت أزمة اعتزال مسعود أوزيل، نجم المانشافت، اللعب الدولي بسبب تعرضه للعنصرية على حد زعمه.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ميرتيساكير: تعرضت للسخرية في المنتخب ولكن مزاعم أوزيل فاجأتني

ولم يتعود الوسط الكروي على رؤية تلك النوعية من المشاكل والجدل في الكرة الألمانية، فقلما وصلت الأمور لتبادل الاتهامات والتصريحات في الماضي للوضع الحالي بين أوزيل والمدرب وعدة اسماء بارزة في ألمانيا.

Mesut Ozil Joachim Low GermanyGetty Images

ونجح الاتحاد الألماني في امتصاص حدة الأزمة وتخطي عاصفة الخروج المونديالي المبكر، فجدد الثقة في لوف، والذي كان جدد تعاقده قبل كأس العالم، وأعلن أن المدرب المتواجد مع الفريق منذ 2006 هو الأصلح من أجل إعادة الفريق للمسار الصحيح مرة أخرى.

وقد تبدو مهمة تصحيح المسار صعبة في المجمل للمانشافت بعد أحداث الأشهر الأخيرة، ولكن الكرة الألمانية تملك كل المقومات من أجل النهوض سريعا واستعادة مكانتها وسطوتها في أوروبا والعالم على عكس فترة بداية الألفية.

ففي 1998، وبعد هزيمة كرواتيا الثقيلة في ربع نهائي مونديال فرنسا، أراد المسؤولون تجديد دماء الفريق الذي وصل معدل أعماره لما يقارب 32 عاما ولكن عدم الاهتمام بقطاع الناشئين وتراجع مستوى الدوري المحلي جعل المهمة صعبة وقتها.

مرت ألمانيا بفترة تخبط كلفتها خروج مبكر من الدور الأول، وبهزائم ثقيلة، في أمم أوروبا 2000 و2004، وتولى أربعة مدربون المهمة في تلك السنوات الأربع رغم أن البلاد لم تعرف في كل تاريخها إلا عشر مديرين فنيين فقط.

Lothar Matthaus Germany Euro 2000

قرر الاتحاد الألماني بعد يورو 2004 وضع خطة طويلة الأمد لتطوير قطاع الناشئين وتطوير البوندسليجا من أجل تكوين جيل يكون قادرا على المنافسة على كأس العالم بحلول عام 2010، وكان له ذلك.

وصلت ألمانيا لنصف نهائي 2006 على أرضها، ثم تبع ذلك نصف نهائي آخر في 2010 بتشكيلة شابة من نجوم البوندسليجا، وبدأت سطوة المانشافت واضحة في تلك السنوات على بطولات الاتحاد الأوروبي بمختلف الفئات العمرية، حتى وصل الفريق للهدف الموضوع والتتويج بكأس العالم في 2014.

ولا تزال سطوة ألمانيا حاضرة، فالفئات العمرية المختلفة لا تزال تعطي فرق بعناصر مميزة، ورأينا ألمانيا تتوج في 2017 بكاس القارات وأمم أوروبا للشباب بتشكيلة من العناصر اليافعة، كما أن معظم أندية البوندسليجا تعتمد في الأساس على اللاعبين المحليين، مما يوفر قاعدة اختيار واسعة للوف.

وربما سيكون على لوف التخلي عن بعض من قناعاته وإعطاء الفرصة بشكل أوسع لعناصر جديدة جائعة لإثبات نفسها بدلا من الحرس القديم مثل توماس مولر وتوني كروس، لاعبون فازوا بكل شيء وأصيبوا بحالة من الشبع، وإن كانت قائمة المدير الفني لمواجهة فرنسا وبيرو تسيطر عليها الوجوه القديمة والمتعارف عليها، وإن كان الرجل حمل نفسه، وليس اللاعبين مسؤولية الإخفاق المونديالي بسبب اختياره الخاطيء لأساليب اللعب والخطط.

Thomas Muller Germany World CupLaurence Griffiths

هوملز: شعبية لوف ازدادت بعد كأس العالم

وربما تلعب مواجهة ألمانيا لفرنسا في أول ظهور بعد كبوة المونديال عامل مساعد، فالفريق كما عنون عدد من لاعبيه يحتاج لدفعة معنوية تجعله يؤمن مرة أخرى بقدراته، ولا شيء أفضل من الفوز على بطل العالم الذي حل محلك في لقاء رسمي لتسكت كل المشككين وتثبت أن ما حدث في روسيا كان كبوة ليس أكثر وأن المشروع يمضي في طريقه الصحيح.

حتى الآن نجح الاتحاد الألماني وخواكيم لوف في احتواء ثورة غضب الألمان بعد إخفاق كأس العالم، وسمح الرصيد الواسع الذي كونوه على مدار الأعوام العشرة الأخيرة بإعطاهم الفرصة لتصحيح الأمور والبداية من لقاء فرنسا الذي سيعطي مؤشرات أولية عن مدى صحة هذا القرار.

إعلان