Naby Keita - 031216Getty

غول مجهول (29) | نجولو كانتي "البوندسليجا"


   إعداد | عادل منصور    تابعه عبر تويتر  

بعد ساعات من البحث والمتابعة عن كثب، وقع الاختيار على بطل الحلقة الجديدة. هو شاب أفريقي، ونموذج يُحتذى به في الكفاح والإصرار وعدم اليأس، فهو تقريبًا بدأ مشواره تحت الصفر، مع فريق بلدته، ومنه سافر إلى فرنسا بحثًا عن تحقيق حلمه، ليُصبح من الأسماء البارزة في عالم الساحرة المستديرة.

النجم المُنتظر الذي سنتحدث عنه باستفاضة اليوم، هو "نابي كيتا"، المُلقب بديكو الأبيض، لكن في حقيقة الأمر، هو نسخة جديدة للوحش الفرنسي الكاسر "نجولو كانتي"، لماذا؟ لأسباب كثيرة سنتحدث عنها في الرأي الفني.

كيف بدأ مشواره؟

Naby Keita - 031216Getty

قبل أن يتجاوز ربيعه الـ16، ذهب إلى قطاع شباب فريق "هورويا" –بطل كأس الاتحاد الأفريقي عام 1978-، وبعد أقل من عام، قرر السفر إلى فرنسا، وهناك عرض نفسه على أكثر من نادٍ، منهم إفريز، لورين وميتز، ليجد فرصته بعد ذلك مع إستريز، الذي وضعه على الطريق الصحيح، بإشراكه مع الفريق الأول موسم 2013-2014.

خاض كيتا مباراته الأولى كلاعب كرة قدم مُحترف أمام نيم أولمبيك في دوري القسم الثاني الفرنسي، وسرعان ما ثبت أقدامه في التشكيلة الأساسية، لينتهي الموسم وفي سجله خمسة أهداف وتمريرتان حاسمتان، من مشاركته في 30 مباراة، ليقع اختيار إدارة نادي "ريد بول سالبزورج" النمساوي عليه.

غول مجهول (5) | روماريو العصر الحديث

انتقل بالفعل إلى بطل الدوري النمساوري قبل غلق ميركاتو صيف 2014 بأربع أيام، ليرتقى بنفسه إلى مستوى تنافسي أعلى، باللعب مع فريق يٌشارك باستمرار في بطولات أوروبا، وأيضًا لديه بطولات كثيرة، الأمر الذي ساعده على إظهار موهبته بشكل أفضل مما كان عليه في بلاد الضوء.

خطف الدولي الغيني الأضواء مع فريق شركة مشروبات الطاقة الشهيرة، وقاده للفوز بالثنائية "الدوري والكأس" موسم 2014-2015، الذي اُختير فيه لاعب العام في النمسا، ليحصل على أغلى مكافأة في مشواره كلاعب حتى هذه اللحظة، بالانتقال إلى فريق لايبزيج الألماني، والتابع لشركة ريد بول.

لم يكن يتوقع أحد أن يُحقق الفرع الثاني لشركة مشروبات الطاقة كل هذا النجاح، في موسمه الأول في البوندسليجا، بعد صعوده من دوري القسم الثاني، وبالنسبة لنابي كيتا، فقد تطور مستواه بشكل مُذهل منذ انتقاله لألمانيا، ومن مباراة لأخرى، يُثبت أنه بالفعل مشروع لاعب وسط من الطراز العالمي، بعيدًا عن أهدافه الثمانية، التي سجلها من مشاركته في 27 مباراة في البوندسليجا حتى الآن.

الرأي الفني

الموضوع يُستكمل بالأسفل
HD Naby KeitaGetty

نابي كيتا لاعب ارتكاز من نوعية "رقم 8"، يكون عادة حلقة وصل بين الدفاع والهجوم، وهذا بالفعل الدور الذي يقوم به سواء مع ناديه أو منتخب بلاده الغيني. مميزاته؟ البعض يصفه بديكو الأبيض، كونه يُمرر بدقة في الثلث الأخير من الملعب، ولديه قدرة على المرور من لاعب واثنين بسرعته في وسط الملعب، لكن من يُشاهده بشكل جيد، يعرف أنه الاستنساخ الجديد لذو الأصول المالية "نجولو كانتي"، كيف لا وكيتا لا يكل ولا يمل من الركض طوال المباراة، غير أنه يستخلص الكرة بمهارة بسهولة ويسر ودون ارتكاب أخطاء، ولياقته البدنية الخارقة، تُساعده على أخذ أماكن صحيحة في وسط ملعب المنافس، لاسترجاع الكرة سريعًا بعد فقدانها، تمامًا كما يفعل قرينه في تشيلسي.

بعيدًا عن مميزات كيتا الدفاعية، فهو صاحب لمسة إبداعية في الثلث الأخير من الملعب، ويستطيع بتمريرة واحدة أن يضع المهاجم وجهًا لوجه مع الحارس، هذا ولم نتحدث عن روح القتالية داخل الملعب، فهو لاعب شرس جدًا ولا يترك أحد يمر منه بسهولة، وأضف إلى ذلك أنه سريع ويتمتع ببنيان قوي، رغم أنه ليس طويل القامة.

غول مجهول (28) | الصخرة المظلومة بسبب «بروباجندا بالوتيلي»!

المكان المُناسب؟؟ إن حالفه التوفيق، فسوف ينتقل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في أقرب وقت ممكن، كيف لا وأسلوبه يتماشى تمامًا مع الكرة الإنجليزية، وفي حقيقة الأمر هناك أكثر من نادٍ إنجليزي في أشد الحاجة لخدمات لاعب مثله، في مقدمتهم "ليفربول"، الذي يُعاني من كثرة إصابات القائد هيندرسون، وهناك كذلك مانشستر سيتي، الذي سيكون من دون "يحيى توريه" الموسم المُقبل، وقد يتخلى عن واحد من الثنائي فرناندو وفرناندينيو، لكن باريس سان جيرمان يبقى أقوى المرشحين للظفر بتوقيع اللاعب، وفقًا لتقارير صحف فرنسا الكبرى.

إعلان