عندما سألنا روبيرتو مارتينيز، مدرب بلجيكا، في حوار حصري قبل مقابلة إيطاليا عن من يرشح للكرة الذهبية، كان رده بأنه سيضع رهانا بخمسين يورو على نجمه روميلو لوكاكو، وخمسين أخرى على كيفين دي بروينه.
سنركز في الحديث على الخمسين يورو الأولى الخاصة بنجم إنتر الذي يعد الآن من الأفضل في العالم بمركزه، وأحد ألمع اللاعبين بيورو 2020.
Getty/Goal Arمواجهة خاصة أمام إيطاليا
عندما يلعب لوكاكو الجمعة مع بلجيكا أمام إيطاليا، ستكون مباراة خاصة له كونه سيلعب أمام زملاء في إنتر مثل نيكولو باريلا، أو خصوم يعرفونه ويعرفهم جيداً من موسمين أخيرين مع النيراتزوري.
وجد لوكاكو في إيطاليا البيئة المناسبة التي كان يبحث عنها لتنفجر موهبته، مدرب في صورة أنطونيو كونتي أخرج أفضل ما عنده، معد بدني هو بينتوس عرف كيف يوظف بنيته الجسدية الهائلة ويطوعها لتخدمه كلاعب كرة، والأهم، وجد جمهوراً ونادياً أعطاه المساندة حتى في أصعب اللحظات فزاد من ثقته في نفسه وإمكانياته.
نتيجة مزج تلك العوامل معاً موسماً مميزاً للبلجيكي في ميلانو قاد الفريق فيه لكسر صيامه وتحقيق لقب الدوري الإيطالي، وعلى المستوى الشخصي قدم أرقاماً وعروضاً مميزة، إذ سجل 30 هدفاً وصنع 10 بكل المسابقات، وثنائيته مع لاوتارو مارتينز كانت من الأفضل في أوروبا.
Getty Imagesبالنسبة لجمهور إنتر لوكاكو هو ملك ميلانو المظفر، يمكن التفريط في أي لاعب، أشرف حكيمي أو لاوتارو حتى، ولكن المساس بالبلجيكي ممنوع، ليس فقط بسبب صفاته التهديفية ولكن شخصيته داخل وخارج الملعب، والتي جعلت الجمهور يلقبه بالعملاق الطيب بحكم شخصيته المميزة وتواضعه الكبير، والاحترام الذي أظهره لألوان ناديه ومشجعيه.
اقرأ أيضاً .. ميسي أبكاها واقترضت الخبز لإطعام أطفالها .. والدة لوكاكو التي اتهمها إبراهيموفيتش بالفودو
العبور للمستوى المقبل
قبل مقابلة بلجيكا مع البرتغال وقائدها كريستيانو رونالدو، بدا لوكاكو غير راضياً عند سؤاله عن المقارنات بينه وبين النجم البرتغالي، قال إن عند الحديث عن صفوة المهاجمين في العالم لا يُذكر اسمه، وعندما يتألق يُقال إنه يمر فقط بفترة طيبة، وطالب بوضعه ضمن تلك الزمرة من اللاعبين.
مطالبات لوكاكو تبدو مشروعة، من يملك 259 هدفاً و85 تمريرة حاسمة في مشواره الكروي منذ بدايته وهو بعد في الثامنة والعشرين يحق له ذلك، من سجل 17 هدفاً بعمر التاسعة عشر بموسمه الأول مع وست بروميتش، ويحتل الترتيب العاشر في تاريخ هدافي إيفرتون، وعادل أرقام الظاهرة رونالدو بموسمه الأول في إنتر بالتأكيد يحق له المطالبة بأن يصنف ضمن صفوة اللاعبين بمركزه.
أرقام اللاعب المميزة تواصلت أيضاً على المستوى الدولي، ففي يورو 2020 بلغ هدفه رقم 63 بقميص بلجيكا، ليواصل الانفراد بصدارة الهدافين التاريخيين للبلاد، وهو أسرع من بلغ 60 هدفاً، طالع المزيد.
Getty Imagesقد يكون رونالدو حالياً هو عميد هدافي الكرة الدولية بعد أن حطم رقم علي دائي، ولكن بمعدله الحالي، قد يكون لوكاكو المهدد الأكبر للبرتغالي، وقادر على بلوغه وتخطيه بالنظر لسنه، وقوة بلجيكا بما تملك من حلول تساعده على التسجيل، خصوصاً مع تواجد عديد الخصوم الضعاف بتصفيات القارة الأوروبية.
إذاً، ماذا بعد يا لوكاكو؟
الخطوة المقبلة للعملاق البلجيكي هي إثبات أحقيته بالتواجد مع زمرة الكبار، وتحقيق ذلك يكون عبر تحقيق الألقاب. هو فعل ذلك بالفعل مع ناديه إنتر والدور الآن على منتخب بلاده.
الجيل الحالي لبلجيكا هو الجيل الذهبي للبلاد والفرصة الحالية باليورو قد تكون الأخيرة لتحقيق بطولة تخلده، والأمر بيد لوكاكو وبقية النجوم مثل كيفين دي بروينه وإيدين هازارد والبقية.
Getty Imagesمباراة إيطاليا تعد مفترق طرق لبلجيكا، الفوز سيفتح أبواب العبور للمباراة النهائية وتحقيق حلم البطولة، وستعول كثيراً لتحقيق ذلك على لوكاكو الذي يعرف الأتزوري جيداً، ويعيش أفضل أحواله بالمسابقة حتى الآن، وهو الأجهز بين نجوم الفريق في ظل إصابات دي بروينه وهازارد.
فوز بلجيكا على إيطاليا إذا حدث بأقدام لوكاكو سيكون بمثابة رده الحقيقي على كل منتقديه، ورسالة واضحة بأنه الآن من الصفوة ويستحق أن يكون من المرشحين للجوائز الفردية كما طالب مدربه، فهل يفعلها "العملاق الطيب" ويواصل رحلة صعوده للقمة؟
