real madridchampions league

دوري أبطال أوروبا - غياب المرشح فوق العادة


يوسف حمدي    فيسبوك      تويتر


للتو وصلنا إلى منتصف فبراير، تلك الأيام التي يعود فيها دوري أبطال أوروبا للانطلاق مرة أخرى بداية من دور الستة عشر، وذلك بعد توقف دام لشهرين ونصف، الحديث عن دوري الأبطال يتصدر كل شيء له علاقة بكرة القدم، وبمناسبة الأدوار الإقصائية يبدأ سؤال ما في التردد، هذا السؤال الذي يبحث عن إجابة تحمل اسمًا لفريق واحد، يكون هو المرشح ليتسلم ذات الأذنين مع نهاية مايو.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

في منتصف فبراير تكون الأمور أكثر وضوحًا، ومعالم الموسم بكون قد ظهرت جلية، الجميع أظهر وجهه الحقيقي الذي يؤهل للحكم عليه، ولا حاجة للانتظار من أجل تغيير شيء ما غالبًا، لذا فمن يستطيع المنافسة في هذا الوقت يعد مرشحًا، دون النظر إلى أين كان في بداية الموسم أو في الموسم الماضي أو ما إلى ذلك.

في هذا الموسم تختلف الأمور قليلًا، نظرًا لأن ما مر منه لا يشير بوجود فريق خارق، ولا تضع اسمًا بعينه تميل الكفة لصالحه دونًا عن الآخرين، لذا فنحن أمام معضلة كبرى وعدة تفسيرات، معضلة ستمنعنا من ترشيح فريق للقب في نهاية السباق، وتفسيرات ستشرح لماذا ستمنعنا من ذلك.

التفسير الأبرز هنا سيكون أنه لا أحد خارق، ولا أحد مكتمل المقومات، بمعنى أن برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونيخ وليفربول ومانشستر سيتي وباريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد ويوفنتوس والبقية يمتلكون أشياء إيجابية، وأخرى سلبية، وبالنظر إلى طبيعة مباريات خروج المغلوب، فإن هذه النقاط الإيجابية والسلبية تعطي الجميع تقريبًا نفس الحظوظ بفروق متفاوتة، وفروق أخرر ستحددها سير القرعة والمستجدات التي من الممكن أن تحدث خلال ما تبقى من الموسم.

وبالنظر إلى التاريخ فإن حتى الظروف التي من الممكن أن نرشح فيها طرفًا على حساب الآخرين لا تسير الأمور كما نتوقع لها، ففي العام الماضي انتظر الجميع خروج ريال مدريد من دور الستة عشر أمام باريس سان جيرمان وفاجأ الجميع واحتفظ باللقب للمرة الثالثة تواليًا، وفي 2012 لم يكن تشيلسي مرشحًا للعبور من أي من الخصوم الذي عبر منهم، بداية من نابولي في دور الستة عشر ووصولًا ببايرن ميونيخ في النهائي، والأمثلة كثيرة وانظروا إلى التاريخ لتعرفوها.

كان هذا في المواسم التي كانت فيها الأمور أوضح من الآن إلى حد ما، فما بالك بموسم لا يعرف فيه أحد أي فريق أقوى من الآخر نظرًل لتقارب المستويات، ولوجود المشاكل التي من شأنها بعثرة أوراق أي فريق في الإقصائيات بشكل أكبر، لذا تبدو الأمور هذا العام خارج نطاق التوقعات تمامًا.

مانشستر يونايتد هذا الذي كان محل سخرية الجميع، أضحى الآن مرشحًا لإقصاء أحد المرشحين للبطولة باريس سان جيرمان، وحامل اللقب ريال مدريد مهدد بالخروج أمام أشبال أياكس أمستردام، ولا أحد يعلم إلى أين سيأخذنا المنطق هذه المرة، أم أنه سيتنحى جانبًا مرة أخرى ويترك الأمور تجبرنا على تصديقها دون القدرة على وضع أية تفسيرات.

في كرة القدم لا توقعات، وكل شيء يتغير في لحظة، وفي البطولة الأهم أوروبيًا تتجلى هذه الأمور بشكل أكثر وضوحًا، لا يمكن لأي شخص التنبؤ بشيء خلالها، هكذا اعتدنا معها، وهكذا تعلم الجميع ممن أضاعوا أوقاتهم في تخيل سيناريوهات ومن ثم الاستمتاع بحدوث عكسها.

بعد الوداع.. رسالة إيميليانو سالا التي لم يكتبها

على أية حال عودة دوري أبطال أوروبا هي ملاذ كل عشاق كرة القدم حول العالم، إذا كنا لا نمتلك إجابة حول اسم المرشح للفوز بالبطولة، فنحن نمتلك يقينًا بأن المتعة ستكون حاضرة بدون شك، هكذا تقول الأسطورة.

إعلان