Simon Davies Bobby Zamora Wolfsburg Fulham UEL 2010Getty

حكاية نهائي الدوري الأوروبي | ملحمة إنجليزية دُفنت قبل ظهور (VAR)

بعد التغيير الجذري الذي أقره الاتحاد الأوروبي عام 2009، بإلغاء بطولة "إنترتوتو"، ودمجها في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي، تحت مسمى الدوري الأوروبي بالنظام المتبع حتى الآن، سطر أحد فرسان عاصمة الضباب قصة على طريقة السير ألفريد هيتشكوك، لكن بنهاية درامية صادمة.

بطل القصة هو فولهام  عندما كان يرأسه الملياردير المصري محمد الفايد، ويقوده فنيا المدرب الإنجليزي روي هودسون في أفضل وأوج لحظاته كمدرب، وآنذاك تأهل أصحاب "كرافين كوتيدج" للبطولة الأوروبية بعد إنجاز إنهاء موسم 2008-2009 في البريميرليج في المركز السابع، متقدما بنقطتين عن جاره العدو توتنهام.

في مشاركته الأوروبية الثانية في هذه البطولة، لم يجد جار تشيلسي صعوبة بالغة في إزاحة فيترا النمساوي وأمكار الروسي في الأدوار الإقصائية التمهيدية، لتضعه قرعة مرحلة المجموعات في مجموعة معقدة وصعبة للغاية، بوجود روما في حضرة الملك فرانشيسكو توتي بجانب اثنين آخرين من المتمرسين على المواعيد الأوروبية بازل سيسكا صوفيا.

وكانت التوقعات تصب في مصلحة عملاق الكرة الإيطالية وبدرجة أقل جاره السويسري أو الفريق البلغاري العنيد، المهم الفريق اللندني كان خارج دائرة التوقعات والترشيحات تماما، وما ثبت هذا الاعتقاد، اكتفاؤه بخمس نقاط فقط في أول 4 جولات، قبل أن تحدث الانتفاضة بعودة مذهلة من بعيد.

وسطر جيل المهاجم الإنجليزي السابق بوبي زاموا وزولتان جيرا وسيمون ديفيز وخلفهم الحارس الأسترالي المتوهج آنذاك مارك شوارزر، ملحمة للتاريخ، بدأت بتأمين مهمة المباراة قبل الأخيرة في دوري المجموعات، بهدف جيرا في الضيف البلغاري، وتبعها بانتصار لا يقدر بثمن خارج القواعد على حساب بازل بنتيجة 3-2، ليرافق الذئاب لمراحل خروج المغلوب النهائية، في واحدة من كبرى مفاجآت البطولة.

واكتملت المغامرة الجريئة بإقصاء واحد من أعتى كبار شرق أوروبا "شاختار دونيتسك"، القادم من اليوربا ليج بصفته ثالث مجموعته في دوري الأبطال، وذلك بالتغلب عليه في ذهاب موقعة غرب لندن، والتعادل بهدف لمثله في وطن السحر والجمال، ليأتي موعد الاختبار الأهم والعالق في الأذهان حتى هذه اللحظة، وعلى ما يبدو سيبقى عالقا في الأذهان لفترة أطول.

والاختبار كان بمواجهة كبير إيطاليا يوفنتوس بعد نجاته من غيابهم فضائح "الكالتشوبولي"، والمثير حقا، أن الجميع اعتقد أن مهمة أصدقاء الأسطورة ديل بييرو وجيجي بوفون، قد انتهت عمليا ومنطقيا، بفوزهم في "ديلي آلبي" بثلاثة أهداف لهدف، إلا أن الرد كان قاسيا في الملعب الصغير "كرافين كوتيدج"، بدك شباك البيانكونيري برباعية مقابل هدف، ليتأهل هودسون وفريقه للدور ربع النهائي بريمونتادا تدرس.

بعد الدفعة المعنوية الهائلة بإقصاء عملاق إيطاليا وأوروبا من دور الـ16، أضاف الفريق الإنجليزي الثنائي الألماني فولفسبورج وهامبورج لقائمة ضحاياه في ربع ونصف النهائي، ليأتي موعد الحقيقة في نهائي "آيمتيش آرينا" التابع لمدينة هامبورج، ضد أتليتكو مدريد، متسلحا بكتيبة إعدام وإرهاب في الخط الأمامي، متمثلة في الثنائي اللاتيني دييجو فورلان وسيرجيو أجويرو.

وبدأ فولهام النهائي بنفس الصورة والأداء الذي يقدمه منذ بداية مغامرته الأوروبية، وأكثر من مرة أتيحت للاعبيه فرصة أخذ الأسبقية، قبل أن تأتي صدمة استقبال الهدف الأول، في لعبة مشكوك في صحتها، بدأت بعرضية قابلها أجويرو بتسديدة طائشة، ذهبت للمشكوك في تسلله فورلان، ليجلد شوارزر بأولى الأهداف، وعكس سير المباراة، ولنا أن نتخيل لو كانت المباراة تُلعب الآن في وجود تقنية حكم الفيديو (VAR)؟ مؤكد كانت ستتغير أشياء كثيرة كغيرها من المباريات التاريخية التي حُسمت بقرار غير موفق من الحكم أو مساعده قبل الاعتماد على الفيديو.

#3 UCL - UEL finalistsGetty Imgages

ويحسب لفولهام أنه لم ييأس بعد الهدف، وسريعا تمكن من إدراك هدف التعديل بتسديدة لا تصد ولا ترد من الويلزي سيمون ديفيز، وظلت المباراة معلقة حتى الأشواط الإضافي، التي صنعت فيها المواهب اللاتينية الفارق، بلعبة عبقرية بين أجويرو وفورلان، انتهت بهدف لا يعوض في الدقيقة 115، لينتهي الحلم الإنجليزي على يد اللاعب الذي تألق بعد شهرين وتوج بجائزة أفضل لاعب في مونديال جنوب أفريقيا.

إعلان