Kostas Manolas Roma BarcelonaGetty Images

تحليل .. ماذا بعد إفراط فالفيردي في التحَامل على ميسي؟

بدأ يتسلل القلق لدى مشجعي برشلونة، بعد الانتكاسة الأخيرة التي تعرض لها البرغوث ليو ميسي، أثناء مشاركته أمام فالنسيا في قمة الجولة الـ22 للدوري الإسباني، التي انتهت بهدفين لمثلهما، وتسببت في ظهوره بمستوى أقل من المتوقع والمُنتظر منه في آخر مباراتين.


رسالة واضحة


الموضوع يُستكمل بالأسفل
Lionel Messi Barcelona 2018-19Getty Images

بالعودة إلى الذاكرة أقل من شهر، تحديدًا بعد ديربي كاتلونيا المُصغر، الذي جمع برشلونة بجيرونا في الجولة الـ21 لليجا، وانتهى بفوز حامل اللقب بهدفين نظيفين، بعث ليو ميسي، رسالة واضحة وصريحة للمدرب ارنستو فالفيردي، أنه لا يُفكر سوى في كأس دوري أبطال أوروبا، لحفظ ماء وجهه أمام جماهير البرسا، بعد كم الإحراج، الذي صدره العدو الأزلي ريال مدريد، باحتكار البطولة في آخر 3 سنوات، و4 مرات في آخر 5 سنوات.


المدرب في واد آخر


Ernesto Valverde LaLigaGetty

المدرب يعرف جيدًا أن البرغوث لا يفرق معه الفوز بالليجا ولا كأس الملك ولا أي شيء، مقابل التقاط الصور التذكارية بجانب الكأس ذات الأذنين في آخر مباراة هذا الموسم، ليُعادل عدد مرات فوز الغريم البرتغالي كريستيانو رونالدو بها، لكن المُثير للدهشة، أن المدرب يُصر على المقامرة بليو، وكأنه لم يتعلم من درس الموسم الماضي.


مقامرة الأندلس والكلاسيكو


Lionel Messi, Barcelona

في حديثه مع الصحافيين قبل مواجهة إشبيلية في إياب ربع نهائي كأس ملك إسبانيا، قال فالفيردي عن ليو، إنه ليس مُجرد نجم أو هداف، بل موهبة تستحق الاعتناء، وهذا بعد ساعات قليلة من تصريحات البرغوث، ومن أجل، تصحيح أخطاء مباراة الذهاب الكارثية، التي "حرق" بها لاعبيه البدلاء، بالدفع بهم مرة واحدة، كالشخص الذي يُريد التخلص من كتيبة برصاصة واحدة.

اعتمد فالفيردي في الذهاب على كيفن بيرنس بواتيج، وهو لم يكن قد أمضى أيام في "كامب نو" بعد إتمام صفقة إعارته العجيبة من ساسولو، بجانب فيدال، ألينا ومالكوم، الشاهد، أنه أراح كل مهاجميه الأساسيين، وأكثر بديل نشط كوتينيو دفعة واحدة، ولكي يُصحح هذه الجريمة الكروية، استنجد بميسي في الإياب، ليُبقي على آمال الاحتفاظ بالكأس للمرة الخامسة.

حتى بعد إصابته الأخيرة، أشركه في كلاسيكو ذهاب كأس ملك إسبانيا، وقبلها، أفرط في الاعتماد عليه في مباراة تندرج تحت مُسمى "في المتناول"، أمام إيبار، ليجانيس وجيرونا، وكأنه لم يُشاهد زين الدين زيدان، كيف ساهم في مد عمر رونالدو في الملاعب، بإراحته في هكذا مباريات، ليبقى واقفًا على قدميه في دوري الأبطال لإطلاق صافرة النهائي.


ملامح جحيم الأولمبيكو


Kostas Manolas Roma BarcelonaGetty Images

شاهدنا كيف تأثر مستوى ميسي بإصابته في المباراة الأخيرة ضد بلباو، وهذه المباراة بالذات، يُمكن اعتبارها، جرس الإنذار الحقيقي للمدرب فالفيردي ومشروعه، فهي تقريبًا نسخة شبه كربونية للاختبارات الصعبة القادمة، عندما لا يكون ليو في أفضل حالاته، بمعنى أدق عندما يكون مُجهدًا أو عائد لتوه من إصابة، تمامًا كما كان الحال في ليلة السقوط المدوي أمام روما في إياب ربع نهائي الأبطال الموسم الماضي.


سولاري الحكيم


2019-02-14-Solari.jpg(C) Getty Images

ما يُريد فالفيردي القيام به، هو اتخاذ قرارات شجاعة، على غرار ما تناولته وسائل الإعلام الإسبانية المُقربة من ريال مدريد، بشأن قرار المدرب سانتيجو سولاري بإراحة كريم بنزيمة في مباريات الليجا القادمة، حفاظًا على لياقته البدنية من جانب، وليُكمل علاجه من إصابته في إصبعه من جانب آخر، والأهم بالطبع، الحفاظ عليه بقدر المُستطاع قبل مواجهتي الإياب ضد أياكس وبرشلونة في الأبطال وكأس ملك إسبانيا، فهل سيتفطن فالفيردي أنه يُكرر نفس أخطاء الموسم الماضي التي تسببت في إقصاء برشلونة من الأبطال، بالإفراط في الاعتماد على ميسي في مباريات الليجا السهلة؟ أم سيدفع الضريبة وتصدق التوقعات التي تؤكد أن تمديد عقده، لا يعني بالضرورة بقائه لموسم آخر.

إعلان