Luis Suarez Barcelona 2018-19Getty Images

تحليل| سحرة ريال مدريد وثعبان سواريز المبين


يوسف حمدي    فيسبوك      تويتر


نجح برشلونة في إلحاق هزيمة جديدة بغريمة التقليدي ريال مدريد على ملعبه سانتياجو بيرنابيو، حين تغلب عليه بثلاثية نظيفة في مباراة الإياب لنصف نهائي كأس ملك إسبانيا.

وكان ريال مدريد الأفضل في أوقات كثيرة، ولكنه لم يمتلك القدرة على وضع الكرة في الشباك، فكان لاعبوه كسحره فرعون، وكان سواريز كعصا موسى.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

تكتيك وخطط

لعب ريال مدريد بالـ 4/3/3 المعتادة، كيلور نافاس في حراسة المرمى، فاران وراموس قلبي دفاع، على اليمين كارفاخال وعلى اليسار مارسيلو، كاسيميرو وكروس ومودريتش في وسط الملعب، فينيسيوس جونيور على اليسار ولوكاس فاسكيز على اليمين، وكريم بنزيما مهاجمًا وحيدًا.

على الناحية الأخرى كان برشلونة وفيًا للـ 4/4/2 التي يلجأ إليها فالفيردي في الكلاسيكو بالذات، تير شتيجين في حراسة المرمى، بيكيه ولينجيليه قلبي دفاع، نيلسون سيميدو على اليمين وجوردي ألبا على اليسار، بوسكيتس وراكيتيتش في قلب وسط الملعب، يمينهم سيرجي روبيرتو ويسارهم عثمان ديمبيلي، خلف ميسي وسواريز في الأمام.

بالطبع ما يخبرك به الرسم التكتيكي سيختلف عن ما سيخبرك به أرض الميدان، في مباريات الكلاسيكو بشكل خاص وفي المباريات الكبرى بشكل عام تعودنا على ذلك، وخاصة إذا كانت هذه المباراة في حسابات الكؤوس ومواجهات خروج المغلوب التي تغير كل شيء غالبًا.

تمركز ميسي وبنزيما

لم يكن ميسي على الطرف، ولم يكن بنزيما في الصندوق، ما أخبرتك به ذاكرتك لم يكن ينطبق على هذه الليلة، الكلاسيكو بحساباته الخاصة حمل معه تغيرًا طفيفًا في مركز كليهما، ووجب ذكره لأنه على الأغلب كان مفتاحًا للعب الفريقين، إذ كانت كل التحركات واللعبات تبنى على تواجد الثنائي في مكانهما الجديد.

ميسي على دائرة المنتصف من أجل الاستلام وبدء الهجمة من الخلف، في المقابل يتحرك روبيرتو من أجل لعب دور الجناح الأيمن المتأخر، الذي يقترب من الظهير سيميدو كلما أمكن من أجل غلق مساحات هذه الجبهة أمام انطلاقات فينيسيوس، ومساعدات الصاعد الآخر ريجوليون.

وبمجرد أن تتحول الكرة إلى حوزة برشلونة، يصعد ليونيل ميسي ليؤدي دور صانع الألعاب المتقدم، ليؤدي سواريز بدوره دور الجناح الأيمن مع وجود ديمبيلي على اليسار، ووجود ميسي كمهاجم وهمي "رقم 10" ليؤدي دورًا إضافيًا له في العمق في هذا اللقاء.

وعلى الجانب الآخر، كريم بنزيما أيضًا على الدائرة، يستلم ويحرك فينيسيوس وفاسكيز على الطرفين، ريجوليون وزيادة محسوبة في مقابل أداء كارفاخال لدور الجوكر خلف الجميع، وصعود محسوب من كاسيميرو على الرغم من كون بعض قراراته غير محسوبة أحيانًا.

بناء ومرتدات وما بينهما

لم يلتزم ريال مدريد بالدفاع والمرتدات، ولم يتجرد منهما تجردًا تامًا، في حال ظهر على برشلونة الاستجواذ على الكرة والرغبة فيه، ولم يتجرد أيضًا من محاولات اللعب على المرتدات، هنا وهناك كان اللعب خليطًا بين كل هذا، ولم ينتهج أي من الفريقين طريقة واحدة مما أضفى متعة على المباراة.

ريال مدريد استغل سرعة فاسكيز وفينيسيوس في الانطلاقات المرتدة والمنظمة، واستغل وجود فراغات في دفاعات برشلونة ليستفيد بشكل كبير من هذه السرعات الموجودة في خط هجومه، ولكنه في كل مرة يصل فيها إلى مناطق الخطر لم يكن يجد من يضع اللمسة الأخيرة في الشباك، مما أضاع عددًا من الهجمات بلا فائدة.

أما برشلونة، فلم يصل كثيرًا إلى المرمى، ولكن في كل مرة كان يصل كانت تكون إما بداية من ميسي وإما من ديمبيلي، وإما تعاونًا مشتركًا بينهما حتى يظهر سواريز في الصورة، الرجل الذي يلعب الكلاسيكو بكل ما أوتى من قوة حتى وإن كان يعاني من هبوط في المستوى.

شوط ثانٍ وحسابات أخرى

في الشوط الثاني ظهرت المساحات بشكل أكبر في ظهر دفاعات ريال مدريد، نظرًا لأن ما كان يخشى منه الملكي قد حدث، وسجل لويس سواريز هدفًا مبكرًا قلب به جميع الحسابات، ونجح به في إعطاء أفضلية التأهل للنهائي لبرشلونة بعدما كان التعادل السلبي سيصعد بريال مدريد.

بناء على ذلك اتسم أداء برشلونة بشيء من التحفظ، أمام اندفاع هجومي واضح لريال مدريد أدى معه إلى تقدم الأظهرة بشكل ملحوظ مقارنة بالشوط الأول، حيث أصبح كارفاخال وريجوليون أجنحة متأخرة إن جاز التعبير، أشياء أتعبت دفاعات برشلونة كثيرًا نظرًا لأن الضغط بات مضاعفًا.

هنا ظهر الجدار، تير شتيجين الذي ارتدى ثوب البطل كثيرًا في برشلونة مع ميسي في السنوات الأخيرة، الحارس الدولي الألماني كان منقذًا للكتلان في أكثر من مناسبة كادت تضع ريال مدريد في موقف إيجابي مبكرًا، وهو ما سيجعله في وضع أفضل نظرًا لأدائه ولأنه صاحب الأرض في المواجهة.

مابين زيدان ولامبارد.. من الأفضل لخلافة ساري في تشيلسي

شيء يسمى الفاعلية

ريال مدريد كان أفضل في لحظات كثيرة؟ نعم، استحق الفوز؟ لا، كيف؟ سأخبرك، لماذا ضاعت فرص ريال مدريد؟ لأنه امتلك لاعبون يفعلون كل شيء في كرة القدم إلا وضع الكرة في الشباك، لم يكن هناك جنيًا ولا عفريتًا يبعد الكرة عن المرمى حين يقترب لاعب بقميصه الأبيض، فقط لم يكن لدى ريال مدريد الفاعلية المطلوبة من أجل التسجيل واستثمار تفوقهم.

على الناحية الأخرى لا يحتاج سواريز سوى للوقوف أمام المرمى، سوى لكرة داخل منطقة الجزاء حتى يسجل هدفًا، أو يصطاد ركلة جزاء ويسجلها هدفًا، ولو أتيحت لميسي فرصًا مثل تلك لما أضاعها أيضًا، وفي مباريات كتلك تحتاج لأن تمتلك من هم مثل ميسي وسواريز، من لا يضيعون كرات سهلة ثم يتحدثون عن سوء الحظ والاستحقاق.

ريال مدريد كانوا كسحرة فرعون، امتلكوا الكثير من الثعابين الوهمية التي تخدع العيون فقط، أما الثعبان المبين القادر على التهام تلك العصي كان في قدم سواريز، فجلب لبرشلونة فوزًا حتى وإن لم يمتلك هذا الكم من العصي التي لا تفيد كثرتها.

إعلان